تشكيل لجنة دولية للتحقيق في أحداث غزة

المملكة دعت جميع الدول الأعضاء لتبني القرار
المملكة دعت جميع الدول الأعضاء لتبني القرار

السبت - 19 مايو 2018

Sat - 19 May 2018

اعتمد مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قرارا بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في كل انتهاكات القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة، وإنهاء سياسة الإفلات من العقاب، وتقديم المسؤولين عن تلك الانتهاكات للمحاسبة، بما في ذلك الأشخاص الذين أصدروا الأوامر بإطلاق الذخيرة الحية لقتل المدنيين، وحماية الفلسطينيين من هذه الهجمات المميتة.

وأدان القرار استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي للقوة المفرطة ضد الفلسطينيين خاصة المتظاهرين السلميين في قطاع غزة في انتهاك صارخ للقانون الدولي واتفاقيات جنيف لحماية المدنيين تحت الاحتلال.

وطالب القرار إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال بالتعاون مع اللجنة الدولية للتحقيق، كما طالب إسرائيل بالإنهاء الفوري للاحتلال غير القانوني للأراضي الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية، ورفع الحصار عن قطاع غزة والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط، والسماح بحرية حركة السكان الفلسطينيين من وإلى القطاع.

من جهته أدانت المملكة العربية السعودية بشدة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني الأعزل حاليا من عدوان بشع من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية الذي تسبب مؤخرا في سقوط العديد من الشهداء وإصابة الكثير من الأبرياء المدنيين.

وأكد السفير الدكتور عبدالعزيز الواصل في كلمة المملكة خلال الجلسة الطارئة لمجلس حقوق الإنسان، موقف المملكة الثابت تجاه القضية الفلسطينية، ودعمها للأشقاء الفلسطينيين في استعادة حقوقهم المشروعة وفقا للقرارات الدولية ومبادرة السلام العربية، ودعا المجتمع الدولي للاضطلاع بما يجب عليه وبذل كافة الجهود للوقف الفوري للعنف والقتل ضد الشعب الفلسطيني، ومطالبة قوة الاحتلال الإسرائيلية بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة والعمل على إنهاء الاحتلال، ووقف الانتهاكات وعمليات الاستيطان ومصادرة الأراضي وتهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية.

وأضاف السفير الواصل أن المملكة العربية السعودية أعربت بكل وضوح عن رفضها لقرار الإدارة الأمريكية نقل سفارتها إلى القدس وأن هذه الخطوة تمثل انحيازا كبيرا ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثابتة في القدس التي كفلتها القرارات الدولية ذات الصلة وحظيت باعتراف وتأييد المجتمع الدولي، وقد حذرت المملكة من العواقب الخطيرة لمثل هذه الخطوة غير المبررة لما تشكله من استفزاز لمشاعر المسلمين حول العالم، مؤكدا حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف وحقه في العيش بحرية وكرامة والوصول إلى جميع حقوقه المشروعة .

وكانت المملكة دعت جميع الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان لتبني القرار المطروح أمام المجلس الذي يدعو لتشكيل لجنة دولية للتحقيق في الانتهاكات الإسرائيلية بتوافق الآراء.

كما أدانت مجموعة الدول العربية في الأمم المتحدة بشدة الانتهاكات والقمع الإسرائيلي المتكرر للشعب الفلسطيني، وفي كلمة ألقتها دولة الإمارات العربية المتحدة نيابة عن الدول العربية أدانت سقوط 64 شهيدا الأسبوع الماضي من بينهم عدد من الأطفال والنساء والشيوخ وإصابة أكثر من 3 آلاف شخص بينهم مصابون في حالة حرجة جدا.

وأكدت أن الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 10 سنوات يمثل عقابا جماعيا غير مشروع، وأن الوضع الكارثي المتراكم يمثل انتهاكا لكافة الحقوق الإنسانية، وحول القطاع إلى سجن مفتوح وفضاء من الدمار تنتهك فيه كل الحقوق بما فيها الحق في الحياة، وهدد بكارثة إنسانية تزداد حدتها يوما بعد يوم.

فيما رحب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات بمرور قرار تشكيل لجنة تقصي حقائق إلى فلسطين المحتلة للتحقيق في انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي.

وثمن في بيان له مواقف جميع الدول التي تقف إلى جانب الحق والعدل، وخص الدول الـ29 الذين صوتوا في مجلس حقوق الإنسان إلى جانب القرار.

وشدد عريقات على أن اعتماد مجلس حقوق الإنسان بأغلبية كبيرة لتشكيل لجنة تحقيق في المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة، هو القرار الصحيح تجاه مساءلة قوة الاحتلال ومحاسبتها على انتهاكاتها للقانون الدولي والدولي الإنساني وحقوق الإنسان وردع جرائمها، والانتصار لحقوق الضحايا، وإحقاق العدالة.

وأكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف العثيمين دعم الأمانة العامة للمنظمة إجراء تحقيق مستقل في استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي المتعمد للمدنيين العزل، مجددا دعم المنظمة لاستصدار قرار من مجلس حقوق الإنسان في جنيف لتشكيل لجنة تحقيق دولية في الجرائم الإسرائيلية ولجلب المسؤولين عن تلك الجرائم للمحاكمة لينالوا عقابهم.

جاء ذلك في كلمة الأمين العام في اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للدورة الاستثنائية السابعة لمؤتمر القمة الإسلامي حول التطورات الخطيرة في دولة فلسطين، وذلك في مدينة إسطنبول، معربا عن أمله في أن تتوصل القمة الإسلامية إلى إجراءات فاعلة ترقى لمستوى الحدث الجلل الذي تعقد القمة من أجله.