عقلة الأصبع العدواني

من المعروف أنك حين تشير إلى أحدهم بالسبابة مهددا فأنت في الواقع تشير إلى نفسك بباقي الأصابع، فلا تغتر بنفسك أو كما نقولها في مصر «أوعى يغُرك جسمك»، فـ»عقلة الأصبع» مثلا هي أقصر مخلوق لكنها أقوى منوم للأطفال! والأصابع أنواع وأشكال ولها استخدامات مختلفة، وهناك من الشخصيات في حياتنا من نشعر أنهم مثل «الأصابع الزائدة» لا يفعلون شيئا غير تشويه المنظر! وإن كانت بعض المأكولات تجعلنا نأكل «أصابع اليد» وراءها فبعض الأفعال تجعلنا نعض «أصابع الندم» بعدها.

من المعروف أنك حين تشير إلى أحدهم بالسبابة مهددا فأنت في الواقع تشير إلى نفسك بباقي الأصابع، فلا تغتر بنفسك أو كما نقولها في مصر «أوعى يغُرك جسمك»، فـ»عقلة الأصبع» مثلا هي أقصر مخلوق لكنها أقوى منوم للأطفال! والأصابع أنواع وأشكال ولها استخدامات مختلفة، وهناك من الشخصيات في حياتنا من نشعر أنهم مثل «الأصابع الزائدة» لا يفعلون شيئا غير تشويه المنظر! وإن كانت بعض المأكولات تجعلنا نأكل «أصابع اليد» وراءها فبعض الأفعال تجعلنا نعض «أصابع الندم» بعدها.

السبت - 03 يناير 2015

Sat - 03 Jan 2015



من المعروف أنك حين تشير إلى أحدهم بالسبابة مهددا فأنت في الواقع تشير إلى نفسك بباقي الأصابع، فلا تغتر بنفسك أو كما نقولها في مصر «أوعى يغُرك جسمك»، فـ»عقلة الأصبع» مثلا هي أقصر مخلوق لكنها أقوى منوم للأطفال! والأصابع أنواع وأشكال ولها استخدامات مختلفة، وهناك من الشخصيات في حياتنا من نشعر أنهم مثل «الأصابع الزائدة» لا يفعلون شيئا غير تشويه المنظر! وإن كانت بعض المأكولات تجعلنا نأكل «أصابع اليد» وراءها فبعض الأفعال تجعلنا نعض «أصابع الندم» بعدها.

والأصابع متغلغلة في أفكار البشرية؛ فكان العبرانيون القدامى مثلا يقيسون الأطوال بالأصبع قبل استخدام البوصة والشبر والمتر. وفي المعتقد اليهودي من الشائع استخدام مصطلح «أصبع الله» للتعبير عن كتابة الوحي. أما في المعتقد المسيحي فتوجد أصبع شهيرة هي «أصبع توما»، أحد حواريي سيدنا عيسى عليه السلام، والذي تبعا للقصة وضع أصبعه في جرح سيده ليتأكد من شخصيته. وحين رسم دافنشي «يوحنا المعمدان» جعله يرفع السبابة ليؤكد على أهمية السماء، وحين رسم رافاييل «أفلاطون» جعله يرفع السبابة ليؤكد على أهمية العقل.

والأصابع لها دلالات كثيرة وإيحاءات أكثر؛ فإذا رفعت أصبعا واحدة (الإبهام) فأنت موافق، وإن خفضتها فأنت مستاء، وإذا رفعت أصبعين (السبابة والوسطى) فأنت منتصر، وإذا رفعت ثلاث أصابع (الوسطى والبنصر والخنصر) فأنت تتوعد، وإذا رفعت كل أصابعك مع فتحها فأنت تخشى الحسد، أما إذا رفعتها جميعا مع ضمها فأنت نازي! و»إن كنت ناسي أفكرك»، فمعظمنا يحمل ذكريات سلبية مع أصبع «البنصر» لأنها أصبع خاتم الزواج. وأى شخص يتمنى أن يشير إليه الناس بالبنان، وبالفعل نحن قد نقبل أن تشير إلينا جميع الأصابع لكننا نخشى فقط من «أصابع الاتهام» التي قد تحيلنا لـ»أصابع القضاء» التي توضع في عين أي شخص بلا تفريق. أما النساء فتخاف من «أصابع الزمن» وما قد تفعله بهن، وكما يقول الشاعر «ذوالأصبع العدوانى»: «وكنت أمشي على الرجلين معتدلا، فصرت أمشي على ما تنبت الشجر». وأنا شخصيا لا أخشى أحد أكثر من ذي «الأصابع الذهبية» الذي يقابلني عادة في أتوبيس النقل العام فيكشف غطائي المالي ويجعلني أكمل الشهر على المعونات. فذوالأصابع الطويلة يصلح للعمل كلص أو كعازف، وكلاهما في بلادنا (السرقة والعزف) فنون ولها مبدعوها! في مصر تمثال شهير يسمى «أبوأصبع» لرجل جالس على حصان ويرفع سبابته اليمنى، هو تمثال لإبراهيم باشا، الابن الأكبر لمحمد على باشا حاكم مصر الشهير، وقد أثارت صناعته أزمة وجدلا بين مصر وتركيا، ولكن هذه حكاية أخرى.