واحد اتنين... ماما فين؟
تبحث في الفن السعودي عن لحن يليق بـ(ست الحبايب) في يومها العالمي المجيد، فلا تجد! وإن تكلفت العذر لـ(طلال مداح) بأنه كان يتيم الأم، وفاقد الشيء لا يعطيه؛ فما عذر (محمد عبده) وهو تربية أمه العظيمة؛ إذ نشأ يتيم الأب؟
تبحث في الفن السعودي عن لحن يليق بـ(ست الحبايب) في يومها العالمي المجيد، فلا تجد! وإن تكلفت العذر لـ(طلال مداح) بأنه كان يتيم الأم، وفاقد الشيء لا يعطيه؛ فما عذر (محمد عبده) وهو تربية أمه العظيمة؛ إذ نشأ يتيم الأب؟
الأحد - 22 مارس 2015
Sun - 22 Mar 2015
تبحث في الفن السعودي عن لحن يليق بـ(ست الحبايب) في يومها العالمي المجيد، فلا تجد! وإن تكلفت العذر لـ(طلال مداح) بأنه كان يتيم الأم، وفاقد الشيء لا يعطيه؛ فما عذر (محمد عبده) وهو تربية أمه العظيمة؛ إذ نشأ يتيم الأب؟
هنا يتجلى الموسيقار/ محمد النشار، بلحنين قدمهما عن طريق أطفال المدينة المنورة، البرنامج المتفق على تميزه من كل أبناء المملكة، منذ إنشاء التلفزيون، منتصف الستينات الميلادية، إلى أن اختطف، فيما اختطف من ثقافتنا، منذ (1980)!!
اللحن الأول هو: (أمي يا أمي/ حبيبتي يا أمي) من كلمات (مدني شاكر الشريف) وإخراج (حمزة قنديل)، ويكرس في الطفل (بعفوية شديدة) بعض ما تكرسه الأم فيه، من حب للعمل، وطموح لخدمة الوطن الأعظم!
وهو من غناء (إيمان سعيد وسوزان مرشد)، الثنائي (اللي يتَّاكِل أكل)، ككل بنات المدينة!
وإذا كان اللحن الأول يقدم الأم ببعض أفضالها وهي على قيد الحياة، فإن اللحن الثاني (واحد اتنين.. ماما فين؟) يقدمها ككل أشيائنا الجميلة التي لا نحس بقيمتها إلا حين نفقدها! وهو من كلمات (صوفيا القرشي) وإخراج (عزالدين كاتب)!
ولم يكن محمد النشار في العمل الثاني مجرد ملحن، بل هو شاعر، يتدخل في الكلمات بكل رقة وعذوبة، يعكسها اختياره لصوت (مريم جمال) الشجني، الذي لم تلد الساحة الفنية الخليجية مثله، ليس على مستوى الأطفال، بل على مستوى أعطى الزمنُ صدارتَه ـ بدق خشوم ـ لـ(كوكب الفرق): أحلام!
ولا ندري بهذه المناسبة: أندعو لتكريم الأم، وتخليد وفائنا لها بألحان متعوب عليها، ترتقي لمكانتها الدينية والاجتماعية؟ أم ندعو إلى تكريم الملحن السعودي الوحيد، الذي زرع في الطفولة حب الأم، من: (يا أول كلمة نطقها فمّي)، إلى آخر زفرة تذيب قلوبنا حزنا لفقدها: (أَحَكِّي مين واشكي لمين؟ ليه سبتيني ورحتي فين؟)
لقد ترك برنامج (أطفال المدينة) إرثا هائلا، من الأناشيد التي شكلت شخصية جيلين سعوديين على الأقل، ومن واجب وزارة الثقافة والإعلام أن تبادر إلى إحياء بعضه، وتوثيق جميعه، وصيانته، ليس من الضياع؛ بل من بعض الاجتهادات الفردية، التي ما زالت تشوِّهه حسب أهوائها الشخصية الصغيرة!!