وجه جديد للدبلوماسية السعودية الأممية بعد 2011

المعلمي: اعتذار الرياض عن عضوية مجلس الأمن فعل ماض يقيمه التاريخ
المعلمي: اعتذار الرياض عن عضوية مجلس الأمن فعل ماض يقيمه التاريخ

الاثنين - 29 مايو 2017

Mon - 29 May 2017

في أجوبة اتسمت بالدبلوماسية ولكنها لم تخل من بعض الصراحة، شرح المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله المعلمي موقف بلاده إزاء العديد من القضايا السابقة والراهنة، فيما فضل عدم التعليق على موقف حكومة بلاده، حين اعتذرت عن قبول عضوية مجلس الأمن في 2014، تاركا تقييم هذه الخطوة للتاريخ، في وقت أفصح فيه أن أداء الدبلوماسية السعودية داخل الأمم المتحدة طرأ عليه 3 تغييرات جوهرية بعد 2011، وهو العام الذي بدأت فيه أحداث ما يسمى بالربيع العربي.



المعلمي، وخلال استضافته في اللقاء المفتوح الذي دعا إليه ملتقى إعلاميون بالتعاون مع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بالرياض البارحة الأولى، أعلن استعداد البعثة الدبلوماسية السعودية بالأمم المتحدة لدعم أي جهد يرمي لملاحقة إيران على ممارساتها التخريبية بالدول العربية واستهدافها لدول الخليج والسعودية، فيما عد إسرائيل العدو الأول لبلاده وليس طهران.



وفي الوقت الذي سرد فيه المعلمي بعض إنجازات الأمم المتحدة أمام جمع من الخبراء السياسيين والصحفيين، واجه اتهامات من بعض الحضور بأنه انصرف كثيرا في الحديث عن المنظمة الدولية من منطلق ولائه لها، غير أن المندوب السعودي دافع عن نفسه بالقول "أفتخر بالولاء لمؤسسة واحدة فقط، وهي حكومة المملكة العربية السعودية"، لافتا إلى قصر نظر البعض في نظرته للأمم المتحدة بالنظر إلى عجزها عن تحقيق السلام ومعالجة الأزمات فقط، مفيدا أنه من غير الإنصاف الحكم عليها من المنظور السياسي فقط، لأن لها شأنا بارزا في كثير من الملفات الاجتماعية والتنموية والصحية الأخرى، وأن السعودية من كبار الدول التي تقدم للأمم المتحدة التبرعات المدفوعة في كل المجالات.



وعلى الرغم من حديثه الإيجابي عن الأمم المتحدة، إلا أن المعلمي بدا غير متفائل بإمكان التوصل لصيغة توافقية لإصلاح مجلس الأمن، متوقعا أن تستمر النقاشات حول هذا الموضوع لـ10 أو 20 سنة مقبلة.



ولم تغب المعارك الكلامية التي خاضها المعلمي مع مندوب النظام السوري بالأمم المتحدة بشار الجعفري عن أجواء اللقاء، وهو ما دفع ببعض الحاضرين لطرح تساؤلات حول مدى إسهام الحصيلة اللغوية في خدمة الخطاب الذي يلقيه سفراء دولهم بالأمم المتحدة وعن البروتوكولات المتبعة في سياق تلك الحوارات.



وهنا، عقب المعلمي بالقول إن الحصيلة اللغوية هي بضاعة السفير، مستشهدا بالأدوار الرائدة التي لعبها كل من الراحل غازي القصيبي والأمير بندر بن سلطان وجميل الحجيلان وغيرهم في الدفاع عن مواقف البلاد بشكل احترافي وراق.



ولفت المعلمي إلى أنه من غير المقبول أن ينجرف الخطاب الدبلوماسي إلى لغة سوقية كالتي يظهر بها بعض مندوبي بلادهم الدائمين لدى الأمم المتحدة، مستشهدا بمندوب كوريا الشمالية على وجه الخصوص. وقال "حينما يتحدث ذلك الرجل عن اليابان أو كوريا الجنوبية تشعر أن مندوب سوريا في قمة الأدب والأخلاق عنده".



وفي موضوع العلاقات السعودية الأمريكية، ومدى تفاؤله بالإدارة الجديدة، أوضح أن تلك العلاقات تعد استراتيجية طويلة المدى وراسخة من عقود مهما تعرضت لصعود وهبوط، مبديا تفاؤله الشديد في العلاقة بين البلدين في ظل إدارة ترمب الحالية والذي جاء بفهم أكبر لظروف المنطقة والخطر الإيراني، وتوافقه مع النظرة السعودية للموضوع اليمني والتدخلات الإيرانية في سوريا والبحرين والسعودية وغيرها من المواقع، لافتا إلى أن بلاده تسعى لتوجيه إدارة ترمب حول القضية الفلسطينية.



ولم يعلق المعلمي بشكل مباشر عن أسباب غياب موضوع جاستا عن أجواء زيارة ترمب للسعودية، فيما ذكر أن البعثة الدبلوماسية السعودية جاهزة لمناقشة هذا الملف في الأمم المتحدة متى ما طلب منها ذلك.



وفي الموضوع اليمني، قال المعلمي إن بلاده لا تزال تنتظر طلب الموافقة من الأمم المتحدة لإرسال مزيد من المراقبين لميناء الحديدة لمراقبة المساعدات الإنسانية وتحييد سيطرة الميليشيات الانقلابية عليها.



وعن تقييمه لسرعة استجابة الأمم المتحدة لسحب اسم السعودية من التقرير الخاص بانتهاكات الأطفال باليمن، أكد أن بلاده لم تمارس أي ابتزاز بحق المؤسسة الدولية كما أشيع عن ذلك، لافتا إلى أن الممارسات الإيجابية للرياض ووفدها داخل الأمم المتحدة بما في ذلك ما تقدمه من تبرعات عينية ومادية لأنشطة المؤسسة الدولية أسهم في إسناد الموقف السعودي الرافض لتلك القائمة.



وفي موضوع آخر، نفى المعلمي أن يكون وصله ملام من أي من المسؤولين السعوديين على أي تصريح أدلى به داخل أروقة الأمم المتحدة، قائلا "لم يصلني في يوم من الأيام أي تعليق سلبي على أي تصريح أدلي به، من واجبي أن أكون جريئا في الدفاع عن مصالح بلادي".



أبرز ما قال المعلمي

- سندعم أي جهد يرمي لملاحقة إيران على ممارساتها التخريبية بالدول العربية.

- إسرائيل العدو الأول لبلادي. ولكن هذا لا يصرفنا عن العدو الإيراني.

- ولائي الوحيد لمؤسسة واحدة فقط وهي حكومة المملكة العربية السعودية.

- لست متفائلا بإمكان إصلاح مجلس الأمن، فهذا الأمر قد يستغرق 20 عاما.

- بشار الجعفري في قمة الأدب والأخلاق مقارنة بخطابات مندوب كوريا الشمالية.

- ننتظر موافقة أممية على إرسال مزيد من المراقبين لميناء الحديدة اليمني.

- لم نمارس أي ابتزاز على الأمم المتحدة لإزالة اسم السعودية من قائمة الدول المنتهكة لحقوق الأطفال في اليمن.

- لم يحدث أن وصلني عتب رسمي على تصريحاتي بالأمم المتحدة.



دبلوماسية الرياض بالأمم المتحدة قبل وبعد 2011



قبل 2011

- لا أعلم أن السعودية تبنت قرارا في الجمعية العامة أو مجلس الأمن.

- وفد السعودية كان يتميز بالبعد عن الجدل والالتزام بأن في الصمت السلامة ما لم يكن هناك إذن بالحديث.

- السياسة السعودية كانت تبحث عن التوافق في المواقف التي تتبناها دول شقيقة قيادية مثل مصر وباكستان.



بعد 2011

- السعودية شريك أساسي في القرارات التي تخص القضايا الدولية الأساسية.

- المبدأ اليوم هو أن التحدث هو الأصل، والالتزام بالصمت يحتاج إلى استئذان.

- مصر وباكستان وغيرهما من الدول تبحث اليوم عن الموقف الذي تتبناه السعودية.



ما الموقع الذي تحتله السعودية في المؤسسة الدولية؟

- يتألف فريقها من 30 دبلوماسيا سعوديا.

- نصفهم يحملون الماجستير أو أعلى.

- ثلثهم من النساء.

- الرياض تشغل 14 موقعا في هيئة تنفيذية ولجنة.

- تنافس على 12 موقعا آخر.

- تشغل عضوية في مجموعة آتك لإصلاح مجلس الأمن.

- عضو بمجموعة جسور لإصلاح الأمم المتحدة.