احتجاجات إيران على أبواب مجلس الأمن

الأربعاء - 03 يناير 2018

Wed - 03 Jan 2018

أكد مسؤول أمريكي أمس، أن واشنطن تدرس جديا فرض عقوبات جديدة على النظام الإيراني، بينما أقرت وكالة مهر الإيرانية للأنباء بمقتل ثلاثة من عناصر المخابرات في مدينة بيرانشهر الإيرانية غرب إيران، خلال مواجهات مع المحتجين، ونشر الحرس الثوري الإيراني قواته في ثلاثة أقاليم لقمع المتظاهرين.

من جهتها، أكدت الناشطة الإيرانية في حقوق الإنسان فخيته زماني أن الاحتجاجات الحالية في إيران مختلفة عن سابقتها لانتقال رغبة الشعب من الإصلاحات إلى التغيير الحقيقي بعد أن يئس الإيرانيون من تدخل بلادهم في صراعات الشرق الأوسط وإنفاق أموالهم عليها، ومن وعود الإصلاح غير الحقيقية خلال 20 عاما.

وقالت في لقائها مع صحيفة Hetq الالكترونية الأرمانية إن الديكتاتوريين اعتادو على إلقاء اللوم على الحكومات الخارجية مما يعكس فشلهم الحقيقي.

تحريض خارجي

وأضافت أنه حتى مع العلاقة المتوترة بين إيران والسعودية فليس هناك ما يبرر إلقاء اللوم على الحكومات الخارجية، فخروج الإيرانيين إلى الشوارع هو من أجل المطالبة بحقوقهم الأساسية. حيث لا يحق للإيرانيين التجمعات الاجتماعية وتكوين الصداقات أو الاحتفال.

مطالب الشعب

وأفادت أن الاحتجاجات افتقدت لقادة، نظرا لصعوبة تنظيم المظاهرات، حيث تنفق الحكومة ملايين الدولارات لتشكيل مجموعات مختصة بسحق أي معارض، فإيران دولة متعددة الثقافات وتواجه كل مقاطعة تحديات وضغوطا مختلفة.

عواقب الاحتجاجات

وأشارت إلى صعوبة التبنؤ بشأن مستقبل هذه الاحتجاجات، إلا أنها ترى بالفعل نهاية جمهورية إيران الإسلامية. فتختلف هذه الاحتجاجات عن سابقتها في 2009 نظرا لمطالبة الشعب بأن يتنحى النظام ليحل مكانه الحكم الديمقراطي، حيث لم يستفد الشعب الإيراني من الإصلاحات التي أدخلتها الحكومة خلال 20 عاما مضت، كما سئم الشعب من إنفاق ضرائبهم على حروب الشرق الأوسط، فالشعب يريد التغيير الحقيقي، وليس الإصلاحات، وهذا الأمر جلي في الشعارات المستخدمة.

مجلس الأمن

من جهتها أعلنت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي أن بلادها تجري مشاورات حالية مع أعضاء مجلس الأمن الدولي، لعقد جلسة طارئة بشأن الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ الخميس الماضي.

وقالت للصحفيين أمس أمام مجلس الأمن الدولي بالمقر الدائم للمنظمة الدولية بنيويورك إن «اتهامات المسؤولين الإيرانيين للأعداء بالوقوف وراء تلك الاحتجاجات «كلام لا قيمة له»، لقد نزل المتظاهرون إلى الشوارع احتجاجا على قادتهم، ولذا يتعين إطلاق جميع السجناء»

وأضافت: الآن النظام الإيراني يحاول أن يفعل ما يفعله دائما بالقول إن الاحتجاجات صممها أعداء إيران، وجميعنا يعلم أن هذا كلام فارغ تماما، وأن التظاهرات خرجت عفوية تماما وفي كل مدينة من إيران».

كما دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد الحسين النظام الإيراني إلى كبح جماح قوات الأمن، واحترام حقوق المحتجين في حرية التعبير والتجمع بشكل سلمي.

خبيرة: بلادي تشهد ثورة

شددت أستاذة العلوم الاجتماعية في جامعة بروكسل الحرة مديرة مركز دراسات التعاون والتنمية الدولية فيروزه نهافندي، على أن إيران تشهد ثورة أغلبية السكان من الشباب والمتقدمين في السن، وعلى أن الأمر يبشر بتغيير لا محالة، بالرغم من محاولة النظام قمع المظاهرات بشتى الوسائل في الوقت الذي لم يقل الشعب بعد كلمته الأخيرة.

وأضافت في تعليق للإذاعة البلجيكية أمس أن النظام يدرك جيدا أن الوضع قد يفلت من قبضته، لأن ما يحدث اليوم هو أن الاحتجاجات انتشرت إلى عدة مدن في إيران، وباتت السيطرة على عدة مدن في نفس الوقت أمرا أكثر تعقيدا، مقارنة بما حصل في 2009، حيث كانت الاحتجاجات أكثر مركزية في طهران العاصمة، والنظام يدرك أن المظاهرات يمكن أن تتفاقم ويراقب الطريقة التي سيكون قادرا من خلالها على الرد، فهو وجه الدعوة إلى الهدوء دون إبداء استعداده لقبول التغييرات، هناك وضع مختلف قليلا وأقل رقابة.

ناشطة: شعبي يريد التغيير

أكدت الناشطة الإيرانية في حقوق الإنسان فخيته زماني أن الاحتجاجات الحالية في إيران مختلفة عن سابقتها، لانتقال رغبة الشعب من الإصلاحات إلى التغيير الحقيقي، بعد أن يئس شعبي من تدخل بلادهم في صراعات الشرق الأوسط، ومن وعود الإصلاح غير الحقيقية خلال 20 عاما.