الرجل الكتالوج!
في إحصائية غير دقيقة ظهر أن 134 ٪ من السعوديين لا يقرؤون الكتالوج، أو ما يسمى «دليل الاستخدام» المرفق مع الأجهزة
في إحصائية غير دقيقة ظهر أن 134 ٪ من السعوديين لا يقرؤون الكتالوج، أو ما يسمى «دليل الاستخدام» المرفق مع الأجهزة
الأربعاء - 16 سبتمبر 2015
Wed - 16 Sep 2015
في إحصائية غير دقيقة ظهر أن 134 ٪ من السعوديين لا يقرؤون الكتالوج، أو ما يسمى «دليل الاستخدام» المرفق مع الأجهزة.
وقد أتقبل أن نسبة 100 ٪ من السعوديين لا يقرؤون، لكن أن تزيد عن المئة فكيف هذا؟ أجابت الإحصائية الفاقدة للمصداقية بأن 34 ٪ الزيادة هي من إخواننا في الإمارات والكويت وقطر والبحرين، لأنهم يملكون نفس الطبائع والخصائص الاستهلاكية، أما عُمان، فلم يتكلم منهم أحد!أحد أهم الأسباب هو أن الرجل الشرقي يرى أن قراءة الكتالوج أمام الزوجة قدح في الرجولة، فهو الذي يعرف كل شيء، وأي شيء، وقراءته تعني تقليلا من خبراته العلمية والمعرفية؛ حتى لو كان مؤهله ثاني متوسط ـ الفصل الأول! بينما يعتبر عدد من السعوديين أن لا حاجة للكتالوج، لأنهم يعملون بمبدأ علمي صحيح ومنطقي وهو (منطق الصواب والخطأ) حتى يتعلم أحدهم، فلو انكسر الجهاز أو خرب؛ فبدل منه جهاز آخر، والحكمة السعودية «التعب على الجيب»، بينما يعتبر آخرون أن قراءة الكتالوج ذُل، ولا يجوز الذل إلا لله سبحانه وتعالى، خاصة إن كان الكتالوج كُتب بيد كافر..بالمناسبة، السيدات لا يعرفن ما هو الكتالوج أصلا!آخرون يقطعون بأنه مكتوب باللغة الإنجليزية دون الاطلاع عليه، ولأن آخر عهد أحدهم باللغة الإنجليزية في ثالث متوسط، فلذلك لا داعي لفتحه من المغلف أصلا، وإن قدر الله وفتح المغلف ووجده باللغة العربية فإن الكتالوج نفسه يحتاج لقاموس عربي/عربي لتفسير مفرداته العربية، وكحل لهذه الإشكالية فإن أصحاب المنتجات قاموا بصنع كتالوج واحد بعدة لغات، لدرجة أن نصف وزن المنتج جاء بسبب وزن الكتالوج متعدد اللغات، وللأسف -أحيانا- تكون اللغة العربية ليست من ضمن لغات الكتالوج!عموما، وكمثال، فإن منتج الماوس (ترجمتها فأر الكمبيوتر) يكون بحجم كف اليد عادة، إلا أن الكرتون والكتالوج يكادان يكونان بحجم الكمبيوتر نفسه، ويشرح استخدام الماوس رغم أن الموضوع لا يحتاج أكثر من توصيل الماوس بالجهاز، وباسم الله ابدأ، وهذا يفسر الأمر: إما أننا نحتاج كتالوجات فيما لا نحتاج الكتالوج فيه، وحين نحتاج الكتالوج لا نجده، أو لا نجد اللغة العربية فيه أو لم نقرأه أصلا.
والشيء الآخر أن المصدر عرف أننا مهووسون بحجم المنتج أكثر من المنتج نفسه، وطريقة استخدامه! بقي أن أقول: بعضنا يأتي بلا كتالوج، فلا نعرف نتعامل معه، وآخر فيه كتالوج، لكن لا يمكن أن تقرأه، وإن قرأت أفكاره لم تستطع الوصول إليه بسبب اللغة المفقودة بينك وبينه، أو أن حجم الشخص كالكتالوج أكبر من واقعه، أو أنه رجل لا يمكن لأي كتالوج أن يصفه!