حي الدواسر الجار المنسي لأمانة الشرقية

شارع واحد، يفصل بين مبنى أمانة المنطقة الشرقية في الدمام، وماض لم تمسّه يد التحديث، منذ تأسس قبل سبعين عاما

شارع واحد، يفصل بين مبنى أمانة المنطقة الشرقية في الدمام، وماض لم تمسّه يد التحديث، منذ تأسس قبل سبعين عاما

الأحد - 30 نوفمبر 2014

Sun - 30 Nov 2014



شارع واحد، يفصل بين مبنى أمانة المنطقة الشرقية في الدمام، وماض لم تمسّه يد التحديث، منذ تأسس قبل سبعين عاما.

المفارقة التي رصدتها «مكة» أن الحي يقابل بوابة الأمانة مباشرة، ما ينفي أي احتمال لعدم ملاحظة الأمين وقيادات الأمانة لحالة هذا الحي الذي بقي أثراً على ماض تجاوزته السعودية منذ عقود.

حالة من النسيان يعيشها حي الدواسر، تحكيها مبانيه العتيقة، التي عبث بها الزمن، وحاراته الضيقة، الممتدة كثعابين ميتة، والتي تكثر بها المشاجرات في الأمسيات بين العمالة الأجنبية التي تقطنه، وبيارات الصرف بفوهاتها الفارغة تترقب المارة، ومقاهيه التي تنتشر فيها الممارسات غير السوية، ورائحة دخان المعسل الممزوج بالممنوعات.

الحي الذي يعد من أقدم أحياء الدمام، يطل مباشرة على شارع حيوي هو شارع الملك عبدالعزيز، ويتمدد في تكاسل على مرأى ومسمع من الأمانة التي تفرط في الحديث عن إنجازاتها على الكورنيش وفي بعض الشوارع والأحياء، لكنها تغفل عن الحي الذي يقابلها تماما، في تناقض مع المثل الدارج الذي يقول: البعيد عن العين بعيد عن القلب.

وقال سامي الدوسري، من سكان الحي: لا تسأل عن نظافة الشوارع، فالنفايات منتشرة في كل مكان، نتيجة لإلقائها عشوائيا من قبل العمالة التي تقطن الحي بكثافة ولا تلتزم بالسلوكيات المتحضرة.

ويتكامل مع هذا المشهد، والحديث ما زال لسامي الدوسري، فوهات بيارات الصرف الصحي، التي تنتشر كالمصائد تتربص بالمارة، حتى إن إحداها ابتلعت قبل فترة سيدة مسنة، ولم تتحرك الأمانة لتغطيتها، ما اضطر الأهالي إلى تغطيتها بقطع من الخشب.

وأكد الدوسري أن الحي يفتقد للحضور الأمني، إذ لا يشعر السكان فيه بوجود للدوريات، خاصة في المساء، ما جعله مرتعا للعمالة الأجنبية، التي لا يتورع بعضهم عن الخروج إلى الشارع في حالة غير طبيعية، نتيجة لتناول المحرمات، مشيرا إلى أن هذه الحالة أجبرته على البقاء شبه الدائم في المنزل، حرصا على سلامة عائلته.

ويشكو محمد سالم، من انتشار المقاهي، وتحول كثير من المنازل القديمة إلى ديوانيات للشباب، أو غرف للعزاب، يعلم الله ما يفعلونه فيها، في غياب الأمن.

ولفت إلى انتشار السيارات الخربة في أرجاء الحي، مشيرا إلى أن الحارات والأزقة حال تعرضها لحريق لا تستطيع سيارات الإطفاء أو الإسعاف دخولها نتيجة لضيقها.

وأكد أن بعض مباني الحي آيلة للسقوط، متسائلا عن سبب غفلة الأمانة عن تطوير هذا الحي رغم وجوده في مقابل مبناها الذي يدير منه الأمين وقيادات الأمانة مشاريع التطوير في المنطقة كلها.

«مكة» حاولت التواصل مع الناطق الإعلامي لأمانة منطقة الشرقية محمد الصفيان للاستفسار منه عن الموضوع إلا أنه لم يرد على اتصالات ورسائل الصحيفة حتى إعداد هذا التقرير.