عبدالعزيز أبوهبشه

سلامتك أمانة

الجمعة - 25 مايو 2018

Fri - 25 May 2018

ارتفعت مؤخرا وتيرة العنف تجاه العاملين بالمنشآت الصحية، إذ أصبحت الصحف المحلية تطالعنا بين فترة وأخرى بحوادث تعد على العاملين بالمنشآت الصحية، غالبها لفظي وبعضها تطور إلى الاعتداء الجسدي، وعلى الرغم من أن الحوادث متفرقة ولا ترقى لأن يتم وصفها بالظاهرة، إلا أن الدراسة المبكرة لهذه الحوادث ووضع الاستراتيجيات الاحترازية حيز التنفيذ مهمان جدا لضمان سلامة العاملين بالمنشآت الصحية، والتي هي جزء لا يتجزأ من سلامة المرضى، خاصة أن توفير بيئة عمل آمنة تضمن توفير الرعاية السليمة والخدمة المطلوبة على أتم وجه، كما ترفع من مستوى رضى العاملين، مما ينعكس إيجابا على مستوى الرعاية الصحية المقدمة وعلى تحقيق مستوى عال من رضا المستفيد من خدمات الرعاية الصحية.

وعلى الرغم من أهمية النصوص القانونية القاضية بوجوب إيقاع العقوبات الرادعة حسب النظام على من يتعدى على العاملين في المنشآت الصحية، إلا أن درهم وقاية خير من قنطار علاج، مما يعني أهمية وضع الخطط التي ترمي إلى منع وقوع هذه الحوادث والتعامل معها في حال وقوعها بما يضمن الخروج بأقل خسائر ممكنة، ولعل الخطوة الأولى لفهم خلفية هذه الحوادث وقياس حجمها هي إجراء الدراسات التي تقوم بفهم هذه الأحداث وتختبر الآليات المتبعة في الوقت الحالي، ومن المهم أيضا مراجعة معايير قياس أداء كل من البرامج الاحترازية، وكذلك آليات التعامل مع الحوادث في حال وقوعها، على أن تتم هذه الخطوة بالتوازي مع تدريب العاملين في المنشآت الصحية على التعامل مع مثل هذه الحوادث قبل حدوثها ومراقبة السلوك وتوقع ردود الأفعال. ومع هذا كله فلا ينبغي أن نغفل الدور الحيوي الذي تلعبه تقنية المعلومات في هذا الجانب، بدءا من الحاجة إلى إنشاء قواعد بيانات ليتمكن الباحثون من استخدامها، وكذلك ليتمكن المخططون من الاستفادة منها لوضع خطط واقعية، الأمر الآخر هو ربط أنظمة الإنذار في المنشآت الصحية في حال حدوث حالة تعد بنظام الشرطة، بحيث تغلق الأبواب آليا فور تفعيل نظام الإنذار لحين حضور الشرطة لمباشرة الواقعة، مع ضرورة تدريب أمن المنشآت على طرق التعامل في مثل هذه المواقف لاحتوائها وتقليل الخسائر، ولعله من المناسب تزويد مداخل المنشآت الصحية بأجهزة الكشف عن الأسلحة البيضاء والنارية، بحيث تقوم بإرسال رسالة إنذار إلى مكتب الأمن بالمنشأة ليتمكن من التعامل مع حامل السلاح دون لفت انتباه. علاوة على ذلك فإن دراسة السلوك الإنساني تشير إلى وجود سمات مشتركة بين المعتدين، مما يستلزم بناء برمجيات وتطويرها تهدف إلى توقع السلوك الخطر ليتمكن أمن المنشأة بالتنسيق مع القسم والجهات ذات العلاقة من رفع درجة الاستعداد. هذا التكامل بين مختلف التخصصات من المهم أن يتوج بإلزام المنشآت الصحية بالتنسيق مع المركز السعودي لسلامة المرضى والهيئة السعودية للتخصصات الصحية برعاية من المجلس الصحي السعودي بأن تقوم بتأمين كافة العاملين لديها ضد الضرر النفسي والجسدي والمعنوي الذي قد يصيبهم جراء حدوث واقعة اعتداء لا قدر الله.