عبث الكتاب الرياضيين بنا!
الصورة الفكرية المشرقة للكتابة في الصحافة السعودية؛ هي كتاب الأعمدة الرياضية، لك أن تعلن انبهارك بهم وبعظمتهم، فجمل قصيرة للغاية (نص جملة، ربع جملة، بل كتغريدة معاقة فكريا) ومع هذا يراها البعض معلقة، لا ميل فيها، خاصة جماهيرهم العريضة العميقة فكريا.
الصورة الفكرية المشرقة للكتابة في الصحافة السعودية؛ هي كتاب الأعمدة الرياضية، لك أن تعلن انبهارك بهم وبعظمتهم، فجمل قصيرة للغاية (نص جملة، ربع جملة، بل كتغريدة معاقة فكريا) ومع هذا يراها البعض معلقة، لا ميل فيها، خاصة جماهيرهم العريضة العميقة فكريا.
الثلاثاء - 08 سبتمبر 2015
Tue - 08 Sep 2015
الصورة الفكرية المشرقة للكتابة في الصحافة السعودية؛ هي كتاب الأعمدة الرياضية، لك أن تعلن انبهارك بهم وبعظمتهم، فجمل قصيرة للغاية (نص جملة، ربع جملة، بل كتغريدة معاقة فكريا) ومع هذا يراها البعض معلقة، لا ميل فيها، خاصة جماهيرهم العريضة العميقة فكريا.
التعصب مرفوض اجتماعيا، ولكن لا يمكن لكاتب رياضي أن ينجح؛ إلا بتعصب مفجع وصادم، أحد المتعصبين يطالب بإلغاء النادي المنافس من أجل أن يهدأ التعصب الرياضي (هدئ نفسك أولا).
من شروط الكتابة في الصحافة الرياضية؛ أن تناقض نفسك بنفسك، وبالطريقة الآتية: تشتم حكم المباراة التي هزم فيها فريقك المفضل، ثم امتدح أداء نفس الحكم الظالم إذا تسبب في خسارة المنافس لك (لا دين للرياضي إلا فريقه)، لك أن تشتم كل من تسبب في هزيمة فريقك، ولو لم يكن السبب؛ (المدرب الذي لم يخطئ قط، اللاعب الذي أضاع فرصة خطيرة رغم تأخر رواتبه ستة أشهر، رئيس النادي الذي تبرع بماله وشحذ من أجل ناديك) كل هذه لا تهم، المهم أن يفوز نادي هذا الكاتب فقط، ومن شروط الكتابة الرياضية؛ العبث في التاريخ والكذب، هذه حذلقة صحفية، ولخبطة الإحصائيات هذه شطارة تكتيكية (طيب، والدين الذي تتحدث عنه صباح مساء، مواعظ الجمعة والآيات القرآنية التي ملأتم بها حساباتكم في تويتر فترة توقف الدوري، ألم تمنعكم من هذا الكذب!)
من شروط الكتابة الرياضية أن ولاءك لناديك، وما يخدم ناديك، ولو كان يتسبب في خسارة وطنية للكرة، (أخونا في الله) جزع إن اختار مدرب المنتخب نصف فريقك، لأنه يعرض لاعبي فريقه المفضل للإصابة، وجزع إن لم يختر المدرب أي لاعب من فريقك للمنتخب، فهم مستهدفون! (المدرب يقول بلغة هولندية أنيقة: وش نسوي بهم ذولا؟)
ومن شروط الكاتب الرياضي؛ أن يلمز ويغمز (كما أفعل أنا الآن!) فهو يغمز كاتبا يشجع خصمه، ويلمز خصمه داخل ناديه، فـ»جحفلة» الكلمات والمصطلحات و»نيمشورتها» و»سدني» صارت سمة لإيذاء لاعبي الأندية والمنتخب، إنها إيذاء وليست (طقطقة) لطيفة كما بدأت!
الكاتب الرياضي يتمتع بحس خطير جدا، وهو يعرف أنه مدعوم؛ فيقول ما لا يقوله أي كاتب آخر، أو أي اتجاه آخر، فسنده كسند خصمه، لذلك قل ما شئت فهناك من يدافع عنك، ومن هو ضدك سيقول عنك ما شاء لأن هناك من يدافع عنه ثم: توتر لا ينتهي!
بقي شيء يجب أن أقوله: معظم رؤساء التحرير كانوا كتاب أعمدة رياضية وصحفيين رياضيين ورؤساء أقسام صفحات رياضية، والمعنى أن المستقبل رغم كل هذا الضجيج والنقد رائع، والخاتمة ستكون بقلم رئيس التحرير المتعصب!