خطوة في طريق الأمة الواحدة

لقد كان مشهد الحب والاحترام الذي جمع زعماء وقادة دول مجلس التعاون برجل الحكمة والبصيرة، رجل المواقف الحاسمة الكثيرة، خادم الحرمين الشريفين الملك الجليل

لقد كان مشهد الحب والاحترام الذي جمع زعماء وقادة دول مجلس التعاون برجل الحكمة والبصيرة، رجل المواقف الحاسمة الكثيرة، خادم الحرمين الشريفين الملك الجليل

الأحد - 23 نوفمبر 2014

Sun - 23 Nov 2014



لقد كان مشهد الحب والاحترام الذي جمع زعماء وقادة دول مجلس التعاون برجل الحكمة والبصيرة، رجل المواقف الحاسمة الكثيرة، خادم الحرمين الشريفين الملك الجليل عبدالله بن عبدالعزيز، مشهداً يؤكد دون جدال أن حكيم العرب بفضل ما حباه الله من رؤية ثاقبة وبصيرة نافذة قادر أن يبقى دائماً – أبقاه الله ورعاه – تلك السحابة السخية المظلة التي تمطر الخير بإذن الله دائماً، فيطرد مُزنها غبار الفرقة، ويطفئ نار الاختلاف مهما استقر لهيبها وظن كثير من الجاهلين أن لن يقدر على إطفائها أحد من البشر.



وعلى عكس كثير من مشاهد الملتقيات والمؤتمرات السياسية التي تجمع الزعماء والقادة في العالم، والتي يتوارى فيها الحب العفوي والاحترام الحقيقي الصادق.. كان اجتماع الرياض التكميلي مُشبعاً بالفرحة مشعاً بالأمل مرسوماً على كل الوجوه من غير تصنع أو مجاملة أو نفاق، وهكذا هم قادة التعاون، صورة صادقة للوحدة الأصيلة، ولأصول الاتفاق.

وهكذا صدرت في أعقاب لقائهم النموذج، ردود أفعال مطمئنة واثقة، تبعها إعلان عودة السفراء، الذين ألفوا التجمع واللقاء في الحضن الخليجي الدافئ، بعد انحسار موجة صقيع جمدت علاقات الأشقاء، وجاء صدور بيان الديوان الملكي في هذا الشأن المهم ليصنع الإطار الآمن المطمئن، حفاظاً على اصطفاف يغيظ الأعادي، بدوام وحدة تزرع الأمان في عيون المحبين، وتزرع الثقة في صدور المؤمنين، حيث لا وسيلة اليوم، في زمن تسوده الصراعات المحمومة، والفتن المأجورة الملغومة.. سوى تشابك الأيادي، من أجل مواجهة ما فرض علينا من تحديات وما بثه البعض منا من فتن وخلافات.. لنسف جسور التلاقي التي بناها الدين، وسلحتها اللغة وصانها الدم وهي عناصر ومكونات لا تتوافر لغير هذه الأمة التي أرادها الله خير أمة، وكشف نبيها الغمة.. عليه صلاة الله، وسلام المؤمنين.

لقد تلقى صناع الضياع، مرتزقة المذاهب والأشياع ضربة قاصمة مؤلمة نسفت من خلال بيان الديوان الملكي السعودي والرئاسة المصرية.. أحلاماً وأوهاماً شيطانية ظنوا أنهم بالغوها، بعدما أكدت الرئاسة في بيانها سريع تجاوبها مع مناشدة مليكنا المفدى، مرحبة ومؤكدة ثقتها الكاملة في حكمة وصواب رؤية خادم الحرمين الشريفين، وغالي تثمينها لجهوده الدؤوبة المستمرة لما فيه خير وصلاح الأمتين العربية والإسلامية.

فطويت بفضل الله صفحة قديمة، قاتمة وأليمة، ليكتب الملك الجليل مع أشقائه المخلصين من قادة العرب صفحة جديدة ناصعة قابلة بحول الله لتسطير جمل مفيدة كعناوين عريضة لانطلاق مسيرة العمل العربي المشترك بعدما أكد الملك القائد في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ الأمة العربية والإسلامية عامة، وتاريخ مصر على وجه الخصوص.. على الوقوف الداعم والمساندة المستمرة لمصر لتستكمل مراحل الاستقرار وتبلغ بعون الله مراتب الازدهار.

ولقد بلغ الترحيب مداه بمناشدة خادم الحرمين الشريفين لمصر قيادة وشعباً للعمل على تعزيز وإنجاز ما تم بلوغه في اجتماع الرياض التكميلي.. فناشدت الرئاسة المصرية بدورها بعد إعلان موقفها الرسمي المثمن والمرحب، قادة الرأي والفكر والإعلام العربي اتخاذ منحى إيجابي جاد، لتدعيم وتعزيز هذا الاتفاق وتوفير مناخ مناسب لرأب الصدع ونبذ الفرقة والانقسام.

وهنا أود أن أشيد بالرغبة الصادقة للرئاسة المصرية، والتي جاءت رغبة من تفعيل بيان الديوان الملكي وسرعة الاستجابة الكاملة له على كل الصعد.

نعم قارئي العزيز.. إن الإعلام.. رأياً وأقلاماً وفكراً هو شريك أساسي.. ولاعب فاعل في نجاح الاتفاق بعون الله، فالإعلام الحق هو ضمير الصدق، وهو يشكله ويؤثر فيه.. فإن خيراً فخير.. وإن شراً فشر. وكم عانت وحدتنا العربية عبر السنين من شطحات أقلام نذرت نفسها للفرد بوعي أو بدون وعي -، ومن آرائها لم تصنع في حسبناها ما تحتاج إليه أمة صفوفها مبعثرة وكلمتها متفرقة وخطواتها متعثرة.. أمة لم تعد تطيق المزيد من الجراح.. وحتى تضميد الجرح القديم يجب ألا يتم بنبشه.. ولكن بتطهيره ومعالجته بالمناسب من العقاقير.. وهل هناك اليوم وبعد اتفاق الرياض التكميلي من وصفة أنجع؟.. وهل بعد مناشدة الحكيم واستجابة الزعيم علاج أنفع؟.