حكة اليد استشعار بدنو المال من العدم

 

 

الاثنين - 02 مارس 2015

Mon - 02 Mar 2015



حكاية اليد اليمنى والحكة التي تصيبها، دليل لدى البعض على قرب تلقيه هدية، وغالبا ما تكون أموالا، هل هي خيال أم حقيقة، بالرغم من كونها خرافة إلا أنها انتشرت حتى وصلت جميع أرجاء المملكة دون استثناء، وتناقلتها الأجيال من عصر الأجداد والآباء حتى وقت قريب، إلا أن البعض بدأ يأخذها من باب الطرفة والتهكم في زمن أتخمته وسائل التقنية وبرامج التواصل الاجتماعي، لا سيما أنها تعد مخالفة شرعية.

وظل المسنون ممن عاصروا عدة أجيال يواصلون نقلها من باب الطرفة، إلا أن تكرارها أوقع البعض من الأميين في المحظور، في ظل غياب التوعية الفكرية والشرعية في ذلك الوقت، وعلى مدار عقود مضت، تناقل الناس خرافات عدة، منها أن الشخص في حال أصابته حكة في الأنف فهذا دليل على أنه سيحل ضيفا عند أحدهم وسيتناول وليمة طعام في أقرب وقت ممكن، فمنهم من يصدق ذلك ويظل ينتظر القدر لتحقيق حلمه إلى واقع، وإذا جاءت الحكة في الإذن اليمنى، فهذا دليل على أن هناك من يثني على المصاب ويمدحه، وعلى النقيض تماما، تأتي حكة الإذن اليسرى، إذ إنها تعني عند البعض أن هناك من يغتاب المصاب ويشتمه، إلا أن الخرافة التي قاومت مد العلوم والمعرفة والأكثر انتشارا تبقى خرافة «حكة اليد اليمنى واستشعارها بدنو المال».

ومن هنا، بدأ البعض يستغلها للتحايل على الظروف المعيشية الصعبة آنذاك، لتتحول إلى ديباجة استبشار يفرح بها المحتاج منتظرا «وعد اليد» المليئة بالأموال.

يحكى أن رجلا أصيب بحكة في باطن كفه اليمنى، وفرح بذلك ظنا بأن الأموال ستتدفق عليه، معتقدا أن مجيئها مسألة وقت فقط حسب اعتقادات تجرعها عن آبائه وأجداده ورسخوها في عقله الباطن بتكرارها، وتمر الأيام تلو الأيام حتى وصلت الحكة بالرجل إلى مرحلة «الهرش» حتى كاد يسلخ باطن كفه، وبعد أن ضرب اليأس آماله من تحصيل المال بكل سهولة، اتخذ قراره بالذهاب إلى طبيب مختص أكد بعد الكشف عليه أنه مصاب «بنوع من الحساسية».

يقول عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الشيخ صالح العصيمي «ما يتناقله البعض حول هذا الأمر وما يشابهه كله من الباطل والخرافة، ومن الأمور التي ما أنزل الله بها من سلطان»، وأضاف: إنها من آثار الجاهلية التي تشيع بين الناس، ومن الأمور التي تؤول بالإنسان إلى الشرك، فلا يجوز لمسلم أن ينطق بمثل هذا الكلام أو يقبل به.