الكتبي درّسوا الفقه الحنفي والحديث في مكة قديما (1-3)
حملت أسر مكية عديدة لقب «الكتبي»، وكما هو واضح من ألقاب المهن أو الحرف، فهي النسبة إلى مهنة بيع الكتب، وهنا نتحدث عن أسرة السادة من آل الكتبي، والتي يعود نسبها إلى العالم الجليل محمد حسين الكتبي الإدريسي المولود في 1202هـ ، تلميذ العلامة أحمد الطهطاوي شيخ الحنفية بمصر، وصاحب الحاشية على الدر المختار المتوفى 1231هـ
حملت أسر مكية عديدة لقب «الكتبي»، وكما هو واضح من ألقاب المهن أو الحرف، فهي النسبة إلى مهنة بيع الكتب، وهنا نتحدث عن أسرة السادة من آل الكتبي، والتي يعود نسبها إلى العالم الجليل محمد حسين الكتبي الإدريسي المولود في 1202هـ ، تلميذ العلامة أحمد الطهطاوي شيخ الحنفية بمصر، وصاحب الحاشية على الدر المختار المتوفى 1231هـ
الخميس - 05 مارس 2015
Thu - 05 Mar 2015
حملت أسر مكية عديدة لقب «الكتبي»، وكما هو واضح من ألقاب المهن أو الحرف، فهي النسبة إلى مهنة بيع الكتب، وهنا نتحدث عن أسرة السادة من آل الكتبي، والتي يعود نسبها إلى العالم الجليل محمد حسين الكتبي الإدريسي المولود في 1202هـ ، تلميذ العلامة أحمد الطهطاوي شيخ الحنفية بمصر، وصاحب الحاشية على الدر المختار المتوفى 1231هـ.
وقد استقر محمد حسين الكتبي في مكة المكرمة في 1255هـ، ولأن تحصيله العلمي كان قويا تصدر للتدريس في المسجد الحرام بعد مجاورته، فكان يدرس الفقه الحنفي والحديث في حلقته التي افتتحها في الحرم المكي، وحين حصلت قضية الأوقاف السلطانية الشهيرة في زمن والي مكة العثماني حسيب باشا، وعصر السلطان محمود، والذي حاول انتزاع بعض الأوقاف من أيدي المنتفعين بها، وللخلاف الذي نشأ بين الوالي المذكور ومفتي مكة لمعارضته نزع الأوقاف، عزل الوالي مفتي مكة، وعين مكانه محمد الكتبي، إلا أن موقفه لم يختلف عن موقف سابقه، كما أن القضية انتهت بوفاة السلطان محمود وتولي السلطان عبدالمجيد، فعاد الميرغني للإفتاء وعزل الكتبي.
وبعد وفاة مفتي الأحناف عبدالله الميرغني 1273هـ، تقلد منصب الإفتاء محمد الكتبي مرة أخرى، وظل في هذا المنصب حتى وفاته في 2 جمادى الآخرة 1280هـ بمكة المكرمة، وكان يوم وفاته مشهودا، فحضر جنازته جميع علماء الحرم المكي وأعيان مكة وعوامها، كما نزل في جنازته الشريف حسين المعروف بالشهيد والشريف عون الرفيق، وقائم مقام مكة وغيرهم، وتعطلت لوفاته الدراسة في الحرم المكي ثلاثة أيام.
وقد ترك محمد الكتبي عددا من المؤلفات، منها مجموعة فتاوى جمعها ابنه محمد، وحاشية على كتاب الوقف من البحر، وله حاشية على شرح العيني على الكنز إلا أنه مات ولم يكملها، وله شرح على نظم الكنز وخاتمة على كتاب شرح الدرر، كما يشار إلى أنه ساعد شيخه الطهطاوي في وضع حواشي الدر المختار حين كان يدرس على يديه في مصر.
وبعد وفاة محمد الأب، انتقل ميراثه العلمي لابنه محمد صالح، والذي درس على يد والده في الحرم المكي، وأجيز بالتدريس، وكان يوصف بأنه فصيح اللهجة والعبارة، حسن الخط، ولحسن خطه كان ينسخ الكتب والرسائل العلمية، خاصة مؤلفات المكيين، فكان يكتب الكتب ويضبطها ويحليها بالهوامش والتعاليق المفيدة، مع التصحيح لما يوجد فيها من أخطاء، وكان من المقربين للشريف عبدالله محمد عون، وتوفي في الطائف رجب 1295هـ ودفن بها، وجميع آل الكتبي من هذه الأسرة الآن، هم من أبناء السيد محمد صالح كتبي والذي عقب سبعة من الأبناء هم: أحمد، نوري، أمين، حسن، محمد مكي، طاهر، عبدالهادي.
وقد تصدر للتدريس في الحرم المكي بعد وفاة محمد صالح كتبي ابنه محمد مكي كما تولى الخطابة والإمامة فيه، وقد ولد السيد محمد مكي كتبي بمكة المكرمة في 1280 هـ، ودرس على يد والده وغيره من علماء المسجد الحرام، وأخذ عن الواردين إلى مكة من العلماء، كالسيد محمد القاوقجي الحنفي، وبعد أن أذن له علماء الحرم المكي بالتدريس، افتتح حلقة خاصة به يدرس فيها، وعرف عنه حرصه على اقتناء الكتب، فكان يجمعها أو ينسخ منها ما يريده بخطه الجميل، إلا أنه مرض في آخر عمره فاعتزل في بيته، وبعد وفاته سنة 1323هـ، انتقلت وظيفته في الإمامة والخطابة إلى ابنه الأكبر حسين خلال فترة حكم الشريف علي باشا أمير مكة، إلا أن الشريف الحسين وبعد أن تولى إمارة مكة نقل هذه الوظيفة لعمه أحمد.
الكتبي درّسوا الفقه الحنفي والحديث في مكة قديما (1-3)
محمد الكتبي ناطق العصر والمادح الأمين (2-3)
أدباء أسرة الكتبي خدموا العلم منذ العهد الهاشمي (3-3)