الخرزة الزرقاء تدفع الحسد

 

 

الاثنين - 16 مارس 2015

Mon - 16 Mar 2015



يعد سلوك المجتمع وعاداته مرآة للحضارة التي يرانا بها الآخرون، وهي تعكس صورة واضحة عن مجتمع بأكمله من حيث نمط التفكير، والمعيشة ومدى التطور لديه، والاعتقادات والتقاليد الموروثة الخاطئة التي تنتقل جيلا بعد جيل، ومع الاعتقاد الخاطئ بأن لبس الخواتم أو التعليقات ذات الخرز الأزرق تدفع العين والحسد عن الشخص الذي يداوم على ارتدائها.

تحولت «الخرزة الزرقاء» مع مرور الوقت من بين ثنايا الأساطير إلى موضة تتزين بها شريحة واسعة من السيدات والفتيات مرورا بالأطفال الصغار، ولم يتوقف اقتناؤها على الرغبة في الأناقة فقط، فمن السيدات من يسيطر عليهن شبح الاعتقاد أن لتلك الأنواع من الأحجار تأثيرا واسعا في دفع العين والحسد.

إنه موروث خاص وعنصر جمالي كما تراه ابتهال أبو رمش، التي بينت أنها تؤمن أن ارتداء خاتم يحمل خرزة زرقاء يدفع البلاء والحسد والعين، وهذا ما كانت تشاهد جدتها المرحومة تداوم على فعله عند كل حضور مولود جديد إلى العائلة تقوم بوضع عين زرقاء للطفل، وتلبس والدته خاتما أزرق ظنا منها أن ذلك سيحميهما من عين حاسدة أو حاقدة، وهذا ما درجنا على ممارسته دون علم بمدى الخطأ فيه، وغالبيتنا قد تأثر بذلك، وتقول «بعضنا أصبح لا يهتم في حين بعضنا الآخر بقي حريصا جدا على ارتدائها».

مختصة الدراسات الإسلامية الدكتورة طيبة أكدت أن اقتناء مثل تلك الأحجار خاصة ذات اللون الأزرق يعود إلى موروثات اجتماعية قديمة خاطئة، واندثرت منذ زمن بعيد جدا مع انتشار طرق التوعية في المؤسسات التعليمية واتساع ثقافة الفتيات وإدراكهن أنها مجرد خرافة، وقد ورد فيها فتاوى كثيرة من قبل تؤكد أن لبس الخواتم والقلادات الزرقاء للزينة يجوز، أما لبسها باعتقاد صاحبها النفع منها ورد العين فلا يجوز شرعا.

بينما ترى اﻻختصاصية اﻻجتماعية طيبة الإدريسي أن أمر الحجر اﻷزرق الذي يلبس للوقاية من العين ليس اعتقادا بل ينحصر في سبب علمي، وهو أن اﻷحجار لكل منها وظيفة، والحجر اﻷزرق أقدر الألوان على امتصاص اﻷشعة التي تبعثها عين الحاسد، فتتجمع الأشعة في الحجر لتخفف دخول تلك الأشعة إلى الجسد، علما أن لكل حجر خصائص أخرى في التفاعل مع جسد الإنسان، فمثلا الفيروز اﻷصلي يتأثر بمشاعر الشخص الذي يحمله، فعندما يحزن الشخص يتحول الحجر من اللون اﻷزرق إلى الأخضر، وهذا أمرا مجرب، وتقاس عليها بقية الأحجار كالزمرد والروبي وغيرها.