حادثة الرافعة.. افتراضات لا تخدم إلا الحاقدين

قال تعالى: (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت، إن الله عليم خبير)

قال تعالى: (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت، إن الله عليم خبير)

الأحد - 13 سبتمبر 2015

Sun - 13 Sep 2015



قال تعالى: (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت، إن الله عليم خبير)..«الآية 34 من سورة لقمان»..صدق الله العظيم.

إنها إرادة الله وقدرته وقدره، وهو الذي كتب واختار لـ110 من ضيوفه أن يكون آخر عهدهم بهذه الدنيا الفانية بيته الحرام، وأن تكون آخر لحظاتهم فيها لحظة غروب، وأن يكونوا قاصدين إليه قلباً وقالباً متوشحين أردية الطهر والنقاء ليذهبوا إلى دار البقاء شهداء بإذن ربهم، وأعلم أنه بقدر الحزن عليهم بقدر ما غبطتهم الملايين في أرجاء المعمورة على ما نالوه إن شاء الله من أجر وشهادة، وهم مطمئنون مستبشرون: «يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي».

وكما أراد لهم أن تكون أطهر البقاع في أبرك الأيام موعداً لوداعهم الدار الأولى نسأل الله أن يكونوا جميعا في الدار الآخرة مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.

وبقلب قانع بقضاء الله، وبنفس مؤمنة بقدره، أتقدم بخالص العزاء لخادم الحرمين الشريفين الملك المفدى سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله، وإلى أسر الشهداء وإلى الملوك والرؤساء ممن كان رعاياهم من ضمن المقبولين إن شاء الله، سائلاً المولى جلت قدرته أن يمن على ضيوف الرحمن جميعا بالقبول وتمام الأداء لمناسكهم التي غادروا الأرض والأهل من أجل إتمامها، تلبية للنداء الإلهي الخالد واتباعاً لسنة أبي الأنبياء خليل الله إبراهيم عليه السلام والمصطفى الحبيب عليه أفضل صلاة وأتم تسليم.

ورغم أن حادثة رافعة الحرم التي أسقطتها ظروف قاهرة من مناخ ورياح وصواعق أمر حدث في كثير من دول العالم رغم كل الاحتياطات والتحسبات فقد حدثت أمور مشابهة في أوروبا وأمريكا تناولتها وسائل الإعلام المرئية بالشرح والتفصيل ومنها محطة CNN والتي تفوقت في تغطية دقائق الحادث بالتحليل العلمي والشرح الدقيق لنوء لم تشهد أم القرى له مثيلاً من قبل، حيث انخفضت درجة الحرارة فجأة من 40 درجة مئوية إلى 25 درجة وثارت رياح بلغت سرعتها ما بين 60 و77 ميلاً في الساعة وتعاقبت الصواعق حتى بلغت 50 صاعقة في زمن قياسي، وكان من الكافي أن يكون كل ذلك مبرراً لما حدث، ومع ذلك جاء الملك وبصحبته ولي عهده وولي ولي العهد، وكان قد سبقهم إلى موقع الحادث أمير مكة المكرمة، وقام خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله، وصحبه الكرام بتفقد المكان وزيارة المصابين في مواقع استشفائهم ليؤكد خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله، عن اهتمامه الشخصي واهتمام كامل الحكومة السعودية الرشيدة وشعبها الأبي الذي تسابق إلى مواقع التبرع بالدم في طوابير طويلة من أجل الإسهام في إسعاف المصابين.

ولتكتمل صورة التلاحم السعودي قيادة وشعباً وحكومةً في خدمة ضيوف الرحمن في الشدة والرخاء.

ولم يكتف المليك يحفظه الله بما فعل من تفقد وزيارة بل أمر بسرعة التحقيق لمعرفة النتائج المسببة لما حدث، رغم إيمانه الكامل بقضاء الله وقدره..ولكن كل هذا لم يمنع الملك الجليل من الوقوف على تفاصيل التفاصيل، فهو قد تعلم من أبيه الملك والمؤسس يرحمه الله أن زوار البيت حجاجا وعمارا هم أمانة شرف الله بها هذه المملكة الأبية التي قامت على التوحيد والوحدة والمحبة والسلام.

ولا ينكر حتى الحاسدون أو الحاقدون ما بذل منذ التأسيس وحتى اليوم من اهتمام بالحرمين الشريفين طال كل المجالات وشمل كل المرافق حتى توشك التوسعة الحالية أن تضمن بحول الله سعة تتجاوز المليوني مصلّ، وكذلك ما يشهده مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام من توسعات لم يسبق لها مثيل على ظهر الأرض.

إن خدمة الحرمين الشريفين شرف يفخر به ملوكنا، وهو ما عبر عنه خادم الحرمين الشريفين بالأمس حين قال «إن ملك المملكة العربية السعودية يفخر ويعتز بأن يكون خادماً للحرمين الشريفين».

وعلني مطالب أن أتقدم بالرجاء لكل المغردين على مواقع التواصل الاجتماعي أن يتوقفوا مشكورين عن الخوض في تهم وافتراضات واجتهادات قد، بل هي بالفعل، لا تخدم أحداً إلا الحاقدين ولا تفرح إلا الحاسدين.

راجياً أن ينتظروا نتائج التحقيقات التي أمر بها الملك يحفظه الله والتي يباشرها المسؤولون كل من خلال موقعه ومسؤوليته.

وإن لم يفعلوا ذلك من أجل الوطن..وهو أغلى وطن..وهو الوطن الذي يستحق كل التضحية والفداء، فعليهم أن يفعلوا ذلك مراعاة لمشاعر ذوي الشهداء حتى لا يتسرب إلى نفوسهم ظن أو شك أن الأمر إهمال راح أبناؤهم ضحية له..وهم يعتقدون في الواقع أنه قضاء الله وقدره الذي اختار أبناءهم وخصهم بالشهادة في أطهر بقعة وفي أبرك الساعات.

إنا لله وإنا إليه راجعون...ولا حول ولا قوة إلا بالله..



[email protected]