السعودية تدعم استمرار هدنة الأفغان لتحقيق السلام

الخميس - 21 يونيو 2018

Thu - 21 Jun 2018

تواصل المملكة العربية السعودية جهودها ومواقفها السياسية الداعمة للبلدان الإسلامية، حيث تجسد ذلك في موقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي أعلنه الديوان الملكي أمس، حول أمله يحفظه الله، بتأييد عملية المصالحة بين الحكومة الأفغانية مع حركة طالبان بما يعزز الأمن والاستقرار لأفغانستان وشعبها.

ويأتي موقف السعودية الداعم للهدنة، استمرارا لوقوف المملكة مع أفغانستان خلال محنتها في العقود الأربعة الماضية، حيث يمثل تأييد خادم الحرمين الشريفين للهدنة التي أبرمت بين الحكومة وطالبان، وقفة جديدة نحو مصلحة الشعب الأفغاني بالدرجة الأولى، ونحو وحدته وتكاتفه، ولعلم المملكة بمكانتها لدى الشعب الأفغاني، فإنها تعلم أن هذا الموقف سيكون له أثر كبير بين الأفغان.

وأكد سياسيون أن موقف السعودية جاء انطلاقا من وقوفها على مسافة واحدة بين جميع المكونات السياسية الأفغانية، وتهدف من هذا الموقف إلى حقن دماء المسلمين وازدهار أفغانستان بعد كل هذه المآسي التي تعرض لها الشعب الأفغاني، وخاصة أن نحو نصف مليون أفغاني يعملون ويقيمون بالمملكة، وهو ما يعتبر أحد أهم وسائل الدعم السعودي للشعب الأفغاني.

من جهته أوضح مؤسس باكستان بالعربية، والباحث في جامعة بنجاب بلاهور راسخ الكشميري، أن الهدنة التي حصلت بين حكومة أفغانستان وطالبان كانت شفهية ولمدة ثلاثة أيام من عيد الفطر المبارك، وأنه على الرغم من أن الحكومة الأفغانية أرادت أن تطول مدة هذه الهدنة إلا أن طالبان أبت، علما بأن التفجير الذي حصل ثاني أيام العيد لم يكن لطالبان، بل تبنته داعش.

وشدد على أنه بالرغم من أن طالبان لم ترضخ لمطالبات الحكومة الأفغانية، إلا أن الهدنة هذه إيجابية، وأظهرت أن الحلول -وبرغم وجود قوى عالمية متعددة في أفغانستان- في يد الأفغانيين أنفسهم، وأنهم قادرون على الاجتماع على صفحة واحدة لمستقبل أمنهم الاجتماعي ودولتهم.

وقال الكشميري: "الهدنة التي يؤيد خادم الحرمين الشريفين استمرارها، كانت مخاضا للعلاقات الباكستانية الأفغانية التي تحولت إلى إيجابية في الأشهر الماضية، حيث قام قائد الجيش الباكستاني قمر جاويد باجوه والسفير الأفغاني في باكستان بالعمل بصمت حيال إعادة العلاقات بين البلدين الشقيقين إلى مجراها الإيجابي الطبيعي من أجل إيجاد لجان عمل أمنية مشتركة، إذ إن الاتفاق كان على أن تعمل أفغانستان على ألا تستخدم أراضيها ضد باكستان، وبالمقابل فإن باكستان ستستخدم أثرها وتتعاون في الحد من مقاومة طالبان للحكومة الأفغانية، وكذلك تقوم أفغانستان والناتو بناء على طلب باكستان باستهداف إرهابيي طالبان أفغانستان أو جماعة الأحرار أو القبض عليهم وتسليمهم لباكستان".

وذكر أن المحللين السياسيين يعتبرون مقتل الإرهابي زعيم طالبان ملا فضل الله بعملية طائرة بدون طيار أمريكية بتعاون أفغانستان خطوة إيجابية، إذ إنه كان مطلوبا لباكستان لتنفيذه عمليات إرهابية متعددة في باكستان، وستجد باكستان ضغطا من أفغانستان وأمريكا على إثر ذلك لعمل أمر إيجابي في ضخامة هذه الخدمة المقدمة لباكستان، لأنها كانت تطالب أفغانستان باستهدافه أو تسليمه منذ فترة، ويعتبر استهداف ملا فضل الله رسالة تعاون لباكستان من جانب أفغانستان وأمريكا، والتي تشير إلى أنها مستعدة للتفاوض مع طالبان، بيد أن طالبان تريد أن تكون المفاوضات مباشرة دون إدخال الحكومة الأفغانية فيها، وهذا ما لا ترتضيه أمريكا حاليا.

وختم الكشميري حديثه بأن الهدنة تصب في مصلحة الشعب الأفغاني كما صرح به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله، لأن الاتفاق بين طرفي النزاع (طالبان أفغانستان) والحكومة الأفغانية سيؤدي إلى حل المشاكل الأمنية في البلاد.