أكبر صديق خان!

عقارب الساعة تسير ببطء نحو السادسة مساء، تصل إلى منزلها وقبل أن تدخل تقف لثوان تتأمل الباب الخارجي، تحاول أن تتذكر متى آخر مرة رأته في ضوء النهار، تتجاهل بعض الخواطر المحبطة ثم تدخل، ترمي عباءتها قبل أن تغلق الباب وتسرع إلى عناق أطفالها الذين أصبحت تشتاق لهم أكثر مما تشاهدهم.

عقارب الساعة تسير ببطء نحو السادسة مساء، تصل إلى منزلها وقبل أن تدخل تقف لثوان تتأمل الباب الخارجي، تحاول أن تتذكر متى آخر مرة رأته في ضوء النهار، تتجاهل بعض الخواطر المحبطة ثم تدخل، ترمي عباءتها قبل أن تغلق الباب وتسرع إلى عناق أطفالها الذين أصبحت تشتاق لهم أكثر مما تشاهدهم.

الاثنين - 05 يناير 2015

Mon - 05 Jan 2015



عقارب الساعة تسير ببطء نحو السادسة مساء، تصل إلى منزلها وقبل أن تدخل تقف لثوان تتأمل الباب الخارجي، تحاول أن تتذكر متى آخر مرة رأته في ضوء النهار، تتجاهل بعض الخواطر المحبطة ثم تدخل، ترمي عباءتها قبل أن تغلق الباب وتسرع إلى عناق أطفالها الذين أصبحت تشتاق لهم أكثر مما تشاهدهم.

هي بالكاد تستطيع الحركة، مرهقة ومتعبة تداعبهم، وتسألهم عن يومهم، الذي لم تكن جزءا منه.

تتزاحم كلماتهم على مسامعها، كل منهم يبث شكواه من الآخر، وكل منهم يأمل أن تقف في صفه، يبكون ويضحكون، يبتسمون ويصرخون، وهي تستمتع، كانت تحتاج شيئا من هذا الإزعاج لتشعر أنها كائن بشري.

الوقت الذي كان قبل دخولها لا يكاد يتحرك انطلق فجأة بعد أن دخلت منزلها وكأنه مطارد من شيء ما، شيء لا يريد للزمن أن يتوقف. تعد العشاء لأسرتها وتتحدث مع زوجها عن أشياء لا تتذكرها، لم تعد قادرة على التركيز ولا على الحديث، يبدي امتعاضه من سلوكها ويخرج من المنزل، يباغتها النوم وهي جالسة بين أكوام من الدفاتر. عقارب الساعة ذاتها تصل مسرعة إلى الثالثة فجرا..

تستيقظ وتودع صغارها النائمين، تتحرك بسرعة محاولة أن تنهي عددا من الأمور العالقة التي لم يدع لها النوم فرصة لإنهائها.

يتصل بهاتفها يستحثها على الخروج، تقبّل أصغر أطفالها وتهمس في أذنه وهو نائم أنها ستحضر له ما وعدته به، وتعده أنها لن تنسى هذه المرة.

تركب السيارة وتلقي تحية «النائمين» على رفيقاتها اللواتي سبقنها ثم ينطلق «أكبر صديق خان» مسرعا حتى ينتهي من هذا المشوار ويبدأ في مشوار آخر.

تصل عقارب الساعة إلى الساعة السادسة مساء لكنها هي التي لا تصل، أصغر أطفالها يتأمل وجه والده وهو يتلقى اتصالا يخبره أن عليه الحضور للتعرف على الجثة، لا يفهم ولا يهتم، فالمهم أن الهدية ستأتي، ولا زال ينتظر!

ثم أما بعد:

كانت بلا اسم!



[email protected]