لا تثقوا بالمثقفين
الذين يكتبون مقالات يومية، أو أسبوعية، أو مؤلفي الكتب، (لست من ضمنهم طبعاً)، ليس من المناسب الجدل معهم حول سلوكهم، أحدهم يكتب مقالاً جميلاً ورائعاً عن أزمة
الذين يكتبون مقالات يومية، أو أسبوعية، أو مؤلفي الكتب، (لست من ضمنهم طبعاً)، ليس من المناسب الجدل معهم حول سلوكهم، أحدهم يكتب مقالاً جميلاً ورائعاً عن أزمة
الثلاثاء - 09 ديسمبر 2014
Tue - 09 Dec 2014
الذين يكتبون مقالات يومية، أو أسبوعية، أو مؤلفي الكتب، (لست من ضمنهم طبعاً)، ليس من المناسب الجدل معهم حول سلوكهم، أحدهم يكتب مقالاً جميلاً ورائعاً عن أزمة المرور والسلامة، وعندما تجادله (عزيزي المثقف: لماذا تقطع الإشارة الحمراء)، يجيبك بفلسفة تقتلك: أولاً هذا يسمى تجاوزاً وليس قطعاً للإشارة، وهناك جدل لغوي حول الفرق بين الكلمتين (حتى تقول: ليته سكت من فلسفته) ثم يضيف: (هناك فرق بين نص القانون الذي يمنع قطع الإشارة، وروح القانون عندما تكون في عز الظهر لا يوجد إلا أنت فيها) (الله أكبر، لم تفهم نص القانون وروحه إلا في تجاوزاتك المرورية ؟!)
أحد المثقفين كان يرمي مخلّفات رحلته اليومية على الأرض، وعندما جادلته، برر ذلك بأنه يرمي الزبالة ليخلق فرصة عمل لعمال النظافة في الشوارع، وأشار إلى أن هذا من بركات هذا البلد المعطاء، وأن العامل المسكين لم يحظ بفرصة عمل فحسب؛ بل فرصة الحج إلى بيت الله، بمناسبة قدومه لها، وأنه لم يحتج لقوائم الانتظار في بلده، وبالغ أخي المثقف حول عامل النظافة، وقال إنه يمكن أن يكون استقدم أمه وأباه وأخته وأخاه وفصيلته التي تؤويه أيضاً (يا أخي هذا مش عامل نظافة، هذا الذي تتحدث عنه أستاذ جامعة متعاقد معه أو مستثمر أجنبي).
أحد الأصدقاء المثقفين جداً، ناقشته حول موقفه من التدخل الأمريكي في العراق، والتشابه بينه وتدخل أمريكا في أفغانستان، فدافع عن فكرته بكل قوة، ودافعت بكل قوة، ولما أحرجته قال لي: (اكتب عن النقل الجماعي)، وفيه إشارة ساخرة إلى آخر مقال لي عن الخطوط السعودية، في سرعة غضبه وعدم وجود روح الحوار عنده (على الأقل اعتبرني عبدالله المديفر في برنامج في الصميم واحترم رأيي يا أخي).
الرجل المسن الذي عاد إلى سيارته، ووجد شخصا أغلق عليه الطريق، انتظر مدة طويلة، فجاء المثقف الذي اعتذر بلغة راقية، فسأله الرجل العجوز: الأخ مثقف ومتعلم؟ قال الرجل نعم، أنا أستاذ جامعي ولي عدة مؤلفات، متوقعاً أن يطلب الرجل كرته، فقال: عرفت من لغتك أنك مثقف ومتعلم ويا خسارة التعليم فيك والثقافة التي لم تعلمك كيف توقف سيارتك بشكل صحيح!