فايع آل مشيرة عسيري

ثقافة البومب!

الخميس - 09 يونيو 2016

Thu - 09 Jun 2016

يبدو أننا ما زلنا ضائعين في سكة التائهين البعيدة عن الفن ومسؤوليته ورسالته العظيمة مما يجعلنا في مشاهدة فاترة لا تقل سذاجة عن مسلسلات مسفهة تصل بالذوق العام لأدنى مستوى من الابتذال والإسفاف الذي يشعر معها المتابع أو المتلقي البسيط بسذاجتها التي أتت هذا العام دون أي احترافية أو مهنية، بل فاقت كل التوقعات بتسطيح أفكارها كي تصدر لنا ثقافات مهايطية على طريقة «أركد فديتك- مع نفسك - في المكان اللي أنت خابر» ثقافة الاستهبال تحت مسمى كوميديا تقودها مجموعة من الشباب أجزم بأنهم لا يمتون للموهبة بشيء يذكر لا من قريب ولا من بعيد، نسوا أو تناسوا بأن الدراما باتت صناعة تمثل ثقافات الشعوب بالإبداع الذي هاجر ولم يعد إلا أثرا بعد عين.

رغم الإمكانات الكبيرة والعقود العالية إلا أن محور العملية الفنية مفقود تماما، وما هي إلا نظرة لمدارسنا وجدرانها والأماكن العامة العائلية والعزاب حتى تشاهد تلك الممارسات القديمة والحديثة، وقد اتحدت في الإبقاء على تلك الثقافات والتي مع استمرارها ما زلنا نعاني من «أزمة كوميديا» هكذا هي «ثقافة البومب» التي لا تصدّر لنا غير لبن سمك تمر هندي وتستمر في عرض حلقاتها كما كان يعرض «فرّقنا» بضاعته وهو الذي كان يأتي ببضاعته من أسواق البلد «الجنوبية والخاسكية « في جدة ويعرضها على أهل قريتنا قديما فيشترون ويستمتعون بها لكنهم هجروا «فرقنا» رغم أنه حاول أن يسترضيهم حتى ولو كان دينا مؤجلا في سبيل تسويق بضاعته الرخيصة، فهل يدرك «شباب البومب» سوقية طرحهم واللجوء غير السلمي لممثلين فشلوا في إثبات وجودهم دراميا وكوميديا؟ فمن شاهد عبدالله السدحان يدرك تماما أن سنوات الشهرة باتت وجها شاحبا يعاني عطوبا فنية لا يصلحها القفز على حقائب السفر وأحداث يقرؤها المشاهد قبل حدوثها.

ومضة: القصص الدرامية فن يرتكز على الإنسانية بكل تفاصيلها ذات القناع الأبيض الضاحك «الملهاة» أو القناع الأسود المحزن «المأساة» أو الجمع بينهما في «التراجيكوميدي» وهي تناول الشخوص الأسطورية ببعض من السخرية وما زال وجه الدراما والكوميديا لدينا ضائعا ومخطوفا.