الإرهاب.. معركتنا الضخمة!
لا تشبه المعركة مع الإرهاب المتمسح بالدين المعركة مع أي عدو آخر؛ فالإرهاب يبني خلاياه وينفذ عملياته الإجرامية بأيدي أبناء المجتمع وضد أبناء المجتمع حتى وإن كانوا أقرب الأقرباء للإرهابيين. وهو يحاجج المجتمع بالدين الإسلامي نفسه الذي يدين به المجتمع، مدعيا صدقية انتماء وصحة تمثل وتفسير لا تصدق على غير جماعاته الخادعة المخدوعة. وإلى ذلك فقد كانت المفاصلة الدينية، على ذلك النحو، حيث التجرد الكامل من الإنسانية والدم والوطنية والعقل، هي الصورة التي نراها في الجرائم الإرهابية: صورة الكائن في أبشع ما يكون التوحش والغدر والخسة، وأكثر ما تتجلى العدمية واللاأخلاقية.
لا تشبه المعركة مع الإرهاب المتمسح بالدين المعركة مع أي عدو آخر؛ فالإرهاب يبني خلاياه وينفذ عملياته الإجرامية بأيدي أبناء المجتمع وضد أبناء المجتمع حتى وإن كانوا أقرب الأقرباء للإرهابيين. وهو يحاجج المجتمع بالدين الإسلامي نفسه الذي يدين به المجتمع، مدعيا صدقية انتماء وصحة تمثل وتفسير لا تصدق على غير جماعاته الخادعة المخدوعة. وإلى ذلك فقد كانت المفاصلة الدينية، على ذلك النحو، حيث التجرد الكامل من الإنسانية والدم والوطنية والعقل، هي الصورة التي نراها في الجرائم الإرهابية: صورة الكائن في أبشع ما يكون التوحش والغدر والخسة، وأكثر ما تتجلى العدمية واللاأخلاقية.
الأربعاء - 30 سبتمبر 2015
Wed - 30 Sep 2015
لا تشبه المعركة مع الإرهاب المتمسح بالدين المعركة مع أي عدو آخر؛ فالإرهاب يبني خلاياه وينفذ عملياته الإجرامية بأيدي أبناء المجتمع وضد أبناء المجتمع حتى وإن كانوا أقرب الأقرباء للإرهابيين. وهو يحاجج المجتمع بالدين الإسلامي نفسه الذي يدين به المجتمع، مدعيا صدقية انتماء وصحة تمثل وتفسير لا تصدق على غير جماعاته الخادعة المخدوعة. وإلى ذلك فقد كانت المفاصلة الدينية، على ذلك النحو، حيث التجرد الكامل من الإنسانية والدم والوطنية والعقل، هي الصورة التي نراها في الجرائم الإرهابية: صورة الكائن في أبشع ما يكون التوحش والغدر والخسة، وأكثر ما تتجلى العدمية واللاأخلاقية.
لا تشبه معركتنا مع الإرهاب معركتنا مع أي عدو آخر؛ فالإرهاب يتوالد وينمو؛ إنه عدو لا يقبل التحديد والحساب؛ عدو يختفي أكثر مما يظهر، ويتكاثر فيما نحسب أنه يقل، وتتعدد وجهاته وتنظيماته ولا تنحصر. كم أسرة فوجئت باتهام ابنها بالإرهاب وهي مطمئنة إلى جلوسه في غرفته واستغراقه أمام شاشة حاسوبه؟! كم أب صعق بإعلان اسم ابنه منفذا لتفجير انتحاري في حشد من الأبرياء؟! أو فاجأته رسالة منه تعلن له تضليل الإرهابيين له؟!
ليست معركتنا مع الإرهاب معركة مع عدو خارجي. إنها معركتنا مع أبنائنا؛ ولذلك فهي معركتنا مع ذاتنا: لماذا استطاع الفكر الإرهابي أن يغوي أبناءنا؟! ما أسباب عجزنا في تحصينهم ضده؟! أين مكمن الخلل في بنية تدينهم وثقافتهم وفكرهم؟!
هنا مكمن آخر لضخامة المعركة مع الإرهاب؛ فمعركة المجتمع مع ذاته أصعب وأعقد، ولكنها ضخامة لا تنبع من الاتهام للذات فحسب، بل ومن النفي له، وطلب البراءة للذات بذكر تعدد الجنسيات في الجماعات الإرهابية، وضخامة عدد الإرهابيين من بعض الجنسيات الأخرى، وعدم براءة الدول الغربية من انتماء عدد من الإرهابيين إلى جنسياتها.
ولا شك أن تعدد جنسيات الإرهابيين صحيح، ولكنه لا يشهد ببراءة أي جنسية من المسؤولية تجاه انحراف أبنائها، بل العكس من ذلك، فهو يشهد بالإدانة لها. وهي إدانة تتجه إلى المنافذ التي سمح المجتمع بدخول الفكر المتطرف منها، وإلى الوقائع الثقافية والاجتماعية التي تنتجه وتسيغه وتحميه وتنشره.
إن المعركة مع الإرهاب معركة ضخمة، ولكن ضخامتها لا تنحصر في المواجهة للإرهابيين، بل تتعداها إلى الجدل الذي يستعر في المجتمع تجاه الإرهاب. فهو جدل أكثر توسيعا لدائرته، وتعمية عليه، وتبريرا له، وثناء عليه، فيما هو جدل يدعي الإدانة له وتفسيره أو الوصف له:
فمن يدعي أن الإرهاب رد فعل على العداوة للإسلام، يثني على الإرهابيين ويبرر لهم، والعداوة للإسلام لديه هي تسميته التي يطلقها على الاختلاف المذهبي والفقهي والفكري ضمن دائرة الوطن أو الأمة، وبالافتئات عليهما. ومن يتحدث عن الجماعات الإرهابية ضمن تصنيفاته للمجتمع إلى «جامية» و»ليبرالية» و»رافضة»... إلخ يخيل إليه وجود مشروع لها وأحقية في إضافتها إلى الأصناف الموجودة. وإسقاط أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، عن علامات آخر الزمان على أحداث الإرهاب، مثل الاستشهاد بحديث كثرة «الهرج» أي القتل: «يقتل الرجل جاره، ويقتل أخاه، ويقتل عمه، ويقتل ابن عمه» هو إسقاط يصف الإرهاب بما يجعله غير قابل للعلاج والمواجهة، وكأنه حتمية قدرية. ومثل ذلك في التعمية على الإرهاب التسوية بين إرهاب داعش وإرهاب بشار وإرهاب إسرائيل.
وأظن أن المتابع يتعرف على خطورة المعركة مع الإرهاب، من الاحتشاد الدعوي الصاخب، تجاه قضايا مثل عمل المرأة في بيع المستلزمات النسائية، في مقابل إنكار أقل، إنكار خافت ودونما احتشاد تجاه الكشف عن خلايا الإرهابيين والأخبار عن جرائمهم. ويتعرف على الخطورة من الاحتشاد في مهاجمة بعض القنوات الأكثر مجابهة للإرهاب وكشفا عنه، والسكوت عن غيرها. وإلى ذلك كله فالحديث عن «الجهاد» عالي الصوت، من دون أن يعرف المرء إلى أين وجهته!