حبة أمل
نعيش وسط كومة من الأخبار المحبطة التي تحيط بنا وتحكم قبضتها بإحكام، عندما تفتح نشرات الأخبار رغبة منك لأن تكون جزءا من هذا العالم وتعرف ما الذي يدور من حولك فسرعان ما يتسلل لنفسك إحساس أنك تعيش في جهنم على كوكب الأرض تهرول مسرعا
نعيش وسط كومة من الأخبار المحبطة التي تحيط بنا وتحكم قبضتها بإحكام، عندما تفتح نشرات الأخبار رغبة منك لأن تكون جزءا من هذا العالم وتعرف ما الذي يدور من حولك فسرعان ما يتسلل لنفسك إحساس أنك تعيش في جهنم على كوكب الأرض تهرول مسرعا
الجمعة - 04 سبتمبر 2015
Fri - 04 Sep 2015
نعيش وسط كومة من الأخبار المحبطة التي تحيط بنا وتحكم قبضتها بإحكام، عندما تفتح نشرات الأخبار رغبة منك لأن تكون جزءا من هذا العالم وتعرف ما الذي يدور من حولك فسرعان ما يتسلل لنفسك إحساس أنك تعيش في جهنم على كوكب الأرض تهرول مسرعا لفضاء التواصل الاجتماعي فتتعزز لديك الصورة نفسها، عشرات الهاشتاقات والصور التي تنشر السلبية ولا تترك لك فرصة يتيمة أن تجد ما يسر الخاطر، مؤخراً صعقت قلوبنا قبل عقولنا صورة الطفل السوري الذي وجد ملقى على أحد الشواطئ بعد غرق سفينة كان على متنها مجموعة من اللاجئين الذين هربوا من قدر الموت لقدر آخرأسوأ وأمر ويوميا هناك آلاف الصور والأخبار المشابهة، التي لا نجد حيالها إلا الدعاء للضحايا وأن نسأل الله اللطف بنا وبشعوبنا المنهكة والممزقة بفعل الثورات والمؤامرات والمكائد الموقعة ممن فقدوا أدنى حد للإنسانية والضمير.
المضحك المبكي في الوضع أن من لا ييأس من محاولة البحث عن أي خبر مفرح يعيد له بريق الحياة وبهجتها يستمر في التنقيب عن قصاصة يجد فيها ضالته من فسحة الأمل، يصادف عددا من القصص التي يمكن خلالها أن يعرف أن هذا الكوكب ما زال صالحا للحياة البشرية، ويقرأ عن إنجازات وابتكارات لأشخاص لم ييأسوا أو يستسلموا للواقع الحزين وانشغلوا بتطوير أنفسهم والخلافة في الأرض وجعلها ملائمة للحياة فيصادفهم خبر يحمل عنوانا ملهما كالخبر الذي حصد فيه محمد القحطاني جائزة الخطابة العالمية بعد معاناته من التأتأة في الكلام وهو صغير، قصة تفاصيلها تمنحك الجرعة التي تحتاجها لتتغلب على مخاوفك ومصاعبك فتحدث نفسك بما يسرها ويطيب خاطرها، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا لا يعطي الإعلام حيّزا في مساحته الإخبارية ليعطي الناس هذه الجرعة التي تجدد خلاياهم الميتة بالتحفيز والأمل، وتشحذ همتهم ليشمروا عن سواعدهم ويجدفوا بكل ما أعطوا من قوة ليعبروا البحر الهائج المتلاطم الأمواج إلى أن يصلوا لبر الحياة المفعمة بالإنجاز والدهشة، في الغالب لن نجد جوابا لهذا السؤال الحزين، لكن ما علينا فعله هو أن نفرض على الواقع قصصا جميلة وأن نجعل صداها يملأ الأرجاء ونستثمر الساعات الطويلة التي نقضيها في فضاء التواصل الاجتماعي في الحديث عن نعمة الله علينا ونستفز كل من لازم فراشه المريض بأن ينفض غبار يأسه ويلحق بالركب الذي يمضي ونعيد نشر كل ما تقع عليه أعيننا من نجاح، ونعطل الحسد ونفعل الغبطة، ونجعل في كل شبر قدوة تعيد رسم ملامح الكون في إطار ملون مبهر، وليس بالضرورة أن تكون القصة معنونة ببناء أعلى برج ولا أطول مائدة، كل ما نحتاجه هو حقيقة بسيطة عفوية تصور لنا نبض الإنسانية وروح التفاؤل في تفاصيل صغيرة نقول فيها إننا ما زلنا على قيد الأمل.