الهندل.. جهاز الاتصال الذي لا يعرف الخصوصية

يعود دخول خدمة الهاتف إلى مكة المكرمة لنحو نصف قرن، وتحديدا في منتصف السبعينات الهجرية، إذ لم يكن الهاتف لا سلكيا كما هو الحال اليوم، لكنه كان هاتفا سلكيا يسمى»الهندل»، ويمر عبر أعمدة خشبية منصوبة في شوارع الأحياء، كما لم تكن الخدمة متوفرة للجميع، وكانت مرتبطة بالمركز، ويضبط الخدمة ويديرها شخص أطلق عليه اسم «سنترال»، وهو مسمى الجهاز الموزع، وكانت هناك مناطق محدودة في مكة تحتضن مراكز إجراء المكالمات، يفد إليها المستفيدون، أشهرها مركز القرارة، والمعابدة، والكيلو، والجديد

يعود دخول خدمة الهاتف إلى مكة المكرمة لنحو نصف قرن، وتحديدا في منتصف السبعينات الهجرية، إذ لم يكن الهاتف لا سلكيا كما هو الحال اليوم، لكنه كان هاتفا سلكيا يسمى»الهندل»، ويمر عبر أعمدة خشبية منصوبة في شوارع الأحياء، كما لم تكن الخدمة متوفرة للجميع، وكانت مرتبطة بالمركز، ويضبط الخدمة ويديرها شخص أطلق عليه اسم «سنترال»، وهو مسمى الجهاز الموزع، وكانت هناك مناطق محدودة في مكة تحتضن مراكز إجراء المكالمات، يفد إليها المستفيدون، أشهرها مركز القرارة، والمعابدة، والكيلو، والجديد

الأحد - 01 مارس 2015

Sun - 01 Mar 2015



يعود دخول خدمة الهاتف إلى مكة المكرمة لنحو نصف قرن، وتحديدا في منتصف السبعينات الهجرية، إذ لم يكن الهاتف لا سلكيا كما هو الحال اليوم، لكنه كان هاتفا سلكيا يسمى»الهندل»، ويمر عبر أعمدة خشبية منصوبة في شوارع الأحياء، كما لم تكن الخدمة متوفرة للجميع، وكانت مرتبطة بالمركز، ويضبط الخدمة ويديرها شخص أطلق عليه اسم «سنترال»، وهو مسمى الجهاز الموزع، وكانت هناك مناطق محدودة في مكة تحتضن مراكز إجراء المكالمات، يفد إليها المستفيدون، أشهرها مركز القرارة، والمعابدة، والكيلو، والجديد.

معتوق بيطار، من قدامى سكان مكة، شهد أيام عمل «الهندل»، يصف آلية عمل السنترال بقوله: عملية الاتصال كانت تتم وفق آلية محددة، فحينما تريد الاتصال ترفع السماعة وتطلب من السنترال اسم الشخص الذي تريد مكالمته، ثم تغلق الخط، فيتصل السنترال بالطرف الآخر، ويعيد الاتصال بك، ليوصلك بالطرف الآخر.

وأشار إلى أن من مميزات السنترال امتلاكه لعناوين وأرقام جميع الأشخاص الذين يتم طلبهم، مبينا أن الهواتف كانت لها أسلاك معلقة على أعمدة، ومن يرغب بهاتف في بيته يمد له سلك.

أما السنترال فيكون متمركزا في موقع يربط جميع المتصلين ليحول الاتصالات للمستفيدين، مؤكدا ندرة الهاتف الهندل، إذ تجد في الحي الواحد أجهزة لا تتعدى 3 إلى 4 هواتف لدى شخصيات معروفة أو موظفين في إدارات مهمة.

وأشار بيطار إلى أن من أبرز العيوب التي كان يتعرض لها هاتف الهندل كثرة الأعطال، وسقوط الأعمدة الخشبية وانقطاع الأسلاك الموصلة للخدمة، وإصلاحها يضطلع به شخص يعرف بـ «المعمر».

ويذكر أن خدمة الهاتف لم تكن تعرف الخصوصية، إذ بإمكان موظف الهاتف الاستماع إلى المكالمة أثناء التوسط بين طرفيها، وظل ذلك الأمر حتى نهاية الثمانينات الهجرية حينما بدأت وزارة المواصلات تأسيس الهاتف الآلي الذي دخل الخدمة في1391 هـ تقريبا، وحينها بدأ الناس يزهدون في السنترال، إذ اقتحم الهاتف الآلي المنازل والمحال التجارية، لتعقبه خدمة البيجر، ثم هاتف السيارة، لتكتمل في 1416 الخدمات المتطورة للاتصالات بدخول الهاتف اللاسلكي «الهاتف النقال»، والذي ربما استغنى الناس به عن الهاتف الثابت، لتأتي خدمات التلكس والفاكس، ثم فترة أجهزة التواصل الالكتروني عبر الانترنت.