الحراك الفقهي في السعودية

أكثر المجالات المعرفية التي لها حضور بارز في الوسط العلمي في السعودية هو المجال الديني بفروعه المختلفة من تفسير، وتوحيد، وفقه، وأصول فقه، وعلم الحديث، فلدينا حركة علمية نشطة جدًا في هذا المجال، تدريسًا، وتأليفًا، وإلقاءً أمام الجمهور، وامتد حراكها النشط إلى ساحات الانترنت؛ فأنشط المواقع الدينية العلمية وأكثرها جدِّيــةً وثراءً في عالمنا العربي هي المواقع التي يقوم عليها سعوديون؛ كمواقع (أهل الحديث)، و(منتدى التفسير)، و(الألوكة)، ومع هذا الحراك النشط إلا أن القارئ لا يجد دراسات علمية جادة في دراسة وتحليل هذا الحراك الديني عامة، والحراك الفقهي خاصة، وأذكر أنني أُحْرِجت حينما سألني بعض المغاربة في أحد المؤتمرات التي شاركت فيها هناك عن رغبتهم بالاطلاع على الحركة العلمية الدينية في السعودية، وسألوا عن أسماء كتب أو دراسات في هذا المجال، فأجبتهم بأن الحركة العلمية الدينية لدينا نشطة جدًا لكنها تفتقر لدراسات جادة في رصدها وتحليل حركتها واتجاهاتها، وإن كانت هناك دراسات فهي أطروحات أكاديمية لم تنشر، ولا أذكر كتابًا مطبوعًا سوى كتاب (علماء الإسلام/ تاريخ وبِنية المؤسسة الدينية السعوديّة بين القرنين الثامن عشر والحادي والعشرين)

أكثر المجالات المعرفية التي لها حضور بارز في الوسط العلمي في السعودية هو المجال الديني بفروعه المختلفة من تفسير، وتوحيد، وفقه، وأصول فقه، وعلم الحديث، فلدينا حركة علمية نشطة جدًا في هذا المجال، تدريسًا، وتأليفًا، وإلقاءً أمام الجمهور، وامتد حراكها النشط إلى ساحات الانترنت؛ فأنشط المواقع الدينية العلمية وأكثرها جدِّيــةً وثراءً في عالمنا العربي هي المواقع التي يقوم عليها سعوديون؛ كمواقع (أهل الحديث)، و(منتدى التفسير)، و(الألوكة)، ومع هذا الحراك النشط إلا أن القارئ لا يجد دراسات علمية جادة في دراسة وتحليل هذا الحراك الديني عامة، والحراك الفقهي خاصة، وأذكر أنني أُحْرِجت حينما سألني بعض المغاربة في أحد المؤتمرات التي شاركت فيها هناك عن رغبتهم بالاطلاع على الحركة العلمية الدينية في السعودية، وسألوا عن أسماء كتب أو دراسات في هذا المجال، فأجبتهم بأن الحركة العلمية الدينية لدينا نشطة جدًا لكنها تفتقر لدراسات جادة في رصدها وتحليل حركتها واتجاهاتها، وإن كانت هناك دراسات فهي أطروحات أكاديمية لم تنشر، ولا أذكر كتابًا مطبوعًا سوى كتاب (علماء الإسلام/ تاريخ وبِنية المؤسسة الدينية السعوديّة بين القرنين الثامن عشر والحادي والعشرين)

الأربعاء - 26 نوفمبر 2014

Wed - 26 Nov 2014



 



 



أكثر المجالات المعرفية التي لها حضور بارز في الوسط العلمي في السعودية هو المجال الديني بفروعه المختلفة من تفسير، وتوحيد، وفقه، وأصول فقه، وعلم الحديث، فلدينا حركة علمية نشطة جدًا في هذا المجال، تدريسًا، وتأليفًا، وإلقاءً أمام الجمهور، وامتد حراكها النشط إلى ساحات الانترنت؛ فأنشط المواقع الدينية العلمية وأكثرها جدِّيــةً وثراءً في عالمنا العربي هي المواقع التي يقوم عليها سعوديون؛ كمواقع (أهل الحديث)، و(منتدى التفسير)، و(الألوكة)، ومع هذا الحراك النشط إلا أن القارئ لا يجد دراسات علمية جادة في دراسة وتحليل هذا الحراك الديني عامة، والحراك الفقهي خاصة، وأذكر أنني أُحْرِجت حينما سألني بعض المغاربة في أحد المؤتمرات التي شاركت فيها هناك عن رغبتهم بالاطلاع على الحركة العلمية الدينية في السعودية، وسألوا عن أسماء كتب أو دراسات في هذا المجال، فأجبتهم بأن الحركة العلمية الدينية لدينا نشطة جدًا لكنها تفتقر لدراسات جادة في رصدها وتحليل حركتها واتجاهاتها، وإن كانت هناك دراسات فهي أطروحات أكاديمية لم تنشر، ولا أذكر كتابًا مطبوعًا سوى كتاب (علماء الإسلام/ تاريخ وبِنية المؤسسة الدينية السعوديّة بين القرنين الثامن عشر والحادي والعشرين)، والمفارقة أن مؤلفه مغربي وهو محمد نبيل مُلين، وحينما عدت للسعودية جهدت بالبحث عن كتب في هذا المجال فلم أظفر إلا بكتابين؛ وهما (مظاهر ازدهار الحركة العلمية في الأحساء خلال ثلاثة قرون «1000 هـ - 1300 هـ») للأستاذ عبدالله بن عيسى الذرمان، وكتاب (الحياة العلمية في مكة المكرمة 1115-1334هـ) للدكتورة آمال رمضان عبدالحميد صديق، من إصدار دارة الملك عبدالعزيز، وهو الإصدار الوحيد للدارة الذي عُني بهذا المجال من ضمن إصداراتها البالغة 242 كتابا، وهذان الكتابان يغلب عليهما الإحصاء والتوصيف بأسلوب تبجيلي، كما أنهما لا يعبران عن واقعنا العلمي اليوم؛ إذ وقف البحث فيهما عند سنة 1334هـ، أي قبل قرن كامل؛ وهو عمر الدولة السعودية الثالثة تقريبًا، كما أنه قرن حافل بالحراك الفقهي، طرحًا، وشخصياتٍ، وتوجهات، ومؤلفات، فمن الخطوط العريضة لهذا الحراك: تحول الطرح الفقهي من الجهد الفردي إلى العمل المؤسسي في الستينات من القرن الماضي؛ وذلك بإنشاء مؤسسة الفتوى، وهيئة كبار العلماء، وتحول الخطاب الفقهي في نجد من الالتزام بالمذهب الحنبلي إلى الأخذ بمذهب أهل الحديث القائم على الأخذ بما ترجحه الأدلة مع الانتصار غالبا لاختيارات ابن تيمية وابن القيم، ودور ابن باز والألباني في هذا التحول، والتمايز بين خطاب الفتوى غير الملتزم بالمذهب الحنبلي والعمل القضائي الملتزم بالمذهب، والحركة الواسعة في تحقيق كتب التراث الفقهي التي اضطلعت بها كليات الشريعة في الجامعات السعودية، والأسباب التي جعلت منطقة الأحساء ما زالت حاضنة للتعدد الفقهي؛ إذ ما زالت المذاهب السنية الشافعية والحنفية والمالكية لها حضور قوي في الوسط الديني في الأحساء، واضمحلال هذا التنوع في جيزان وعسير، وضعفه في الحجاز، وأثر حرب الخليج الثالثة في ظهور خطاب فقهي حركي يتمايز عن الخطاب الديني للمؤسسة الرسمية في قضايا السياسة، وحركة النقاش والردود بين فقهاء السعودية فيما بينهم في بعض القضايا الفقهية كقضايا الزواج بنية الطلاق، والتصوير، وزكاة الحلي، وعدد ركعات التراويح، وحكم ختم القرآن في صلاة التراويح، ومدة السفر ومسافته التي تبيح قصر الصلاة والفطر في رمضان، وبين الفقهاء السعوديين والفقهاء خارج السعودية في قضايا حكم كشف وجه المرأة، وحكم توليتها الولايات العامة، وحكم العمليات الانتحارية، والصلح مع إسرائيل، وحكم المظاهرات والاعتصامات، وحكم الغناء والتمثيل، هذه الجوانب وغيرها بحاجة للدراسة والتحليل، ومثلها مجالات الحراك الديني عامة من توجهات، وتيارات، وآراء، وشخصيات ما زالت مجهولة لدى المثقف السعودي فضلا عن غيره من المثقفين العرب، وأهم كتابين سلَّطا الضوء على بعض حراكنا الديني هما كتاب (السعودية / سيرة دولة ومجتمع ) للأستاذ عبدالعزيز الخضر، حيث تعرض لتحليل أدوار بعض الشخصيات الدينية، وكتاب (زمن الصحوة / الحركات الإسلامية في السعودية) لستيفان لاكروا، وكان مخصصا لدراسة الحركة الإسلامية في السعودية، ويظل الحراك الديني لدينا عامة والحراك الفقهي خاصة بحاجة لدراسات علمية تحليلية تسهم في الكشف عما فيه من اتجاهات ورؤى وتيارات وصراعات شكلت العقل الديني للشباب المتدين في السعودية.