الهوية الوطنية والدعوة إلى تشويهها بالتصنيف
الأحد - 29 أبريل 2018
Sun - 29 Apr 2018
للحوار العام حق توليد الأسئلة، ولطبيعة كل حوار نقاشات يفترض تناغمها مع مسار الحوار في جله ودقه. وقد أكون مخطئا. الشاهد أن الاستفهام المثقل بالعجائب حينما يدخل دوائر الحوارات الموثقة المكشوفة على الرأي العام يتصف بالقدرة على لفت نظر العقلاء، إما لشذوذه عن القاعدة أو لتوشحه بعلامات الريبة.
ومن الضرورة بحسب تقديراتي - وهي لا شك متواضعة - أن تخضع المسألة للدراسة والتحليل النفسي والفكري وبينهما الأمني، خاصة عندما يتحول السؤال إلى دعوة مغطاة في الظاهر بحسن المقصد، مع أنها قد تكون مفصلة على مقاسات هز جذع اللحمة الوطنية بطريقة ناعمة تقبل التحول إلى هزات عنيفة وأقرب الأمثلة ما ذهب إليه أحدهم في استفساره المائل إلى الدعوة عبر أحد البرامج الدينية الأسبوعية الشهيرة لوضع تصنيفات مذهبية وطائفية بل وعنصرية على بطاقات الهوية الوطنية، حيث يرى أنه آن الأوان لأن يكتب في الهوية الوطنية (الصوفي صوفيا، والشيعي شيعيا، والعلماني علمانيا)! عنده التصنيف ضرورة لتحديد خطوط الشراكة في التعاملات والمعاملات على أسس تكشف المذهب وتوسع المساحة للتحوطات، حسبما يظهر.
في العموم تبدو في السؤال محاولة لتجديد التشدد، وإذا أحسنا النية فيمكن القول: عبر فهم مغلوط يتعارض مع تعاليم الدين المنتهية إلى التعايش بسلام. الصحيح أن الإجابة عما ذهب إليه أتت وافية رشيدة تنويرية لا تمسها الشوائب على يد صاحب عقل وعلم بين جلي، فضل التسامح والقبول بين الناس ليقول للسائل وغيره وهو المرجع الموثوق: اقتدوا بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، مستشهدا بمفاصل التاريخ والأحداث.
ويبقى مقابل كل الإجابات أن مثل هذه التوجهات المعلنة بحياء، بمعنى تحت غطاء تساؤلات مغلفة بالمبررات المراوغة، تستحق التوقف عندها وإخضاعها للدراسة والتحليل، قبل أن تلامس حدود الظاهرة المقلقة، وتتعطل عمليات تذويب الصراعات المذهبية ذات الأثر السلبي على اللحمة الوطنية، في وقت تفرض فيه معطياته المتقلبة كل التعاضد والتلاحم والالتفاف حول القيادة.
في الختام، المواطن السعودي اليوم يعد الأيام للوصول إلى لحظة انطلاق الرؤية الوطنية، رؤية اليقظة وبناء الوعي وتخفيف الأعباء من الاقتصادي إلى الاجتماعي، ومن الصعب أن يرصد دعوات توثيق التصنيفات المذهبية أو غيرها على هويته الوطنية. سمها ما شئت؛ أسئلة أو دعوات، تظل كيفما أتت متوترة رخيصة، غير أنها لا تستحق مرور الكرام. الحذر واجب. وبكم يتجدد اللقاء.
ومن الضرورة بحسب تقديراتي - وهي لا شك متواضعة - أن تخضع المسألة للدراسة والتحليل النفسي والفكري وبينهما الأمني، خاصة عندما يتحول السؤال إلى دعوة مغطاة في الظاهر بحسن المقصد، مع أنها قد تكون مفصلة على مقاسات هز جذع اللحمة الوطنية بطريقة ناعمة تقبل التحول إلى هزات عنيفة وأقرب الأمثلة ما ذهب إليه أحدهم في استفساره المائل إلى الدعوة عبر أحد البرامج الدينية الأسبوعية الشهيرة لوضع تصنيفات مذهبية وطائفية بل وعنصرية على بطاقات الهوية الوطنية، حيث يرى أنه آن الأوان لأن يكتب في الهوية الوطنية (الصوفي صوفيا، والشيعي شيعيا، والعلماني علمانيا)! عنده التصنيف ضرورة لتحديد خطوط الشراكة في التعاملات والمعاملات على أسس تكشف المذهب وتوسع المساحة للتحوطات، حسبما يظهر.
في العموم تبدو في السؤال محاولة لتجديد التشدد، وإذا أحسنا النية فيمكن القول: عبر فهم مغلوط يتعارض مع تعاليم الدين المنتهية إلى التعايش بسلام. الصحيح أن الإجابة عما ذهب إليه أتت وافية رشيدة تنويرية لا تمسها الشوائب على يد صاحب عقل وعلم بين جلي، فضل التسامح والقبول بين الناس ليقول للسائل وغيره وهو المرجع الموثوق: اقتدوا بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، مستشهدا بمفاصل التاريخ والأحداث.
ويبقى مقابل كل الإجابات أن مثل هذه التوجهات المعلنة بحياء، بمعنى تحت غطاء تساؤلات مغلفة بالمبررات المراوغة، تستحق التوقف عندها وإخضاعها للدراسة والتحليل، قبل أن تلامس حدود الظاهرة المقلقة، وتتعطل عمليات تذويب الصراعات المذهبية ذات الأثر السلبي على اللحمة الوطنية، في وقت تفرض فيه معطياته المتقلبة كل التعاضد والتلاحم والالتفاف حول القيادة.
في الختام، المواطن السعودي اليوم يعد الأيام للوصول إلى لحظة انطلاق الرؤية الوطنية، رؤية اليقظة وبناء الوعي وتخفيف الأعباء من الاقتصادي إلى الاجتماعي، ومن الصعب أن يرصد دعوات توثيق التصنيفات المذهبية أو غيرها على هويته الوطنية. سمها ما شئت؛ أسئلة أو دعوات، تظل كيفما أتت متوترة رخيصة، غير أنها لا تستحق مرور الكرام. الحذر واجب. وبكم يتجدد اللقاء.