هل تم نقل الكعبة من مكانها؟!
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
الاثنين - 02 أكتوبر 2017
Mon - 02 Oct 2017
قد يكون متفهما ـ وأرجو أن يكون كذلك ـ أن يكون لدى بعض السعوديين تحفظات على أي قرار يمس حياتهم بشكل مباشر، ولا أرى مشكلة في وجود من لا يعجبه قرار مثل قرار السماح للمرأة بالقيادة، أو فتح دور للسينما أو غيرهما من القرارات والأنظمة.
هذه حياة السعوديين ومن حقهم ـ كما أتمنى ـ أن يكون لهم رأي فيها، ومن حق الدولة أن تقر ما تراه ملائما ومناسبا لظروفها ولوضعها ولوضع الناس. لم يجمع الناس حتى على الوحي حين أنزل، ومطالبة الناس بالإجماع على ما هو دون ذلك بكثير ضرب من ضروب طلب المستحيل الذي لم ولن يحدث في أي مكان على كوكب الأرض منذ الانفجار الكوني العظيم.
وأظن أنه «يستحب» من المؤيدين بشدة للقرارات الأخيرة والفرحين المستبشرين بها ـ وأنا أحدهم ـ ألا ينظروا إلى من لم يفرح بها كعدو يتحينون الفرصة للشماتة به والانتقاص منه ومن رأيه.
التعايش وتقبل الآخرين وتفهم أسبابهم ودوافعهم يدل على التحضر والرقي أكثر من أي شيء آخر. وسيكون المجتمع طبيعيا حين يؤمن باختلافاته وتنوع مشاربه وثقافاته وليس حين يحضر جزء منه حفلات غنائية فقط.
كل ما سبق عن السعوديين، وعن تقبلهم من عدمه وعن تفهمهم لأي قرار يصدر من حكومتهم أو عدم تفهمهم، وكل ذلك مفهوم ويبدو منطقيا، لكن الذي أعياني وأعجزني هو مشاركة غير السعوديين في النقد والاعتراض والإحباط من قرارات لا تخصهم في شيء، ولا تؤثر على حياتهم من قريب أو بعيد. صحيح أن السعودية دولة كبرى وقائدة وقدرها أن تكون الأحداث فيها محل حديث في كل العالم كما يحدث لكل الدول المؤثرة في هذه الكوكب، ولكن مستوى «اللقافة» في الشأن الداخلي السعودي تجاوز الحدود التي يمكن «تفهمها» واعتبارها في سياقها الطبيعي. هو شيء يشبه أن يدخل سعودي منزله غاضبا لا يتحدث مع أحد من أسرته وقد ضاقت به الأرض بما رحبت لأنه تم منع المرأة الكولومبية من قيادة السيارة.
والذي يسمع الحديث عن «قبلة المسلمين» يظن لوهلة أنه قد صدر قرار بنقل الكعبة من مكانها، أو بتقليص عدد أيام الصوم في رمضان، أو منع الناس من الصلاة في المساجد والطرقات والأسواق.
وعلى أي حال..
أحب طمأنة الخائفين على قبلة المسلمين وإخبارهم أنه ما زال بإمكانهم الصلاة في نفس الاتجاه، والحج في نفس التوقيت، وممارسة ذات الشعائر فلم يتم تغييرها لمجرد أن المرأة «السعودية» انتقلت من المقعد الأيمن إلى المقعد الأيسر في سيارتها.
@agrni
هذه حياة السعوديين ومن حقهم ـ كما أتمنى ـ أن يكون لهم رأي فيها، ومن حق الدولة أن تقر ما تراه ملائما ومناسبا لظروفها ولوضعها ولوضع الناس. لم يجمع الناس حتى على الوحي حين أنزل، ومطالبة الناس بالإجماع على ما هو دون ذلك بكثير ضرب من ضروب طلب المستحيل الذي لم ولن يحدث في أي مكان على كوكب الأرض منذ الانفجار الكوني العظيم.
وأظن أنه «يستحب» من المؤيدين بشدة للقرارات الأخيرة والفرحين المستبشرين بها ـ وأنا أحدهم ـ ألا ينظروا إلى من لم يفرح بها كعدو يتحينون الفرصة للشماتة به والانتقاص منه ومن رأيه.
التعايش وتقبل الآخرين وتفهم أسبابهم ودوافعهم يدل على التحضر والرقي أكثر من أي شيء آخر. وسيكون المجتمع طبيعيا حين يؤمن باختلافاته وتنوع مشاربه وثقافاته وليس حين يحضر جزء منه حفلات غنائية فقط.
كل ما سبق عن السعوديين، وعن تقبلهم من عدمه وعن تفهمهم لأي قرار يصدر من حكومتهم أو عدم تفهمهم، وكل ذلك مفهوم ويبدو منطقيا، لكن الذي أعياني وأعجزني هو مشاركة غير السعوديين في النقد والاعتراض والإحباط من قرارات لا تخصهم في شيء، ولا تؤثر على حياتهم من قريب أو بعيد. صحيح أن السعودية دولة كبرى وقائدة وقدرها أن تكون الأحداث فيها محل حديث في كل العالم كما يحدث لكل الدول المؤثرة في هذه الكوكب، ولكن مستوى «اللقافة» في الشأن الداخلي السعودي تجاوز الحدود التي يمكن «تفهمها» واعتبارها في سياقها الطبيعي. هو شيء يشبه أن يدخل سعودي منزله غاضبا لا يتحدث مع أحد من أسرته وقد ضاقت به الأرض بما رحبت لأنه تم منع المرأة الكولومبية من قيادة السيارة.
والذي يسمع الحديث عن «قبلة المسلمين» يظن لوهلة أنه قد صدر قرار بنقل الكعبة من مكانها، أو بتقليص عدد أيام الصوم في رمضان، أو منع الناس من الصلاة في المساجد والطرقات والأسواق.
وعلى أي حال..
أحب طمأنة الخائفين على قبلة المسلمين وإخبارهم أنه ما زال بإمكانهم الصلاة في نفس الاتجاه، والحج في نفس التوقيت، وممارسة ذات الشعائر فلم يتم تغييرها لمجرد أن المرأة «السعودية» انتقلت من المقعد الأيمن إلى المقعد الأيسر في سيارتها.
@agrni