التقليد والارتجال يغيبان نجوم الكوميديا عن المسرح السعودي

للكوميديا في السعودية قصة يحسب كثيرون أن بدايتها مع تخصيص مهرجان للكوميديا؛ أو ربما يدور بخلد البعض أن فجرها لم يبزغ إلا مع ستاند اب كوميدي؛ إلا أن القصة كان قد بدأ نسجها مع مسرح الإذاعة والتلفزيون الذي خرّج أسماء ما زالت لها تلك القدرة على انتزاع ضحكة من القلب بطريقة عفوية دون تكلف؛ منها عبدالله المفرح وعبدالعزيز الهزاع وحسن دردير والراحلان لطفي زيني وبكر الشدي بالإضافة لأسماء رسخت بصمتها عبر أثير الإذاعة السعودية.

كوميديا زمان

ارتباط الكوميديا اقترن بنسج شخصيات أصبحت لصيقة بنجوم كوميديا زمان؛ ما زالت تحل محل الأسماء الحقيقية؛ وهو ما يجعل من فن الكوميديا أمرا بالغ الصعوبة؛ كون الكوميديا لا تقف عند النكتة فقط! التي باتت الأكثر ارتباطا بالكوميديا الجديدة؛ الأمر الذي رسخ أسماء مثل «مشقاص» و»أبومسامح» و»أم حديجان» و»أبوعرام»؛ في الذاكرة سواء عبر الإذاعة أو التلفزيون، ومع أن الأمر حينها لم يكن مكلفا على طريقة الإنتاج وصناعة نجم؛ كونه كان أكثر ارتباطا بموهبة حقيقية؛ ووجود كتاب موهوبين وصناع للشخصية أمرهم رهن جلسة في مركاز العمدة؛ يتبادلون فيها الضحك والحكايات؛ التي تعمل بشكل تلقائي على بلورة شخصية كوميدية.

شخصيات يكررها نجوم الكوميديا الجدد

عملت شخصيات كوميدية رسمها نجوم كعباس التي أتقنها الفنان القدير يوسف الجراح؛ بالإضافة لبعض الشخصيات التي قام بأدائها القدير ناصر القصبي منها فؤاد؛ وأبومساعد التي مثلها الفنان عبدالله السدحان على رسم خطوط كوميدية انتهجها كثير من الشباب بدا تأثيرها الواضح في تقليد هذه الشخصية والعمل من خلالها على إضحاك جمهور متعطش للضحك باحث عنه للخروج من عنق زجاجة أزماته النفسية والمجتمعية الخانقة؛ والحصول على قسط من الترويح؛ إلا أن الأمر بالنسبة للكوميديين الجدد يتعلق بما هو أكثر جدية؛ وهو كيفية الخروج من عباءة التقليد إلى انتهاج خط كوميدي واضح وخاص؛ إلا أن ذلك لا يلغي وجود كوميديانات؛ برغم الارتجال الذي يعتمده نجوم الكوميديا حاليا ما يفقد بعضهم مهارة التواصل مع الجمهور ناهيك عن فقدهم الحضور المسرحي!