الثعلب لا يأكل العنب

إياك أن تأكل (عنبا) إذا قدمه لك (ثعلب)، وعليك أن تستوعب وبسرعة أنه يريد خداعك، ليحقق فائدة أكبر من قيمة وأهمية العنب المقدم لك. فالحذر، الحذر، الحذر، من الثعالب. وما أكثرهم في وطني، إن (المكر) و(العنف الناعم)، اللذين يظهران من سلوكيات الثعلب كأنهما دلالة سخط للانتقام من الآخر دون أسباب،

إياك أن تأكل (عنبا) إذا قدمه لك (ثعلب)، وعليك أن تستوعب وبسرعة أنه يريد خداعك، ليحقق فائدة أكبر من قيمة وأهمية العنب المقدم لك. فالحذر، الحذر، الحذر، من الثعالب. وما أكثرهم في وطني، إن (المكر) و(العنف الناعم)، اللذين يظهران من سلوكيات الثعلب كأنهما دلالة سخط للانتقام من الآخر دون أسباب،

الثلاثاء - 02 ديسمبر 2014

Tue - 02 Dec 2014



إياك أن تأكل (عنبا) إذا قدمه لك (ثعلب)، وعليك أن تستوعب وبسرعة أنه يريد خداعك، ليحقق فائدة أكبر من قيمة وأهمية العنب المقدم لك. فالحذر، الحذر، الحذر، من الثعالب. وما أكثرهم في وطني، إن (المكر) و(العنف الناعم)، اللذين يظهران من سلوكيات الثعلب كأنهما دلالة سخط للانتقام من الآخر دون أسباب، ولكن تفضحها الأحقاد الناشئة عن عقيم منقسم داخل النفسية. 

***

أمر يحيرني وأنا صاحب التجربة الطويلة والعميقة والشاقة والمؤلمة والمحزنة، أنني ألحظ وبقوة أن المجتمع أمره غريب وحاله محزن. حيث هو أول من يقف ضدي حين أنتقد أي جهاز حكومي يرتبط بعلاقة مع حاجة المواطن والمجتمع. بل وجدت أن بعضهم يبالغ في نفاقه ويدافع بوقاحة وقلة أدب عن المسؤول الذي يقود ذلك الجهاز. ومثال ذلك ما يقع من بعض المطوفين الذين يدافعون عن المسؤولين بالحج، وهذا حقهم، ولكن مصلحة الوطن ترتقي على المنافع الشخصية. ثقوا أنني في حيرة من أمري مع مجتمعي. فالبعض أصبح سيدا في إثارة المطامع والعمل على تدحرج في الفضائل الأخلاقية التي تتعارض مع الشهوات المختلفة. وسلوك كهذا يعمل على تخفيض ثمن الكرامة. 

***

لقد زرعوا ومنذ الطفولة فينا (الكراهية) و(الكره) و(التكاره) فأصبحنا شعبا يكره كل شيء وبدون مسببات للكراهية. فالكراهية جعلتنا نتصدى بعضنا لبعض لأتفه الأسباب وأوهنها. والكراهية أخطر وأعقد وأشرس الأمراض الإنسانية. لهذا جعلنا وسيلة تفاهمنا هي (التوحش)، و(الشراسة)، نحتاج إلى إيقاظ الوازع الديني في دواخلنا. 

***

خطبة معالي الشيخ العالم الجليل الورع صالح بن حميد في “خطبة الجمعة” بشهر محرم 1436هـ. من أقوى وأجمل وأفضل الخطب السياسية الناضجة. ففيها عبر ومواعظ وتحذيرات شديدة الأهمية. ونحن في أمس الحاجة لمثل هذا الخطاب السياسي والديني والاجتماعي الواعي والحضاري. بل خطبة اليوم. هي (خطاب تنويري) نحن في أمس الحاجة لمثله. أرجو ممن لم يسمعها الإنصات إليها عميقا. ووجهوا أبناءكم وبناتكم للاستماع إليها. 

والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض، وأثناء العرض.