الموفق موافق.. وجمعية مساندة كبار السن
للمبادرات الشخصية مكانتها في حياة الناس وفي المجتمعات هناك أكثر من ضرورة لأن يبادر أفراد أو جماعات أو مؤسسات خيرية أو غيرها لتلمس حاجات المحتاجين والقيام بمساعدة من تدعو الحاجة لمساعدته. كنا مجتمعا بسيطا غير مركب يعرف الناس فيه أحوالهم ويتعاونون فيما بينهم ويظهرون ضروبا من التواصل الدائم المستمر،
للمبادرات الشخصية مكانتها في حياة الناس وفي المجتمعات هناك أكثر من ضرورة لأن يبادر أفراد أو جماعات أو مؤسسات خيرية أو غيرها لتلمس حاجات المحتاجين والقيام بمساعدة من تدعو الحاجة لمساعدته. كنا مجتمعا بسيطا غير مركب يعرف الناس فيه أحوالهم ويتعاونون فيما بينهم ويظهرون ضروبا من التواصل الدائم المستمر،
الثلاثاء - 02 ديسمبر 2014
Tue - 02 Dec 2014
للمبادرات الشخصية مكانتها في حياة الناس وفي المجتمعات هناك أكثر من ضرورة لأن يبادر أفراد أو جماعات أو مؤسسات خيرية أو غيرها لتلمس حاجات المحتاجين والقيام بمساعدة من تدعو الحاجة لمساعدته. كنا مجتمعا بسيطا غير مركب يعرف الناس فيه أحوالهم ويتعاونون فيما بينهم ويظهرون ضروبا من التواصل الدائم المستمر، وقل أن يخفى حال أحد على من حوله من أقرباء أو جيران وأصدقاء وغيرهم هذا ما كان، أما ما صرنا إليه فشيء مختلف حيث ابتلعتنا المدينة الكبيرة بكل تعقيداتها ومشاكلها وظروف الحياة الصعبة التي يعيشها بعض الناس فيها فاختفت صورة التلاحم الموجود في الماضي، وولدت في أحشاء المدينة كثير من المشاكل الاجتماعية بأنواعها من فقر ومرض وحاجة ولا يجد هذا النوع من أهل الحاجات الذين يعيشون الظروف الصعبة في المدينة ما كان يمكن أن يجدوه في مجتمعاتهم الصغيرة المفتوحة.
ومع أن المدينة تخلق مشاكلها فهي تخلق حلولها أيضا ومن حلول المدينة للفئات التي نتحدث عنها وجود الجمعيات الخيرية التي تبحث حاجات المحتاجين وتساعد الضعفاء والمساكين وتتلمس ما يستجد في الحياة من صعوبات لا يخلو منها المجتمع في أي صورة كانت، ولمساعدة الناس وجد صفوة من أهل الخير جعلوا حاجات الناس هما من همومهم وسخروا قدراتهم العلمية والاجتماعية والمالية كل على قدر استطاعته وما تخصص به لصالحهم، من هؤلاء أخونا الدكتور موافق فواز الرويلي وفقه الله عضو مجلس الشورى وأستاذ التربية في جامعة الملك سعود كان له مبادرة غير مسبوقة في كشف فضائح السوق السوداء لشراء الشهادات المزيفة التي لم يلتفت إليها أحد قبله فنهض تطوعا لكشف ما رآه يضر بمصالح الناس ويخاطر في مستقبلهم العلمي والعملي، وقد آتت جهوده وهو فرد أكلها فأصبح يتبرأ من هذه الشهادات بعض حامليها، وينكشف البعض الآخر فلا يستطيع المواجهة ولا الصمود أمام نظرة الناس له واستنكارهم لعمله.
اليوم يقوم موافق بمبادرة أكثر أهمية وأكثر حاجة في المجتمع وهي دعوة لتأسيس جمعية خيرية تعتني بحقوق فئة هامة في المجتمع هم المسنون من الرجال والنساء ومن كل طبقات المجتمع الفقراء والأغنياء والقادرين ماديا وغير القادرين وقضية هؤلاء قضية مسكوت عنها لأسباب كثيرة اجتماعية وغير اجتماعية. المسنون يحتاجون إلى رعاية خاصة وعون من الجميع سواء من الجهات المسؤولة عنهم أو الناس الذين يبلغ عندهم بعض أقاربهم عمرا يحتاج معه إلى خدمة وعناية خاصة لا يستطيع توفيرها لهم قطاع كثير من الناس.
وهذه الجمعية كما سمعت ستهتم بحقوقهم وما يجب لهم وليس المساعدات المادية فحسب، وأهم ما تسعى له تعريف الناس بحق المسنين والتبجيل والاحترام لهم والتعامل الحسن معهم وتوقيرهم وحمايتهم والدفاع عن مصالحهم والمطالبة بتسهيل الخدمات التي يحتاجون إليها ومن أهمها وجود أطباء متخصصين بالشيخوخة ومثلهم متخصصين في الخدمات الاجتماعية ونشر دور الإيواء وزيادة العدد الموجود منها ومتابعة حالة من يعيشون مع أقربائهم حيث تراقب الجمعية المعاملة التي يعامل بها كبير السن العاجز فقد تجبر العادات والتقاليد الاجتماعية أهلهم أو أقاربهم على بقائهم معهم ورعايتهم، ولكنها رعاية ناقصة وبقاء مؤلم للكبير ولمن يكفله من أهله فيعانون من سوء الخدمة المقدمة لهم، إما لعجز مادي قاهر، وإما لانشغال الأقرباء عنهم بأمورهم ولا سيما من يعيش مع أقرباء من الدرجة الثانية، وكل من سيقرأ هذه الكلمة لا بد أنه يتذكر حالة يعرفها لكبار السن وما يواجهون من مصاعب في خريف عمرهم وقد بدأت حاجة المسنين تظهر وتكبر وتتسع مع العناية الصحية التي يحصلون عليها فكثر عدد من يحتاجون إلى العناية حتى لو كانت أحوالهم المادية حسنة.
الجديد في هذه الجمعية أن هدفها هو توعية الناس بحقوق المسنين والحث على الاعتبارات المعنوية لهم والتعريف بها والدفاع عنها وتخفيف ما يواجهون من المشكلات عند تقدمهم بالعمر. أدعو لشد أزر هذه الجمعية وشد أزر الذين بادروا واستجابوا لدعوة الدكتور موافق وأولهم الأستاذ الدكتور أحمد العيسى صاحب كتاب إصلاح التعليم، ومن معهم وشكرا لهم جميعا كلل الله جهودهم بالنجاح.