الزحام يفجر القريحة الشعرية لسائقي الأجرة
أساليب عديدة يتخذها سائقو سيارات الأجرة أثناء ساعات عملهم للتغلب على التوتر الناجم عن الزحام المروري بجدة، ولكنها في نهاية المطاف تجعلهم يصقلون مواهب مدفونة لديهم، فمنهم من تفجّرت قريحته الشعرية لنظم قصائد ارتجالية خلال وقوفه بين طوابير السيارات
أساليب عديدة يتخذها سائقو سيارات الأجرة أثناء ساعات عملهم للتغلب على التوتر الناجم عن الزحام المروري بجدة، ولكنها في نهاية المطاف تجعلهم يصقلون مواهب مدفونة لديهم، فمنهم من تفجّرت قريحته الشعرية لنظم قصائد ارتجالية خلال وقوفه بين طوابير السيارات
الأحد - 01 مارس 2015
Sun - 01 Mar 2015
أساليب عديدة يتخذها سائقو سيارات الأجرة أثناء ساعات عملهم للتغلب على التوتر الناجم عن الزحام المروري بجدة، ولكنها في نهاية المطاف تجعلهم يصقلون مواهب مدفونة لديهم، فمنهم من تفجّرت قريحته الشعرية لنظم قصائد ارتجالية خلال وقوفه بين طوابير السيارات.
ويرى سائق الليموزين محمد القرني، أن وقته لا يسمح له بنظم الشعر سوى في السيارة، لافتا إلى أنه أحيانا لا يستطيع تشغيل الموسيقى نظرا لتذمر الركاب، في حين لا يحبذ القنوات الإذاعية التي يصفها بـ»المزعجة»، قائلا: «أحب الشعر، وأسلي نفسي إما بنظمه أو ترديد قصائد لشعراء شعبيين كي أنسى الزحام، حيث ألقي القصيد على مسامع زبائني ممن أعرفهم منذ وقت طويل، بينما أردده بيني وبين نفسي عندما يصادفني راكب جديد».
وذكر أن بعض الركاب يحبون فتح أحاديث مع سائقي سيارات الأجرة، ومن بين مواضيع عديدة يعرج معهم على الشعر، ويبدأ في الإلقاء إذ ما شعر برغبة الراكب في الاستماع للقصائد، موضحا أنها طريقة جيدة لاكتساب أكبر قدر ممكن من العلاقات الاجتماعية أيضا.
بينما يشير السائق أحمد البهكلي، إلى أن معظم الراكبين معه يحبون الشعر الاجتماعي، ما يحفزه على كتابة قصائد كثيرة يسلي بها زبائنه ليطوي لحظات الانتظار التي قد تمتد إلى ساعات أثناء تنقله بهم من شارع لآخر.
وقال: «في بداية عملي على سيارة الأجرة، كنت أخسر بعض الأحيان ركابا نتيجة عصبيتي وانفعالي في الزحام، وبالصدفة أراد راكب تهدئتي فألقى عليّ قصيدة لأحد الشعراء الكبار، فاستهوتني الفكرة وأصبحت أطبّقها كلما شعرت بالتوتر، لا سيما وأنني أنظم الشعر بالوراثة كوالدي وأعمامي».
ويبيّن أن غربته بعيدا عن أهله تساعده أيضا في كتابة قصائد معبّرة، ويضيف: «كل شيء يمكن فعله في الزحام، ولكن الشعر يلامس الوجدان، وبالتالي يخفف من حدة الانفعال التي تنتابني أثناء القيادة».