ألم يحن وقت التجنيد الإلزامي؟

 

 

الاثنين - 06 أبريل 2015

Mon - 06 Apr 2015



في كل مرة أتسمر فيها أمام شاشة التلفزيون لمتابعة الإيجاز الصحفي للعميد أحمد العسيري، ومشاهدة دقة الضربات العسكرية التي تقوم بها الطائرات السعودية بقيادة صقورها الميامين، أشعر بالفخر والاعتزاز لأني أحد أبناء هذا البلد.

على النقيض من ذلك، عندما أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، أو أتجول في الشوارع والأسواق، أو أتابع مشاركات بعض الشباب في البرامج الإذاعية والتلفزيونية، فإني أخجل أن يقال أني أنتمى لهذا الجيل.

الواقع أننا كسعوديين يشكل الشباب لدينا نحو ثلثي تعداد السكان، وبالتالي فنحن أمام كارثة حقيقية ما لم يتم استثمار طاقاتهم بشكل صحيح.

ومن يرصد الحالة العامة التي عليها هؤلاء الشباب، سيتيقن أننا فشلنا على نطاق واسع خلال السنوات الماضية في إيجاد برامج تستوعب الكثير منهم أو أن تتواءم مع متطلباتهم، إما لمعوقات بيروقراطية أو إدارية أو اجتماعية أو استثمارية. ولذلك أصبح من غير المستغرب أن تجد الكثير منهم على طرفي نقيض، إما في ديسكوهات وكازينوهات دول الجوار مخمورين راقصين، أو مخندقين متفجرين في مناطق النزاع، وما بينهم كثير تائه، لا يعلم في أي أرض هو أو ماذا يريد.

الأكيد أن هناك نية رسمية لاستيعاب هؤلاء الشباب، ولكن كما يقال في المثل الشعبي «الشق أكبر من الرقعة». والرقعة كما أراها اليوم لن تتمدد لتستر هذا الشق إلا ببرنامج وطني تشرف عليه قيادة الدولة بشكل مباشر وليس إحدى وزاراتها.

شخصيا كانت لي تجربة مميزة في العام 1991 إبان غزو العراق للكويت، عندما انضممت ككثير من أبناء جيلي لدورات التجنيد التي قدمتها القوات المسلحة في ذلك الوقت للمدنيين. ولا أخفي سرا إذا قلت إن هذه الدورة القصيرة في زمنها، الكبيرة في قيمتها المعنوية والفنية، لا زلت أجني ثمارها حتى اليوم.

يبقى القول، يعاني شبابنا فراغا قاتلا لن يملأه إلا برنامج «التجنيد الإلزامي»، والذي إن لم يكن ضروريا فيما مضى، انسجاما مع حالة المنطقة وأهلها، إلا أنه أصبح اليوم إجباريا، نتيجة تبدل جغرافيا وتاريخ وثقافة المنطقة بشكل عام.. فهل نعمل على إعداد برنامجا للتجنيد، يراعي تنمية قدرات الشباب العقلية قبل العضلية، ويستثمر أوقات فراغهم قبل انشغالهم، أم أن هذا الخيار مازال غير مطروح؟



[email protected]



alnowaisir@