المرجفون في المدينة!!

قال الله تعالى في كتابه الكريم سورة الأحزاب «لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا (60) ملعونين

قال الله تعالى في كتابه الكريم سورة الأحزاب «لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا (60) ملعونين

الخميس - 09 أبريل 2015

Thu - 09 Apr 2015



قال الله تعالى في كتابه الكريم سورة الأحزاب «لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا (60) ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا (61)» قوله - عز وجل «لئن لم ينته المنافقون» عن نفاقهم «والذين في قلوبهم مرض» «والمرجفون في المدينة» بالكذب، وذلك أن ناسا منهم كانوا إذا خرجت سرايا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوقعون في الناس أنهم قتلوا وهزموا، ويقولون: قد أتاكم العدو ونحوها. وقال الكلبي رحمه الله: كانوا يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ويفشون الأخبار... لذا فإنه يتوجب علينا جميعا خاصة في هذه الظروف والأحداث الجديدة ألا نكون ممن ينقل أية أخبار وأمور وأسرار تخصنا لأي سبب كان، مع أنه لا نصدق أية إشاعات وأخبار من هنا أو هناك خاصة من وسائل إعلامية معادية ممن يريدون زعزعة الأمن ونقل الإشاعات الباطلة المرجفة التي قد تسبب مشاكل داخل الصف الإسلامي وداخل المقاتلين الأبطال.

يقول الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل «قُتِلَ الخراصون * الذين هم في غمرة ساهون» والخراصون هنا هم الكذابون الذين يشككون الناس في معتقدات دينهم أو المرتابون.. وقد كان معاذ رضي الله عنه يقول في خطبته – هلك المرتابون – وقال قتادة رحمه الله: الخراصون أهل الغرة والظنون – وقال ابن عباس رضي الله عنهما: الذين هم في غمرة ساهون. أي ساهون في الشك وغافلون لاهون، إن هؤلاء وأمثالهم ممن يشككون الناس في أمور دينهم ومبادئه هم والله في خطأ وخطر عظيمين ليس إلا لأنهم يضلون أنفسهم ويريدون إضلال الناس معهم. بل ويذهبون مذاهب شتى ليست من هذا الدين في شيء، وهذا نجده في سائر الحياة ومناحيها ومجالاتها.. سواء كان ذلك في عاداتهم وتقاليدهم أوكتاباتهم وآرائهم وفي شؤون حياتهم الأخرى!!

لذا فإنه يتحتم على الجميع عدم الانصياع لمثل ذلك سواء ما يبث من خلال الكتابات المختلفة أو من خلال القنوات والتي لا هم لها إلا العبث بأفكار الناس وعقولهم. حتى يضلوهم بغير علم ولا بصيرة.. فالأحرى بمن يوجه الناس أن يتصف بهاتين الصفتين الهامتين – العلم والبصيرة، فقد قال جل وعلا «قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين»... فالمؤمن مطالب بأن يكون أيضا على وعي وإدراك وعلم بما يُبث له ويكتب إليه حتى يأخذ ما يوافق دينه ومعتقده وخلقه وينبذ ما سوى ذلك مما لا يمت لهذا الدين بصلة، ولا إلى أخلاقه ومبادئه السامية النبيلة، وليحذر من ذلك أيما حذر حتى يقي نفسه ودينه وخلقه من أمراض وأوبئة فتاكة قاتلة ومن الآراء والمعتقدات الغريبة الحالقة. تلك الحالقة التي لا أقول تحلق الرأس بل تحلق الدين كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد قال الله تعالى «ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم» سورة فصلت، وقال تعالى أيضا «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة» سورة النمل.

فأصل الدعوة إلى الله تبارك وتعالى على بصيرة والنصيحة الحكيمة التي يجب أن تصدر من قبل من يعتلون المنابر الصحفية ويجب أن يستقوا ذلك من هذا المنبع الصافي ألا وهو الكتاب الكريم والسنة الشريفة، وليس وفق معتقدات وأهواء غريبة ليست من الدين في شيء!! اللهم اجعلنا هداة مهديين لا ضالين ولا مضلين وانصر إخواننا المرابطين على الحدود انصرنا وانصرهم على المعتدين أصحاب الأفكار المنحرفة الضالة – آمين.. هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.