المشاعر المقدسة والعناية الموسمية

دأب ملوك الدولة السعودية منذ 1344 على إصلاح وصيانة وتوسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي والمشاعر المقدسة، وإنفاق مئات المليارات من الريالات على ذلك، بغية توفير بيئة مناسبة لقاصديها سواء في موسم الحج أو العمرة

دأب ملوك الدولة السعودية منذ 1344 على إصلاح وصيانة وتوسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي والمشاعر المقدسة، وإنفاق مئات المليارات من الريالات على ذلك، بغية توفير بيئة مناسبة لقاصديها سواء في موسم الحج أو العمرة

الخميس - 06 فبراير 2014

Thu - 06 Feb 2014



دأب ملوك الدولة السعودية منذ 1344 على إصلاح وصيانة وتوسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي والمشاعر المقدسة، وإنفاق مئات المليارات من الريالات على ذلك، بغية توفير بيئة مناسبة لقاصديها سواء في موسم الحج أو العمرة

ويستطيع الزائر لهذه المشاعر في موسم الحج أن يشعر بحجم الاهتمام الذي توليه السعودية، حكومة وشعبا، لزوار بيت الله الحرام، بدءا من تطبيق تجربة مؤسسات الطوافة والمراحل التي مرت بها، والتنظيم الذي واكب السقاية، والرفادة، وشركات النقل، مرورا بتوسعة جسر الجمرات، وتسهيل حركة تنقل الحجاج، سواء عبر الباصات أو قطارات النقل السريعة، وغيرها من الخدمات الأخرى، وكلها تشير إلى أن السعودية لا تألو جهدا في تقديم أفضل الخدمات لقاصدي بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة

والحق يقال إن هذه المشاعر خلال أشهر الحج تحظى برعاية وعناية فائقتين، من حيث الخدمات المقدمة لزائريها، وحجم الخدمات المرصودة لتوفير أقصى درجات الراحة لهم

غير أن السعودية منذ أن أقرت في 2001 فتح باب العمرة، لم تتخذ إجراءات شبيهة بالتي اتخذتها خلال موسم الحج، فزائر المشاعر المقدسة في عرفات، ومنى والمشعر الحرام في مزدلفة، يستغرب حالة الإهمال التي هي عليها اليوم

فلا ماء ولا طعام ولا ظلّ ولا خدمات صحيّة وبلدية وأمنية وتوعوية، أو حتى سيارة مرور تنظم حركة السير وتفك الاختناق والازدحام اليومي هناك، الأمر الذي يدفعك للتساؤل: من أخرج المشاعر المقدسة وأماكن مكة المأثورة والمتواترة من خارطة اقتصادات موسم العمرة إلى بلد الله الأمين؟وأكثر ما يلفت الانتباه في المشاعر المقدسة أن مساجدها الثلاثة، نمرة في عرفات، والمشعر الحرام في مزدلفة، ومسجد الخيف في منى، مغلقة، ولا يجد الناس مكانا للصلاة فيها سوى عند أبوابها

المفارقة أن نحو مليوني حاج يصلون في موسم الحج يجدون كل رعاية واهتمام، في حين أن 6 ملايين معتمر، تخدمهم 50 شركة تعمل في خدمة المعتمرين، لا يجدون عُشر الاهتمام الذي يولى لموسم الحج

الأكيد أن المسؤولين عن شؤون الحج والعمرة يولون المشاعر المقدسة بالغ اهتمامهم، ولكن متى يتحول هذا الاهتمام إلى مشروع اقتصادي يلقي بظلاله ليس على زائري المشاعر المقدسة فحسب، بل على أبناء مكة المكرمة، خاصة وأنه ذو جدوى اقتصادية عالية كفيلة بتشغيل جميع الراغبين في العمل في منطقة مكة المكرمة وما جاورها



فهل يتم الالتفات لهذا الأمر أم يظل مقصورا على العبادة فحسب؟