ملابس الشتاء تحول مدارس البنات إلى صالات أزياء

 

 

الجمعة - 19 ديسمبر 2014

Fri - 19 Dec 2014



تحولت بعض مدارس البنات الثانوية في المنطقة الشرقية إلى صالات عرض أزياء شتوية مع دخول فصل الشتاء، حيث أتاح البرد للطالبات لبس ما يرغبن من ملابس شتوية مع الزي المدرسي، ما أدخل الطالبات في منافسة محمومة حول الأكثر الأناقة والأقدر على الشراء.



توسيع الدائرة



وأكدت المرشدة الطلابية بإحدى المدارس الثانوية بمحافظة القطيف نورة محمد أن ملابس الشتاء أتاحت المجال للطالبات ليظهرن اهتمامهن بالموضة داخل المدرسة، ونظرا لعدم وجود قوانين مدرسية متعلقة بشكل ولون الملابس التي تلبس فوق الزي المدرسي، أخذت الطالبات راحتهن في لبس ما يرغبن من ألوان وأشكال من الجاكيتات والشالات والقبعات.

وأشارت نورة إلى أن مشكلة التنافس في لبس الماركات كان محصورا في الحقائب والأحذية، إلا أن فصل الشتاء وسع الدائرة لتشمل أغلب اللبس، ما جعل المدرسة ساحة للتنافس والتفاخر، بعيدا عن الجو العلمي والتربوي وخلق نوع من الطبقية بين الطالبات، وشكل ضغوطا مادية جديدة على الأهالي.



عرض وطلب



وبينت أن التنافس في اقتناء الماركات، دفع بعض الطالبات إلى استثمار ذلك في التسويق لمتاجرهن الالكترونية داخل أروقة المدرسة، وحول ساحة المدرسة إلى ساحة عرض وطلب لبعض الملابس التي تأتي بها بعض الطالبات لبيعها على زميلاتهن، وهذا التوجه بعيد عن الدور التربوي للمدرسة الذي يجب أن يكون بعيدا عن كل تلك الكماليات، ويحد من إظهار الفروق الاقتصادية بين الطالبات.

واقترحت المرشدة الطلابية وجود نظام وقانون مدرسي صارم يحدد للطالبات ألوانا محددة وموديلات معينة للبسها فوق الزي المدرسي في فصل الشتاء، للحد من توجه الطالبات نحو الموضة والأزياء داخل أروقة المدارس، ولتقليل التباهي والتفاخر بالملابس وبالقدرة على الشراء داخل المدرسة.



القوانين المدرسية



من جهته، أكد مصدر تربوي في إدارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية لـ»مكة» أن القوانين المدرسية لا تحدد اللبس في فصل الصيف أو الشتاء، وكل ما ينطبق عليه المنع في القوانين المدرسية والأنظمة والتعهدات التي توقعها الطالبات بداية الدراسة حول الزي المدرسي تنطبق على ما يتم لبسه داخل المدرسة في مختلف فصول السنة، ولا يسمح بلبس ما يخالف تلك القوانين.



رغبة أنثوية



وترى الباحثة الاجتماعية سلمى العوامي أن الميل نحو حب الموضة والجمال والأناقة رغبة أنثوية لا يمكن منع الفتاة منها سواء داخل المدرسة أو خارجها، إلا أن الأنظمة والقوانين تنظم ذلك وتجعل الأناقة في اللبس مرتبطة بالنظافة والترتيب لا بشكل الملابس ونوعها.

وأفادت العوامي بأن القوانين المدرسية هي قوانين تنظيمية، ولكن تشدد بعض المدارس في تطبيقها بشكل يشبه تطبيق الأنظمة العسكرية، بما يجبر الطالبات على كسرها، كما أنها أتاحت الفرصة للطالبات بتجاوز الأنظمة دون رقابة يجعلهن غير مباليات بالقوانين، والواجب هو الموازنة بين الشدة واللين خصوصا في التعامل مع الطالبات بالمرحلتين المتوسطة والثانوية.



فروقات اجتماعية



وأضافت: الجري خلف الماركات العالمية والتفاخر بها مشكلة عامة وغير مرتبطة بطالبات المدارس فقط، وتظهر هذه المشكلة في المدارس خلال فصل الشتاء مع لبسهن الملابس الشتوية مع الزي المدرسي، ما يظهر المشكلة في المدرسة بشكل أكبر، نظرا لاتساع وتنوع مجتمع المدرسة، ولانجذاب أغلب الفتيات لرغبة التباهي بلبسهن.

وبينت أن المشكلات الاجتماعية المصاحبة للتفاخر بلبس الماركات العلمية تُظهر الفروقات الاجتماعية والاقتصادية بين الطالبات، مع ظهور مشكلات نفسية يخلقها هذا الجو من رغبة في السرقة أو التخريب أو الانعزال والخجل، ما يجعل البيئة المدرسية غير مناسبة للعملية التربوية.

ودعت إلى إرشاد الطالبات وتوعيتهن حول القوانين المدرسية وأسباب وضعها، وحاجة المدرّسة والطالبات للتقيد بها من أجل مصلحة الجميع، ولتبقى البيئة المدرسية بعيدة عما يعكر دورها التربوي والتعليمي.