الإعلام العربي والسباق على مشاهد الموت
ليس على وجه الأرض دولة في التاريخ القديم أو الحديث أنفقت بسخاء وإيمان واحتساب، ما أنفقته الدولة السعودية منذ أن وحدها على الحب وأسسها على التوحيد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، يرحمه الله، على مشروع مثلما أنفقت بلادنا على توسعة الحرمين الشريفين، هذا المشروع العملاق الذي أسهم في كل جزء فيه وأشرف على كل مرحلة منه، ملوك المملكة العربية السعودية الأبرار، رحمهم الله جميعا، حتى أنعم الله على ابن عبدالعزيز الملك سلمان، خادم الحرمين الشريفين، بتولي سدة الحكم، ليكون له الشرف العظيم في بلوغ هذا الأمر تمامه ووصوله إلى المراحل الختامية، ليكون الحرمان الشريفان إلى جانب كونهما أقدس بقاع الأرض، أجمل بنيان على سطح هذا الكوكب.
ليس على وجه الأرض دولة في التاريخ القديم أو الحديث أنفقت بسخاء وإيمان واحتساب، ما أنفقته الدولة السعودية منذ أن وحدها على الحب وأسسها على التوحيد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، يرحمه الله، على مشروع مثلما أنفقت بلادنا على توسعة الحرمين الشريفين، هذا المشروع العملاق الذي أسهم في كل جزء فيه وأشرف على كل مرحلة منه، ملوك المملكة العربية السعودية الأبرار، رحمهم الله جميعا، حتى أنعم الله على ابن عبدالعزيز الملك سلمان، خادم الحرمين الشريفين، بتولي سدة الحكم، ليكون له الشرف العظيم في بلوغ هذا الأمر تمامه ووصوله إلى المراحل الختامية، ليكون الحرمان الشريفان إلى جانب كونهما أقدس بقاع الأرض، أجمل بنيان على سطح هذا الكوكب.
الأحد - 04 أكتوبر 2015
Sun - 04 Oct 2015
ليس على وجه الأرض دولة في التاريخ القديم أو الحديث أنفقت بسخاء وإيمان واحتساب، ما أنفقته الدولة السعودية منذ أن وحدها على الحب وأسسها على التوحيد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، يرحمه الله، على مشروع مثلما أنفقت بلادنا على توسعة الحرمين الشريفين، هذا المشروع العملاق الذي أسهم في كل جزء فيه وأشرف على كل مرحلة منه، ملوك المملكة العربية السعودية الأبرار، رحمهم الله جميعا، حتى أنعم الله على ابن عبدالعزيز الملك سلمان، خادم الحرمين الشريفين، بتولي سدة الحكم، ليكون له الشرف العظيم في بلوغ هذا الأمر تمامه ووصوله إلى المراحل الختامية، ليكون الحرمان الشريفان إلى جانب كونهما أقدس بقاع الأرض، أجمل بنيان على سطح هذا الكوكب.
ولست حريصا على الاستشهاد والاستدلال بالأرقام فقط، يكفي أن مراحل التوسعة لم تتوقف يوما من الأيام في رخاء أو شدة، ولم يعلُ مشروع عليها، رغم مشاريع النهضة العملاقة التي تعيشها المملكة في كل العصور، حسب متطلباتها وفي كل الأيام حسب مقتضياتها، في كل المجالات والمرافق وفقا لخطط التنمية المتعددة.
ولا يغيب عن بال العقلاء ما يستصحب ويستتبع توسعة الحرمين الشريفين من بنية تحتية ومرافق عامة وخدمات لوجستية مساندة ومساعدة.. يتطلبها ازدياد أعداد الحجاج كلما سمحت مساحتهما المتزايدة بقبول المزيد منهم، وما يتطلبه هذا من توفير خدمات أمنية وصحية وكوادر بشرية مؤهلة ومدربة، وخطط موسمية بحثا عن النجاح والسلامة لتوفير أفضل وأنقى مناخ يمكن الوصول إليه.. كل هذا لا يمنع، كما ذكرت ونشرت في مقالات سابقة متصلة بذات السياق، من أن تقع هنا أو هناك بعض الحوادث العرضية التي يقدرها الله عز وجل، ليكتب بفضله الشهادة وحسن الخاتمة لمن يشاء من عباده، وليثيب العاملين المخلصين، ويزيد الصابرين قوة واحتمالا.
وسبحان القائل «وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ..». لقد تألمنا جميعا لما أصاب نفرا من ضيوف الرحمن في حادثة الرافعة أو التدافع، والتي حاول البعض استغلالها سياسيا، علّه يتمكن من إلصاق تبعاتها بالمملكة العربية السعودية بدافع من حقد دفين، وكيد مكين، ما انفكّ يسكن صدور الرافضين، ويؤرق جفون الحاسدين..
ويا سبحان الله، انقلب السحر على الساحر. وإذا بالدنيا كلها تقف في صف بلادنا، وتدافع عن عملنا، وتغرد في سرب واحد بكل الجهود التي تبذلها المملكة في سبيل خدمة ضيوف الرحمن لتيسير أدائهم لمناسكهم المقدسة في رحلة العمر.. في وقت لا تبذل المملكة - وعن عمد - الكثير من الجهد للدعاية والمنّ، إذ تعد كل هذا واجبا شرّفها الله بأدائه، بل وأعانها بفضله على القيام به، وحدها دون مساندة أو عون من أحد، إلا الله جلّ في علاه.
فأخرس المدافعون عن الحق أصوات الباطل التي كانت ترتدي عباءة سوداء واحدة، وإن تعددت لهجاتها وتنوعت جنسياتها.. فالحقد والكراهية والخيانة، هي كل ما يجمعهم بعيدا عن الدين أو المذهب. ولقد أضلهم الشيطان حين دعاهم لاستغلال قضاء الله وقدره من أجل مكاسب طائفية أو سياسية، لأغراض دنيئة دنيوية، مستغلين مشاهد الموت مهملين حُرمته، متاجرين بمشاهد الهلاك، لإشعال نار الفتنة وإذكاء روح الفرقة، ناسين حرمة الإنسان حيا وميتا.
وقد يسول لهم غرضهم الوضيع هذا، ولكني أعتب، مُبرئا من أعاتبهم في إعلامنا المحلي والعربي، على هذا العرض المستمر لمثل هذه المشاهد، التي لا تُسمن ولا تغني من جوع، بل تؤجج وميض الألم في كل القلوب وتدفع العيون إلى ذرف المزيد من الدموع ، والله يعلم أن مآقينا تكاد تجف أوديتها من شدة ما ذرفت.
لقد أخذ إعلامنا العربي يتسابق في الحصول على مشاهد الموت حرقا أو ذبحا أو دهسا، ليسوّد بها شاشاته وليزيد من مساحة السواد في عيون مشاهديه. وقد يقول قائل: إن كل هذا معروض في وسائط ووسائل التواصل الاجتماعي، وما هم في كثير من الأحوال سوى ناقلين. ولهؤلاء أقول:
إن مستخدمي هذه الوسائل والوسائط ربما يكونون راغبين في مشاهدة مناظر العنف وأنهار الدم، وهذا شأنهم.. ولكن هناك الملايين من الذين لا يجدون في غير التلفاز وسيلة ووسيطا، ولا تسمح لهم ربما أعمارهم المتقدمة، أو أمراضهم المزمنة، أو قلوبهم الضعيفة برؤية مشاهد تبث في مفاصلهم المزيد من الرعب، وتبعث في عيونهم من خلف عدسات نظاراتهم السميكة بمزيد من الخوف على عالم يشعرون أنهم مقتربون لا محالة من مغادرته.. وهم يتمنون لأولادهم وأحفادهم حياة هانئة مطمئنة آمنة.
كمُشاهد.. يكفيني أن أعرف أن الدواعش ذبحوا بريئا بسكين... ولا يهمني على الإطلاق أن أراهم ينفذون جرمهم أمام عينيّ.. كمشاهد يجب أن أعلم أن أحد المغرر بهم قتل هو وأخوه ابن عم لهما.. ولا أريد أن يتحول هؤلاء الضالّون إلى أبطال تنشر صورهم وتواريخ حياتهم، فالشهرة للأسف في بعض الحالات هي أحد الدوافع الرئيسة في ارتكاب بعض المجرمين جرائمهم... إن تحويل هؤلاء إلى نكرات أفضل بكثير من جعلهم مشاهير قد يتخذهم بعضُ اليائسين قدوة ومثلا.
وإنني على يقين من أن القائمين على شؤون الإعلام يدركون أن نصل السكين، أو الرصاصة لا تقتل إلا فردا، أما الصورة المبثوثة والتي تدخل كل بيت دون استئذان، قد تقتل الآلاف حين تقتل فيهم الأمل، وحين تزرع فيهم الخوف، وتنشر بينهم الفزع.
اللهم آمنا في أوطاننا واحفظ بلادنا من كل سوء.. وأحمد الله أننا شعب لا تزيده الفتن إلا وفاء.. ولا تزيده الحادثات إلا تلاحما وولاء.