أحمد الهلالي

هل تبادر سوق عكاظ إلى تكريم القرشي؟

الثلاثاء - 01 مايو 2018

Tue - 01 May 2018

عالم نقدي أثرى المشهد الثقافي السعودي والعربي بعدد كبير من الإصدارات المعرفية، وأستاذ جامعي أمضى جل حياته في البحث العلمي، فخرج أجيالا من جامعة أم القرى، ومن جامعة الطائف بعد استقلالها حتى تقاعده عام 1437هـ، وما يزال يعطي على قدر وقته وصحته.

كرمه النادي الأدبي الثقافي بالطائف على هامش ملتقى جائزة الشاعر محمد الثبيتي، وشارك في تكريمه في الاحتفاء التكريمي الذي نظمته جمعية الثقافة والفنون بالطائف بمناسبة فوز كتابه «تحولات الرواية في المملكة العربية السعودية» الصادر عن أدبي الباحة بجائزة كتاب العام من وزارة الثقافة والإعلام، وما يزال يستحق الكثير من التكريم والتقدير ما دام بين ظهرانينا، أطال الله في عمره وأمده بالصحة والعافية.

إنه الأستاذ الدكتور عالي بن سرحان القرشي، الرجل الذي تشهد منجزاته المعرفية والعلمية بثرائه، وسمته العلمي، فقد رغب عن المناصب الإدارية ووقف نفسه على البحث العلمي؛ لأنه يراه خيرا وأبقى، فانتشرت عطاءاته المعرفية في جل المؤسسات الأكاديمية والثقافية، وأسس مجلة الآداب التي تصدرها جامعة الطائف.

وستظل عطاءات هذا الرجل منهلا يفيد منه الباحثون وأنا أولهم، فقد شرفت بأن أكون أحد المتتلمذين على يديه في غير القاعات الدراسية، ولن أنسى ما حييت قراءته لفصل في بحثي في الماجستير، وعيناه تقطران دمعا من التهاب شديد أصابه، لكنه آثر ألا يرد عشمي واستعانتي برؤاه مع أنه ليس مشرفي. ومن أفضاله أن رشحني لعضوية نادي الطائف الأدبي، وليس لهذا أكتب مقالتي، بل لأنه العالم الجليل عالي القرشي فإني أدعو الهيئة العامة للسياحة ممثلة في شخص رئيسها الهمام المبادر دائما الأمير سلطان بن سلمان للمبادرة إلى تكريم هذا العَلَم في سوق عكاظ لهذا العام.

لماذا سوق عكاظ؟

شارك القرشي في نسخة عكاظ الأولى، وشارك في لجانه المختلفة بعدها، وعكاظ تشهد شراكة هيئة السياحة مع جامعة الطائف التي تقاعد منها القرشي قبل عامين، ولن تضيق هذه الشراكة المميزة المثمرة في عديد من المجالات أن تثمر تكريما لرجل ساهم في بناء المؤسستين (عكاظ/‏ جامعة الطائف)، وأراه ممن يستحقون التكريم ـ وهم كثر ـ في هذا المحفل الثقافي الدولي الكبير.

إني على يقين بأن القائمين على المؤسستين (الأمير سلطان/‏ والدكتور حسام زمان) حريصون على هذا، وفي الطائف والمملكة عدد كبير من المثقفين الذين يستحقون هذه الالتفاتة المباركة، تكريما وتقديرا لجهودهم، فإن اعتلّت أجسادهم فأرواحهم نابضة بحب الوطن والثقافة، وفي أعماقهم عتب لا يرى، ولا يفصحون عنه، يكتمونه في ثرى أرواحهم، لا يظهر إلا امتنانا حين تهطل على تلك الأرواح سحائب الوفاء والتقدير، فتفيض أعينهم دمعا، وتتعثر عبارات امتنانهم بعدد الأيام والسنين التي أنسيناهم فيها.