أيادي صقور الأمن تحنو على الحجاج

طوق أمني، وخطط محكمة، وخبرات متراكمة، للكفاءات الأمنية

طوق أمني، وخطط محكمة، وخبرات متراكمة، للكفاءات الأمنية

السبت - 26 سبتمبر 2015

Sat - 26 Sep 2015



طوق أمني، وخطط محكمة، وخبرات متراكمة، للكفاءات الأمنية.

هنا في الجمرات، أكبر منشأة متخصصة على مستوى العالم لإدارة الحشود، يرتادها ملايين الحجاج لرمي الجمرات في أوقات محددة، لأداء مناسكهم التعبدية، تراهم يتسابقون صوب الجمرات الثلاث، في ظل أيد أمينة حانية ترعاهم، وترقب تحركاتهم، وتدير الحركة باحترافية، ولا هم لأصحابها البواسل سوى سلامة الحجاج، والتعامل الإنساني معهم.

ويدهش الحجاج بطريقة معاملة المعنيين بإدارة الحشود لهم واللطف في محادثتهم واندفاعهم إلى مساعدة كبار السن، والمعاقين، والعجزة، وكيف تمتد أيديهم بالرحمة والعطف على كفيفي النظر، والأطفال الذين يرافقون أهليهم، حينما يدنون بتلطف لحمل الصغار على الأكف الأمنية لتيسير رميهم، والتخفيف على آبائهم وأمهاتهم وتمكينهم من التفرغ للرمي في حين يقضي الأولاد مرفوعين إلى الأعلى تجنبا لوقوعهم في زحام الكتل البشرية.



زوال الهم



وتقول «خديجة» وهي سيدة تونسية تتنقل بين مخيماتها شرق منى إلى الجمرات بعربة متحركة، إنها لا تستطيع المشي وكان همهما حين قدومها لأداء فريضة الحج كيف ستنتقل بين المشاعر في رحلة الحج لعجزها عن الوقوف على الأقدام «لكنني فوجئت بالسلوك الإنساني لرجال الأمن في كل مرحلة أحتاج فيها إلى المساعدة أجدهم من حولي يتسابقون إلى خدمتي، وتتلقف أذني عبارات نحن في خدمتك، هذا واجبنا».

هذا النهج وهذه السلوكيات الحضارية ديدن رجال الأمن مع كل من يحتاج إلى المساعدة.

وتضيف الحاجة خديجة «حينما وصلت إلى الجمرات في يوم العاشر لرمي جمرة العقبة حدثتني نفسي عن صعوبة الرمي وأنا جالسة على الكرسي المتحرك، وأثناء تفكيري فاجأني رجال الأمن بحملي وعربتي على الأكتاف حتى أصبحت بمحاذاة رؤوس الرماة، وبدأت في الرمي، فلم أتمالك نفسي من البكاء، لهذا الموقف النبيل رأيت في هؤلاء الأبطال الحنان والعطف الذي عايشته مع أبنائي، حينها أدركت أن هذا العطاء هو نتاج نجاحات المملكة في تنظيم الحج في كل عام».



مساعدات مستمرة



هذا الموقف وهذه المبادرات تتكرر في كل موسم ومع كل الحجاج الذين يواجهون صعوبات قد تعوق في بعض الأحيان قدرتهم على أداء شعائرهم التعبدية، حتى أصبحوا بمواقف صقور السعودية قادرين على الرمي والسير بين الزحام تحفهم عناية القائمين على تنظيم وإدارة الحشود.

ويقول الحاج أكرم سعيد «قدمت من مصر لأداء الحج للمرة الأولى بعد أن تمكنت من الحصول على تأشيرة الحج بالقرعة، ورغم رغبتي الملحة في أداء الركن الخامس إلا أنني ترددت كثيرا نظرا لضعفي وقلة حيلتي على المشي، ولم يكن بين الفائزين بحج القرعة أحد من أقاربي لكن شوقي للأراضي المقدسة دفعني إلى اتخاذ قرار بالإقدام على الحج.

وفور وصولي إلى مكة لأداء الطواف سارع أحد رجال الأمن في ساحات المسجد الحرام بتكليف أحد شباب مكة بدفع عربتي المتحركة وتمكنت من الطواف والسعي دون عناء، وكذلك وجدت في المشاعر رجال الأمن في كل مكان تنقلت إليه..مساعدات لا تتوقف بدءاً بمساعدتي في الصعود إلى الحافلة التي تقلني وبين المخيمات وفي الجمرات وحتى نزولي منها.

ويتابع: هذه الإنسانية في رجال الأمن تجاوزت كل تلك المبادرات إلى ما هو أبعد من ذلك، إذ شاهدت أعدادا كبيرة منهم يساهمون في تخفيف الحرارة برش الرذاذ على المارة ويحملون على ظهورهم عبوات ممتلئة بالماء، خدمة للحجاج وتخفيفا من معاناتهم.



تقييم علمي



في المقابل، أوضحت مصادر أمنية أن الخطط التنظيمية للمشاة سواء إلى الجمرات أو غيرها، تمت بناء على تقييم علمي رصين، وتعد هي الأفضل مقارنة بالأعوام السابقة، بسبب أنه في كل عام يتم تلافي السلبيات في الخطط المنفذة، والعمل على تعزيز الجوانب الإيجابية فيها، مشددة على إحكام السيطرة على جميع المنشآت والطرق التي يستخدمها الحاج.

وأضافت: الأخطاء لا تعكس فشل أي خطة، فهي واردة خاصة عندما يتم التعامل مع ملايين البشر، ويتوجب تنظيمهم وفق منهجية عالية وأسلوب سلس، غير أن المحفل الحالي هو الأكثر حساسية وخصوصية في العالم كله، مما يستدعي دقة التركيز في التنفيذ، والأخطاء يتم معالجتها فورا، ويتم محاسبة المتسبب فيها إن ثبت أنها نتيجة إهمال.