فواز عزيز

بوصلة الإعلام الحكومي تغيرت

السبت - 12 مايو 2018

Sat - 12 May 2018

كانت الصورة الذهنية للعمل الإعلامي الحكومي سيئة؛ لما يعتري الممارسات الإعلامية لمؤسسات الدولة من ضعف في التواصل الإعلامي وإبراز الصورة الحقيقية لأي عمل، لكن الوضع تغير كثيرا، وظهرت الحقيقة بأن «الإعلام الحكومي» قادر على أن يكون أفضل بكثير من «الإعلام التجاري».

كانت وزارة الثقافة والإعلام توصف بالضعف في أدائها الإعلامي وإبراز صورة المملكة الحقيقية، لكن كل شيء تغير خلال وقت قصير، فتحولت مرافق ومنصات وزارة الثقافة والإعلام من بيئة طاردة على مدى سنوات مضت إلى بيئة جاذبة للكوادر الإعلامية السعودية، فتغيرت وجهة «البوصلة» باستقطاب الوزارة للكفاءات الإعلامية السعودية ومنحهم فرص الإبداع والعمل البعيد عن البيروقراطية الحكومية، فرأينا العديد من الإعلاميين السعوديين يعودون إلى إعلام الوطن الحكومي ويبدعون فيه.

كنت - سابقا - أنتقد القنوات الحكومية وأقول: البيروقراطية تقتل الإبداع، والقنوات الحكومية كانت تعاني من بيروقراطية مستعصية، حولت الصحفيين إلى موظفين، إلا من هرب منها!

وكنت دائما أبحث عن إجابة عن سؤال: هل «تستطيع» القنوات الحكومية أن تنجح؟ وكجزء من الإجابة، كنت أحيانا أشك أن القنوات الحكومية «تريد» النجاح!

الحقيقة التي يراها الجميع - الآن - هي أن وزارة الثقافة والإعلام تخلصت من «البيروقراطية» التي تعوق العمل الإعلامي الحر، بدءا من معالي الوزير الدكتور عواد العواد الذي حضرت له اجتماعا مع الإعلاميين ورأيته يتحدث بشفافية ويستمع باهتمام، ورأيته قبل وبعد الاجتماع يعمل بجد من أجل الرقي بالإعلام السعودي، والحقيقة الثانية أني بدأت أرى القنوات والمنصات الإعلامية الحكومية تريد أن تنجح.

قبل 4 أشهر فقط أطلق وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد مركز «التواصل الحكومي» واختار لقيادته إعلاميا مبدعا هو الدكتور عبدالله المغلوث الذي كان في حضوره الإعلامي «أيقونة الإيجابية والتفاؤل».

وقد ذكر الوزير العواد أن إطلاق مركز التواصل الحكومي يأتي ضمن استراتيجية وزارة الثقافة والإعلام في التواصل لتعزيز التكامل والتنسيق بين الأجهزة الحكومية ووسائل الإعلام المختلفة، لمواكبة التطور، ومسايرة النهضة الشاملة في المملكة.

وكشف مدير عام مركز التواصل الحكومي عبدالله المغلوث في أول اجتماع له فكرة المركز ودوره في العمل على تطبيق أفضل الممارسات الإعلامية الحكومية، وتوحيد الرسائل الإعلامية بين الجهات، وإبراز قصص النجاح ومواكبة حركة التنمية التي تشهدها المملكة، وأبرز مهام المركز التي تتمثل في مساندة الإدارات الإعلامية في الأجهزة الحكومية لأداء رسالتها، مبينا أن دور المركز سيكون استشاريا وتنسيقيا، ولا يهدف إلى تغيير سياسة العمل القائمة في المراكز الإعلامية، وإنما سيكون داعما لها.

خلال 4 أشهر فقط أثبت عبدالله المغلوث وفريق العمل معه أن الإعلام الحكومي قادر على النجاح والإبداع، فكان لهم حضور جميل يبرز الصورة الإعلامية الحقيقية للوطن ونهضته.

وخلال أشهر قليلة تغيرت كل ملامح التلفزيون السعودي بجميع قنواته الحكومية بقيادة رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون داود الشريان وفريق عمله ومديري القنوات، وبدأت مسيرة ملامحها النجاح والحضور بقوة للإعلام الحكومي.