الصانع: عملنا بأدوات بسيطة وأخرجنا 1000 مخطوطة
أكثر من 34 عاما أمضاها الباحث محمد الصانع مع المخطوطات، يتعهدها بالعناية كل صباح خلال عمله رئيسا لقسم المخطوطات سابقا في المسجد النبوي، وحاليا لمركز بحوث ودراسات المدينة
أكثر من 34 عاما أمضاها الباحث محمد الصانع مع المخطوطات، يتعهدها بالعناية كل صباح خلال عمله رئيسا لقسم المخطوطات سابقا في المسجد النبوي، وحاليا لمركز بحوث ودراسات المدينة
السبت - 05 سبتمبر 2015
Sat - 05 Sep 2015
أكثر من 34 عاما أمضاها الباحث محمد الصانع مع المخطوطات، يتعهدها بالعناية كل صباح خلال عمله رئيسا لقسم المخطوطات سابقا في المسجد النبوي، وحاليا لمركز بحوث ودراسات المدينة.
تحدث الصانع لنا عن علاقته الوثيقة بعالم الترميم وأخطر ما يواجه المخطوطات، مثل الحشرات الحفارة التي عادة ما تبني أعشاشها داخلها.
يمتلك الصانع اليوم مجموعته الخاصة من المخطوطات والوثائق والمقتنيات النادرة، التي شارك بها في أكثر من معرض داخل المملكة وخارجها، ويعتبرها أعز ما يملك، خاصة أن معظمها يرتبط بتاريخ مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
1 كيف كنتم ترممون المخطوطات قبل الأجهزة الحديثة؟
كان الترميم بسيطا جدا ويأخذ وقتا طويلا، تستخدم فيه أدوات بدائية عتيقة لتجليد ولصق الأوراق الممزقة، والمتأثرة بفعل الجو والحشرات، قبل أن يتطور اليوم الوضع إلى استخدام المواد الكيميائية، والورق السيليولوز والحراري ومختلف الأجهزة الحديثة في التعقيم والترميم وحفظ المخطوطات.
2 كم عدد المخطوطات التي قمتم بتقديمها عبر مكتبة المصحف النبوي الشريف؟
قدمنا خلال 20 عاما قرابة 1000 مخطوط في مختلف الفنون، أهمها المصاحف التي قمنا بترميمها وتعقيمها، حيث إن بعضها جيء به في كراتين ممزقة تماما، وكان التحدي كبيرا لإصلاحها.
والحمد لله استطعنا بتعاون فريق المكتبة ترميمها لتعود لنفس حالتها الأصلية.
3 بحكم تجربتك العريضة مع المخطوطات، ما هي أبرز الخطوط التي تستخدم لكتابتها؟
في الحجاز لا شهرة إلا للخط الحجازي قديما، وهناك خطوط أخرى تنتمي لثقافات متعددة انصهرت في المدينة المنورة، مثل الخط المغربي، إضافة لخطوط النسخ والكوفي والفارسي.
وكانت معظم المخطوطات التركية تكتب بخط النسخ والثلث، في حين كتبت معظم المصاحف القديمة بالخط الحجازي قبل أن يأخذ مراحل أخرى في التطور.
4 ما هي أهم مراحل العناية بالمخطوط؟
الترميم، وهو علم بذاته يحتاج كثيرا من المهارة والدراية.
ويعد عملية حيوية وأساسية للمحافظة على المخطوطات، وعلى وجه الخصوص ما تعرض جزء أو بعض منه للتآكل بفعل بعض العوامل الحيوية والكيمياوية، وهو يحفظ المخطوطة من التلف والضياع.
ومن المهم في الترميم المحافظة كذلك على الشكل الأصلي للمخطوط واستعمال الخامات الطبيعية.
5 ما هي أسباب تلف المخطوطات؟
الأسباب كثيرة، هناك عوامل كيميائية بسبب التقدم الصناعي، حيث تنتج الغازات التي عادة ما تتأثر بها أوراق المخطوطات خاصة غاز ثاني أكسيد الكبريت.
وهناك عوامل طبيعية مثل عدم استقرار درجات الحرارة، ونسبة الرطوبة والإضاءة، مما يكون سببا في تلف المخطوطات، لأن ارتفاع نسبة الرطوبة يؤدي إلى انتفاخ ألياف السيليولوز مما يشوه الأوراق ويضعفها.
وهناك عوامل بشرية بسبب سوء استعمال وتداول المخطوط بغير وعي وتهاون واستهتار، وكذلك التصوير السيئ، ووضع العلامات عند القراءة، واستعمال أحبار وألوان يصعب إزالتها وتشوه نص المخطوط.
6 ما هي أكثر الأشياء تهديدا للمخطوط؟
الحشرات بمختلف أنواعها، ومنها حشرات سطحية تعيش وتتغذى على سطح الأوراق واللاصق المستخدم في التجليد.
وهناك حشرات تحفر الأنفاق والثقوب، وهي تحفر في المخطوط إنفاقا طويلة في أكثر من ملزمة، ويكون معظمها بشكل ثقوب دائرية، وتحفر هذه الأنفاق بغرض التغذية وعمل أعشاش لها.
وهناك الفطريات والبكتيريا.
7 ما أكثر ما نحتاجه اليوم كي نحافظ على إرثنا المخطوط؟
للأسف أقسام العناية بالمخطوطات مفقودة في كثير من جامعاتنا ولا توجد لها أقسام متخصصة حتى في الكليات التقنية والكليات الخاصة التي تعتني بعالم التصنيع.
ويفترض أن يكون هناك خبراء يقدمون محاضرات ودورات في هذا العلم الذي بات له أدواته وعالمه المستقل.
ويجب أن تكون هناك أقسام ومناهج متخصصة كي تخرج أجيالا تعتني بالمخطوطات وتقدمها للناس حتى لا يضيع إرثنا الحضاري، خاصة أن من النادر أن تجد طاقات محلية تعمل في هذا السياق.