نقص الخدمات يفقد الجبل الأسود رونقه
من قمته ستلامس السحاب، ويأسرك جمال الطبيعة الخلاب، وخضرة ممتدة من قمته الشاهقة إلى منحدراته التي ستبقي كل شيء جميلا في الذاكرة عن روعة المكان وجماله وحسن استقبال ساكنيه
من قمته ستلامس السحاب، ويأسرك جمال الطبيعة الخلاب، وخضرة ممتدة من قمته الشاهقة إلى منحدراته التي ستبقي كل شيء جميلا في الذاكرة عن روعة المكان وجماله وحسن استقبال ساكنيه
الاثنين - 08 ديسمبر 2014
Mon - 08 Dec 2014
من قمته ستلامس السحاب، ويأسرك جمال الطبيعة الخلاب، وخضرة ممتدة من قمته الشاهقة إلى منحدراته التي ستبقي كل شيء جميلا في الذاكرة عن روعة المكان وجماله وحسن استقبال ساكنيه.
الجبل الأسود هو أحد أعلى القمم بمحافظة الريث بمنطقة جازان، وأحد الأماكن السياحية التي ما زالت بحاجة إلى الكثير من الاهتمام وتوفير الخدمات لتكون وجهة سياحية يقصدها السياح والباحثون عن اعتدال الجو وجمال الطبيعة.
وعلى الرغم من المقومات الطبيعية واعتدال الجو على قمة الجبل واتساع رقعته، إلا أن الخدمات ـ خاصة الضرورية ـ ما زالت تنقصه، إضافة إلى وعورة الطريق، الأمر الذي يؤرق ساكني الجبل وقاصديه من داخل المنطقة وخارجها.
معاناة الطرق
تقف وعورة الطريق عائقا كبيرا ومستمرا أمام قاصدي الجبل الأسود، خاصة السياح الراغبين في الاستمتاع بالأجواء المعتدلة والخضرة الممتدة.
ويبلغ طول الطريق من محافظة الريث إلى قمة الجبل الأسود 18 كلم طلوعا ونزولا، ودائما ما تكون هناك انهيارات صخرية.
ولم تعد هذه المعاناة تؤرق ساكني الجبل أو السياح فقط، بل شاركهم في ذلك المسؤولون، حيث أكدوا من خلال حديثهم لـ»مكة» أن خدمات الطرق ما زالت تشكل العائق الكبير في تطور المناطق الجبلية لتكون آمنة لساكني الجبال وزواره.
وتحدث شيخ شمل قبائل الجبل الأسود (أحمد معشي العزي) عن أهم هذه الطرق التي تعتبر شريان حياة بالنسبة لهم، طريق رخية – الجبل الأسود بمسافة 6 كلم، والذي جرى الانتهاء منه قبل سنتين، ولكنه لم يصن ولم يوسع، وجرت بعض المخاطبات ولكن المعاناة ما تزال مستمرة، خاصة وقت هطول الأمطار والانهيارات الصخرية التي تقف شاهدة على عدم الاهتمام والتقصير.
وأضاف أن من الطرق أيضا طريق قرية الحرف التابعة للجبل الأسود.
وهذا الطريق بطول 3 كلم ويلتقي مع مفرق (الريث – عمود)، وتُعزل هذه القرية بمجرد هطول الأمطار أو جريان السيول، وتمتد هذه العزلة لأكثر من ثلاثة أيام في بعض الأحيان، مشيرا إلى أن الطريق تابع للبلدية وجرى الرفع بإنشاء جسر يربط القرية بالطريق العام ولكنه لم ينفذ.
المستوصف
وأفاد العزي أن المطالبة بمستوصف بدأت قبل 23 سنة، واستؤجر مبنى له قبل سنتين، وأثث ببعض الأثاث ولكنه مغلق حتى الآن، والسبب ـ كما تقول الشؤون الصحية ـ عدم توفر كوادر طبية.
سياح بلا خدمات
وفي جولة «مكة» في قمة الجبل الأسود التقينا بعدد من الشباب القادمين من محافظة جدة إلى الجبل الأسود نظرا للأجواء التي يتمتع بها بعد سماعهم عنه، مشيرين إلى أنهم كانوا يفضلون المكوث أكثر، لكن المكان ينقصه الكثير من الخدمات الضرورية، ومن أهمها السكن المناسب للنوم فيه.
مطل وحيد
وقال جابر العزي (مواطن) إن هناك عددا من الخدمات التي يحتاجها الجبل للأسود لجلب الزوار، حيث لا يوجد سوى مطل وحيد «مطل السحاب»، وهو كل ما قامت بتنفيذه بلدية الريث، مشيرا إلى أن الذين يحتاجون للخدمات ليسوا السياح فحسب، بل إن ساكني الجبل أيضا محرومون من هذه الخدمات، حيث لا توجد أماكن ترفيهية ولا متنزهات يمكن اللجوء إليها، فأصبح الأهالي يتجهون إلى مناطق أخرى للتنزه مع ما في الجبل الأسود من مقومات.
مركز الجبل جديد
رئيس مركز الجبل الأسود بمحافظة الريث التابعة لمنطقة جازان، حمد بن مستور القحطاني، أفاد أن الجبل يشهد كثافة من قبل السياح لما يتميز به من خضرة وطبيعة خلابة تجعل السائح يستمتع بقضاء وقته، مبينا أن المركز لم يمض على إنشائه سوى أربعة أشهر، حيث جرى اعتماده في 1/9/1435، ولم يفتتح بعد عيد الفطر المبارك، وعلى عاتقه مسؤولية كبرى لتوفير كل الخدمات التي يحتاجها السائح.
وأضاف أنه جرى عمل مطل في قمة الجبل، وهناك اتفاق مع شيخ شمل الجبل الأسود لبحث أماكن لتهيئتها للسياحة، «ونحن في طور توفير شقق مفروشة».
وأشار القحطاني إلى أنه جرت مخاطبة بلدية الريث لتوفير مكتب خدمات ليقوم بمتابعة المطاعم والمحلات التجارية وما تقدمه، وكذلك ليسهل على ساكني الجبل عناء الذهاب إلى محافظة الريث حيث سيتم استلام كل ما يتعلق بمعاملاتهم من خلال هذا المكتب، مبينا أن المركز وفر المقر لكي يتم الاستعجال لاعتماد مكتب الخدمات.
المحافظ: نفتقر للخدمات
وقال محافظ محافظة الريث عثمان الراجحي: يعتبر مركز الجبل الأسود من روائع منطقة جازان الطبيعية، جوا ونقاوة، فضلا عما يتميز به من هدوء، إلا أننا وبكل صراحة ما زلنا نفتقر إلى الخدمات التي من شأنها جذب السائح، ومن ذلك الطرق والخدمات السياحية الأخرى كالفنادق والمطاعم، مشيرا إلى أن الطريق الرئيسي الذي يربط مقر المحافظة بالجبل الأسود لا يزال خطيرا ويحتاج إلى توسعة وحماية.
وأضاف الراجحي: ندعو هيئة السياحة لتقديم خدماتها وإثبات وجودها في هذا المنتجع الطبيعي الرائع، وجذب رجال الأعمال لتنفيذ الخدمات السياحية المهمة في ظل المقومات الطبيعية والآثار والمباني الأثرية التي هي محط اهتمام الكثير من السياح، ولاسيما السائح الغربي.
وأكد أن الجميع في المحافظة سيسعى لتسهيل كل الإمكانات لتمكين رجال الأعمال والهيئة للاستثمار في هذه الأماكن السياحية البكر، والتي لا تقتصر على الجبل الأسود فحسب، بل تمتد إلى وادي لجب، حيث المعجزة الإلهية الرائعة وجبال القهر التي لا تقل روعة وجمالا عن الجبال الأسود.
الأمانة والسياحة غائبتان
«مكة» حاولت التواصل مع مدير فرع هيئة السياحة بمنطقة جازان المهندس رستم كبيسي لأخذ رأيه حول الموضوع، وهل هناك نية لاستثماره سياحيا، إلا أنه لم يرد على اتصالاتها، كما توجهت بعدد من الاستفسارات إلى المتحدث الإعلامي لأمانة منطقة جازان طارق الرفاعي حول نقص عدد من الخدمات في الجبل الأسود إلا أنه مضى أسبوع على إرسالها ولم ترد منه إجابة.