دعونا نختلف في الوسائل لنتفق في الغايات
ليست الوطنية وليس حب الوطن أن يكون الناس صورة طبق الأصل لبعضهم في القول وفي الفعل وفي العمل وفي كل ما يتعلق بالوطن وأهله وقضاياه وحاضره ومستقبله.
ليست الوطنية وليس حب الوطن أن يكون الناس صورة طبق الأصل لبعضهم في القول وفي الفعل وفي العمل وفي كل ما يتعلق بالوطن وأهله وقضاياه وحاضره ومستقبله.
الثلاثاء - 29 سبتمبر 2015
Tue - 29 Sep 2015
ليست الوطنية وليس حب الوطن أن يكون الناس صورة طبق الأصل لبعضهم في القول وفي الفعل وفي العمل وفي كل ما يتعلق بالوطن وأهله وقضاياه وحاضره ومستقبله.
تنوع التكامل طبيعة الحياة، النمطية والوجه الواحد والرأي الذي لا يسمع غيره ولا يسمح إلا به لا يخدم الوطن ولا يحتاجه، الوطنية الحقيقية التي يقوم عليها بناء الوطن وعزته وارتفاع شأنه وأمن أهله وسعادة ساكنيه لا تحققها المطابقة التامة التي يكون الناس فيها على فهم واحد وإدراك موافق وصفة لا تتغير.
حب الوطن يتحقق حين يطرح كل رأيه الذي يرى لصالح الوطن فيشارك الجميع بمناقشته وبيان ما فيه من صالح أو غير صالح والتأكد من سلامته وفحص معناه ودلالته، وتكون لهم رؤية يعبرون عنها لأنهم يحبون الوطن.
حب الوطن أيها السادة والولاء له والانقطاع إليه لا يكون بالكلمات الإنشائية المعلبة التي تنتفض بها أقلامنا وتلوكها ألسنتنا وتتسابق صحافتنا عليها تعيدها وتكررها في كل مناسبة وبلا مناسبة أحيانا.
حب الوطن أن نعرف العمل الذي يرتفع فيه شأن الوطن فنقوم به ونتحدث عنه ونثني على فاعله بلا مبالغة ولا تزلف يمقته ديننا وعاداتنا وطبيعة تكويننا الثقافي، ونجاح الذين يشرفهم الوطن بخدمته وخدمة أبنائه لا يكون تاما إلا حين يقومون بواجبهم على أتم وجه وأحسنه ويسمعون ما نقول ويصغون لما نطلب ونكون نحن وهم يدا تبني الوطن الذي نريد.
حب الوطن أن نعرف الخطأ الذي يرتكبه بعضنا فنصحح الخطأ ونبين الصواب والضرر الذي ترتب على عمله مهما كان مكانه ومهما كانت وظيفته التي يقوم بها لخدمة الوطن وأهله وليس لخدمة شخصه وموقعه.
بلغة المحبة وبلغة المواطن نستطيع أن نعرف من يهمه أمر الوطن وإصلاحه وفلاح أهله ونجاحهم، يوم يكون لنا مساحة واسعة للنقاش والحوار والرأي، والرأي الآخر في كل الوسائل الممكنة وتتسع صدورنا للنقد الذي نقيم به العمل ونحاسب عليه ونظهر التقصير ونشرح الغامض، فيكون الجميع على علم وبصيرة بما يعمل وما يقال من أجل الوطن وأهله، حين نختلف في الوسائل ليس عيبا ولا تنكرا للوطن ولا جحدانا لفضله لأننا نتفق في الغايات وهي خدمة الوطن، وحين لا نجامل من أخطأ مهما كان موقعه ومهما كان شأنه فإننا نبني وطنا قويا يسعنا جميعا ونفخر به.
ومن حب الوطن أن نعرف من كان الوطن عنده هذا الكيان الكبير برجاله ونسائه وبأهله ومن يعيش عليه، ومن يعرف منهم ومن لا يعرف، وليس ذاك الذي لا يعرف من الوطن إلا المساحة التي تخدمه والأصدقاء الذين يحيطون به والمعارف الذين يألف سحنة وجوههم ويرتاح لنبرة أصواتهم.
وليس حب الوطن لجمع المال واستغلال الغفلة أو توظيف القوة والقدرة للوصول إلى الأغراض الخاصة والمطامع الشخصية، حين نقول لمن هذا حاله ولأمثاله ممن لا يخلو منهم مجتمع ولا وطن عملك ضد مصلحة الوطن ونعلنها صريحة لا تحتمل المجاملات وقبل أن يدبج بعضنا قصص النجاحات وقصائد المديح.
حب الوطن أن يكون الوطن للجميع يتساوى أبناؤه في الحقوق والواجبات مهما كان موقعهم في السلم الاجتماعي ومهما كانت مذاهبهم وآراؤهم وألوانهم وأعراقهم لا يزكيهم ولا يميزهم غير الكفاءة والإخلاص للعمل الذي يناط بهم.
الهدف أن يحتوي آمالنا ومستقبلنا وحاضر أجيالنا وطن ننتمي إليه ونحبه ليس ذاك الحب العذري الذي خلده أجدادنا رحمهم الله من جانب واحد، ولكنه حب التواصل واللقاء المباشر بين أهل الوطن وبين من كلفوا بخدمته وخدمة أهله حين تفتح الأبواب والنوافذ بينهم وتتواصل الأفكار ويعرف كل فرد ما يستطيع تقديمه لخدمة الوطن حتى مع الاختلاف بالوسائل إذا اتفقت الغايات.