القلعي درس بالحرم المكي وظل مفتيا 37 عاما

 

 

الأربعاء - 25 مارس 2015

Wed - 25 Mar 2015



ولد عبدالملك بن عبدالمنعم بن تاج الدين بن عبدالمحسن بن سالم القلعي بمكة المكرمة في منتصف القرن الـ 11 تقريبا، ونشأ في أسرة علمية، فوالده كان مفتيا لمكة، وجده من قبله أيضا كان مفتيا للأحناف بها.

درس القلعي كما جاء في كتاب «نشر النور والزهر» للمردادي، على يد والده الفقه الحنفي وغيره من العلوم، كما درس على يد الشيخ يحيى الحباب والشيخ علي بن عبدالقادر الصديقي، إضافة إلى قراءته على بعض الواردين إلى مكة المكرمة من العلماء كالشيخ عبدالله الشبراوي، حتى أتقن مجموعة من العلوم وفاق في العلم معاصريه، وتصدر للتدريس في المسجد الحرام، فتوجه إليه الطلبة وأفادوا منه، اشتهر بالزهد والتواضع والورع، وكان يتقن فنون العلم الغريبة، لذلك كان يضع كثيرا من الهوامش على الكتب، ويكتب عليها بعض التقارير والأبحاث.

وتولى الإفتاء على المذهب الحنفي في مكة المكرمة في 1191، وظل في هذا المنصب حتى وفاته أي أنه ظل مفتيا مدة 37 سنة، كما تولى الإمامة والخطابة في المسجد الحرام، وعندما أقام محمد علي باشا والي مصر في مكة لتنظيم بعض الأمور فيها، وردت إليه رسالة من السلطان العثماني محمود كتبها له شيخ الإسلام في الآستانة أي الإستنبول، فاختير الشيخ عبدالملك القلعي للرد على هذه الرسالة بما يناسب موضوعها، فرد عليها دون الرجوع إلى كتب أو مراجع، وكان رده على الرسالة متقنا، أعجب به الوالي المصري ومن معه من علماء مصر، وقد زاره الوالي محمد علي باشا في منزله وهو في مرض الموت، وتأسف على فقده.

وظل الشيخ عبدالملك القلعي على حاله من التدريس والإفتاء حتى وفاته في 1228، تاركا عددا من المؤلفات منها فتاوى في ثلاثة مجلدات، وشرح على متن الأجرومية، وشرح مختصر متن الكنز سماه حل الرمز.



[email protected]