علماء يزورون طيبة ويؤرخون لمكتبات مدارسها

لقيت مكتبات المدارس بالمدينة المنورة اهتماما خاصا، فعلى سبيل المثال المدرسة الشهابية بالمدينة، وهي من المدارس الكبيرة في القرن الثامن الهجري، درس فيها جماعة من العلماء الكبار، وأوقفوا عليها كتبا كثيرة، كان من بينهم أبوعبدالله محمد بن محمد الغرناطي المتوفى سنة 754هـ.

وقد بلغت مكتبات المدينة المنورة في أواخر العهد العثماني 88 مكتبة موزعة بين مكتبات مدرسية ومكتبات أربطة ومكتبات خاصة، في حين أن الكثير من هذه المكتبات استخدمت كمكتبات عامة يؤمها من شاء من طلاب العلم والمعرفة.

وقد وصف علي موسى سنة 1303هـ مكتبات المدينة المنورة بقوله «وأما (الكتبخانات) فواحدة في دار العشرة تجاه بيت النائب للمرحوم عارف حكمت بك، وهي أنظم الكل وأعلاهم، وواحدة للمرحوم أمين بن شيخ الحرم -أسبق- قرب الشرشورة عند رأس زقاق المديرية، وواحدة للسلطان محمود في المدينة المحمودية، وواحدة في مدرسة بشير آغا الملاصقة لباب السلام، وواحدة في بيت المرحوم السيد جميل الليل، وواحدة لأحمد بساطي، وواحدة في رباط سيدنا عثمان وغير ذلك كثير في سائر المدارس، ولكنه بالنسبة إلى ما في هؤلاء قليل»وممن وصفها أيضا محمد لبيب البيوني في رحلته الحجازية سنة 1327، والشيخ جمال الدين القاسمي في رحلته إلى المدينة المنورة سنة 1328هـ واطلع على مخطوطاتها ونقل ونشر نماذج من نفائس مخطوطاتها في مجلة المقتبس 4/18/1/420 وقال القاسمي أيضا وقد بلغ مجموع ما في المكتبات: المحمودية: 4569 كتابا مكتبة عارف حكمت بك: 5404 كتب.

بشير آغا: 2063 كتابا.

مكتبة شيخ الإسلام فيض الله أفندي ومجموعها: 1246كتابا.

مكتبة عمر عمر أفندي قره باش: 1269كتابا.

مكتبات أخرى معروفة يتراوح عددها ما بين المئة والألف.

وممن زار مكتبات المدينة ووصفها محمد كرد علي وغيره، وعندما زار شكيب أرسلان المدينة المنورة عام 1332هـ وقف على 17 مكتبة، قدم وصفا موجزا لكل منها، وهي: مكتبة عارف حكمت، والمحمودية، والحميدية، ومكتبة مدرسة ورباط بشير أغا، ومكتبة الساقزلي، والعرفانية، وأمين باشا، والعارفية، ورباط عثمان بن عفان رضي الله عنه، ومكتبة كيليي ناظري، ومكتبة مدرسة ثروت، وقرة باش، وحسين أغا، والمدرسة الإحسانية، ومكتبة الشيخ أحمد البساطي، وحوش العريضية، ورباط مظهر.