قطر بعد ليبيا وإيران تقع في فخ التدويل

الاثنين - 31 يوليو 2017

Mon - 31 Jul 2017

أدخلت الحكومة القطرية نفسها مرحلة جديدة من التعقيدات السياسية واللعب بالنار، عندما طلبت تدويل الحرمين والحج، مسجلة بذلك نفسها ثالث دولة واهنة تطلب تدويل الحرمين بعد نظام القذافي البائد ونظام الملالي في طهران.

ثالوث واهن

وأكد الباحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية الدكتور أحمد الفراج أن طلب قطر تدويل الحرمين والحج تطور خطير لم يسبقها إليه سوى القذافي وإيران، مشددا على أن خطورة الأمر تتمثل في أن قطر أصبحت بوقا إيرانيا، وأن طهران بدأت فعليا في ابتزاز قطر مقابل فتح ممراتها الجوية والبرية أمامها.

اللعب بالنار

وقال إن إيران عدوة للمكون السني ككل بما فيه قطر، ويستحيل أن تقف مع قطر إلا بهدف ابتزازها، وهذا ما حصل فعلا، وأن قطر ما زالت لا تعي أن مسألة الحرمين خط أحمر بالنسبة للسعودية، وأن المجتمع الدولي لم يعط أساسا أي اهتمام لمطالب ملالي إيران منذ 30 عاما، فكيف سيعطي اهتماما لمطالب دويلة بحجم قطر.

وأضاف أن الأمر الأخطر ليس عندما تأتي المطالبة بتدويل الحرمين من دولة مثل إيران التي اعتاد المجتمع الدولي على عدائها للعرب، وإنما أن تأتي هذه الدعوة من دولة خليجية، مشددا على أن قطر بدأت اللعب بالنار، متوقعا أن هذا لن يمر مرور الكرام، وستواجه قطر تصعيدا جديدا في المقاطعة من قبل السعودية، وستتحمل تبعات سياسية إضافية مقبلة.

نسخة مصغرة

من جهته، أوضح الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط أمجد طه لـ «مكة»، أن قطر أصبحت في الآونة الأخيرة نسخة عربية مصغرة من نظام إيران الفاشي، ونجدها تطبق كل ما تصرفت به إيران خلال الأعوام الأخيرة، قائلا «لم تمارس السعودية في تاريخها كاملا منذ أن أسسها الملك الراحل عبدالعزيز آل سعود أي استغلال للدين رغم أن دولا مثل قطر وإيران استغلت الدين لتعكير صف الأمة والتدخل في شؤون الدول».

رد حضاري

وذكر أنهم في المركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط وبريتيش عرب ميديا ووتش، وعبر تواصلهم مع مؤسسات البريطانيين المسلمين في المملكة المتحدة، أكدوا استنكارهم لتقديم قطر شكوى للأمم المتحدة لتدويل الحج، واعتبروه ذلك إساءة لكل مسلم في العالم، وطالبوا نظام قطر بالاعتذار عن هذه الفعلة.

وقال «لم تمنع السعودية الحجاج الليبيين من القدوم للحج حين كانت ليبيا محاصرة جويا تحت حكم معمر القذافي، رغم أن السعودية اكتشفت قبل يومين من الوقوف بعرفات إرسال مخابرات القذافي متفجرات في حقائب بعض الحجاج، ومع كل هذا كانت ردة فعل السعودية مثالية حضارية حين أرسل الملك فهد مبعوثا خاصا للقذافي، وقال له ما معناه: رغم ما فعلت لن نمنع حجاج ليبيا».

دليل إفلاس

وأضاف «إيران أرسلت القنابل والسلاح للتفجير بمكة المكرمة والمدينة المنورة ومع هذا لم تمنع السعودية يوما حجاج إيران من الحج، ومن يحاول تدويل الحج لا يعرف التاريخ ولا يفقه مكانة السعودية في العالم، ومحاولة قطر لتدويل الحج دليل على إفلاسها سياسيا وتصرفها كتنظيم لا دولة».

موجة غضب

وكان تقرير لقناة الجزيرة القطرية فجر موجة غضب واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي، عندما دعت من خلاله إلى تدويل الحرمين الشريفين، وواجهه المغردون بوسم تحت عنوان #الحرمين_بيد_أمينة، كتبوا من خلاله آلاف التغريدات التي تشجب ما آلت إليه السياسة القطرية التي أصبحت تبني إجراءاتها على ما تعبر عنه قناة الجزيرة وتحرض عليه.

في حين اعتبر وزير الخارجية عادل الجبير أن المملكة ترفض طلب قطر تدويل المشاعر المقدسة معتبرا أن هذا الطلب بمثابة إعلان حرب ضد المملكة، وأن المملكة تحتفظ لنفسها بحق الرد على أي طرف يعمل لتدويل المشاعر المقدسة، رافضا ما تقوم به قطر من محاولة تسييس الحج، مؤكدا أن المملكة لم تمنع أي زائر لبيت الله الحرام سواء في العمرة أو الحج.