دور الجامعات بعاصفة الحزم

الجامعات منارات النور في المجتمع، وكما أن الأساتذة محور العملية البحثية والتعليمية فيها، فهم أيضا أحد روافد تمثيل اتجاهات الرأي العام في المجتمع. فمنها يتم تصدير الوزراء والسياسيين والمستشارين الحكوميين وقادة الرأي العام، إما بعد التخرج بالدرجة الجامعية، ومن ثم الانخراط في التدرج الوظيفي خارج إطارها الأكاديمي، وإما من داخل الحرم التدريسي والبحثي ذاته.

الجامعات منارات النور في المجتمع، وكما أن الأساتذة محور العملية البحثية والتعليمية فيها، فهم أيضا أحد روافد تمثيل اتجاهات الرأي العام في المجتمع. فمنها يتم تصدير الوزراء والسياسيين والمستشارين الحكوميين وقادة الرأي العام، إما بعد التخرج بالدرجة الجامعية، ومن ثم الانخراط في التدرج الوظيفي خارج إطارها الأكاديمي، وإما من داخل الحرم التدريسي والبحثي ذاته.

الأحد - 05 أبريل 2015

Sun - 05 Apr 2015



الجامعات منارات النور في المجتمع، وكما أن الأساتذة محور العملية البحثية والتعليمية فيها، فهم أيضا أحد روافد تمثيل اتجاهات الرأي العام في المجتمع. فمنها يتم تصدير الوزراء والسياسيين والمستشارين الحكوميين وقادة الرأي العام، إما بعد التخرج بالدرجة الجامعية، ومن ثم الانخراط في التدرج الوظيفي خارج إطارها الأكاديمي، وإما من داخل الحرم التدريسي والبحثي ذاته.

في المرحلة الجامعية يتأثر الطلاب بـ»دكاترتهم» حينما يكونون أعضاء ذوي حراك فاعل في تناول القضايا الاجتماعية، والتعاطي مع الأحداث الأمنية والاقتصادية وغيرها، ولعلنا نستحضر الراحل الدكتور غازي القصيبي، رحمه الله، فقد كان ولا يزال أيقونة ملهمة لأغلبية الشباب في المجتمع. وفي بعض الدول الغربية يحصل المرشح الانتخابي على كثير من الأصوات، جزء منها بسبب انتمائه القديم للحرم الجامعي وعلاقته الاجتماعية مع طلابه السابقين. أما على المستوى العربي فقد كانت اتجاهات أعضاء هيئة التدريس في الجامعات العربية نحو التعاطي مع قضايا أحداث الربيع العربي المشؤوم، مثالا رسم أهمية أن يكون للجامعات دورا تربويا وتفاعليا مع الأحداث، لتنمية روح الوطنية في نفوس المجتمع الطلابي المنتخب أساسا كعينة من المجتمع الشامل.

الرسائل التي تبثها الجامعات من خلال الأنشطة خارج المقرر الدراسي مهمة جدا في الإيعاز لاهتمامات الطلاب نحو التعاطي مع القضايا التي تهم الأوطان. تأتي في المسرح والأندية الطلابية والنشاطات التطوعية والرياضية وغيرها، لا يتطلب أن تلقى المحاضرات والدروس المترجمة على «البروجيكتر» في قاعات ومسارح الجامعة، حتى تكون هناك تنمية للوعي تجاه ما يهم المجتمع، شعار من جملة واحدة كفيل بجذب الانتباه، بأن هناك قضية ما في المجتمع، سيكون حب الرغبة في الاستطلاع لدى الطالب كفيلا بالبحث عنها.

كانت جامعة الملك سعود أول المبادرين بالشراكة التوعوية تجاه هذا النوع من القضايا التي تتعلق بالأمن والوطن، من خلال الإعلان عن ماراثون سباق جري تحت شعار «كلنا سلمان» للتعبير عن قضية عاصفة الحزم، التي تقودها السعودية للدفاع عن الوطن، والشرعية في الدولة الجارة الشقيقة اليمن، تلت تلك المبادرة مبادرة جامعة طيبة في إعفاء أبناء العسكريين من الرسوم وهكذا.

هذا العرف الأكاديمي الناعم لتبني القضايا التي تهم المجتمع معروف في جميع أنحاء العالم، بل وتحول إلى رمزية دولية للتذكير بالحدث، لا أحد اليوم لا يكاد يعرف عن شعلة الجندي المجهول، التي تشتعل تحت قوس النصر في شارع الشانزليزيه في باريس، وهي عبارة عن ضريح رمزي تشعل فوقه نار ليكون رمزية لإحياء ذكرى الجنود الذين قتلوا خلال معارك الحرب العالمية، وفي بريطانيا تحولت نبتة الخشاش الحمراء، إلى رمز تكريمي للجنود الذين سقطوا خلال الحرب العالمية الأولى، بل تتحول الذكرى في لندن إلى مهرجان سنوي يترادف مع شهر نوفمبر، يبدع فيه الفنانون والرسامون في ابتكار التصاميم المختلفة، وتوزع على طلاب الجامعة بروشات على شكل نبتة الخشخاش؛ لتعليقها على ملابسهم الخارجية، ويستهدف غالبا الطالب الأجنبي لتعريفه بمسار مصلحة هذه الحرب، واليوم ترفع مقترحات على المستوى الدولي لتحويل الخشخاش إلى رمز لإحياء ذكرى الحرب العالمية الأولى.

أما رمزية ذكرى الحروب في التاريخ العربي فقد سبقت الترميز عند الغرب من خلال ذكرها في القصائد الشعرية، ولأن الشعر كان ديوان العرب، فقد أرخت الكثير من الحروب التي خاضها العرب من خلال الشعر، من منا اليوم مع أحداث عاصفة الربيع لم يرجع إلى دواوين العرب وقرأ عن معركة ذي قار؟!

عاصفة الحزم رفعت مستوى التعاضد بين أبناء الوطن على اختلاف انتماءاتهم وهواياتهم وآرائهم؛ لتثبت أن الاختلاف في القضايا القشرية يمكن التخلي عنه حينما تكون هناك قضية أعمق تربط جميع المختلفين حول مصير واحد حتمي مشترك. وهي مناسبة مهمة جدا يجدر استثمارها في حل كل الإشكالات، وتسليط الضوء أكثر على الإيجابيات التي يمكن للأفراد أن يتفقوا عليها، ويتقبل كل طرف للآخر بلغة أكثر موضوعية في النقد. هناك كثير أيضا من المقترحات التي شارك بها أعضاء هيئة التدريس والطلاب، وأطياف واسعة من المجتمع تجمع على أهمية دور الجامعات الريادي في تحقيق هذا النوع من المطالب الفكرية للمجتمع تحت وسم #دور_الجامعات_بعاصفة_الحزم.