علي داود أيقونة التعليق الرياضي الحاضر في زمن الغياب
"ويكسر صيني واتنين وطقم الصين كله"، لم يقف الأمر عند هذا الهدف بل سبقه تسجيل "هدف نفيس من شايع النفيسة"، هكذا تمكن علي داود أشهر معلق رياضي من ترسيخ تعليقاته الجميلة، بصوته الهادئ صاحب النبرات التي تتعالى وتنخفض وكأنها سلم موسيقي يطرب معه المشاهد والمستمع في آن، ليكمل سمفونية كروية كان أبطالها نجوم المنتخب السعودي في ثمانينات القرن حتى تسعيناته،
"ويكسر صيني واتنين وطقم الصين كله"، لم يقف الأمر عند هذا الهدف بل سبقه تسجيل "هدف نفيس من شايع النفيسة"، هكذا تمكن علي داود أشهر معلق رياضي من ترسيخ تعليقاته الجميلة، بصوته الهادئ صاحب النبرات التي تتعالى وتنخفض وكأنها سلم موسيقي يطرب معه المشاهد والمستمع في آن، ليكمل سمفونية كروية كان أبطالها نجوم المنتخب السعودي في ثمانينات القرن حتى تسعيناته،
السبت - 15 نوفمبر 2014
Sat - 15 Nov 2014
"ويكسر صيني واتنين وطقم الصين كله"، لم يقف الأمر عند هذا الهدف بل سبقه تسجيل "هدف نفيس من شايع النفيسة"، هكذا تمكن علي داود أشهر معلق رياضي من ترسيخ تعليقاته الجميلة، بصوته الهادئ صاحب النبرات التي تتعالى وتنخفض وكأنها سلم موسيقي يطرب معه المشاهد والمستمع في آن، ليكمل سمفونية كروية كان أبطالها نجوم المنتخب السعودي في ثمانينات القرن حتى تسعيناته، قبل أن تأخذ الأمور منعطفات أخرى بعضها يكاد يكون قسريا! علي داود الذي جاء غيابه عن مايكروفون التعليق الرياضي ليكون قرارا اختياريا، مفضلا أن يترك الجماهير متسائلة تبحث عن إجابة لسؤال يسكن ذاكرة جيلين "لماذا غاب داود؟" عوضا عن أن يكون عرضة لسؤال مفاده "متى يغيب؟"، كما أوضح في أحد حواراته القليلة.
وسواء اتفقنا على غيابه أم لا، يبقى حضور داود في عالم التعليق الرياضي ماثلا لا يغيب بكمّ من التعليقات ترسم ملامحه وشخصيته التي تميزت بسعة اطلاع وثقافة واسعة، خدم من خلالها نفسه ورسخها كواحد من أهم المعلقين الرياضيين، ناهيك عن تخصصه الأكاديمي في مجال الإنتاج والإخراج التلفزيوني والسينمائي، دون أن يخرج عن القاعدة العامة للتعليق الرياضي، أو يصدر نشازا صوتيا على مدار التسعين دقيقة، محافظا بذلك على جمهور المشاهدين، بل ومستقطبا آخرين عبر أثير الإذاعة.
علي داود الذي عرفه كثيرون كمعلق رياضي، لم يأت من الفراغ لبوابة التعليق، بل سبقه شغف حب الوحدة النادي الرياضي المكي الذي ترأسه، حاله في ذلك حال كل المكيين، إلا أنه ترجم ذلك الحب لفعل عندما دخل صفوف النادي ليدافع عن مرماه كحارس من أواخر الثمانينات حتى أصبح رئيسا للنادي في 2011، فيما حملته الأقدار بعد ذلك ليخوض العمل الرياضي، عبر مناصب عدة ربما كان أبرزها وما علق بذاكرة جمهور أحبه مدير المنتخبات في حقبة التسعينات الميلادية.
داود الطموح والأب الحنون لأربعة من الأبناء والبنات، لم يقرر خوض غمار تجربة إعلامية، إلا أن فتح تلك النافذة عبر بوابة شبكة راديو وتلفزيون العرب، مطلع التسعينات الميلادية، حفزته ليعيد بلورة وصياغة الإعلامي الذي كان نائما بداخله، بعد أن زامل في التلفزيون السعودية في بدايات البث التلفزيوني أشهر مقدمي البرامج والنشرات الإخبارية في حينه، إنما جاءت هذه المرة التجربة أكثر ثراء وعمقا، وصفها داود في أحد حواراته: "وكانت تجربة فريدة وجديدة أكثر ما فيها غرابة أن علينا تكوين أسرة إعلامية من عدد كبير من الدول العربية ليتوافق الأمر مع مسمى الشبكة.
وهو الأمر الذي جعلني أنفتح إعلاميا على كل الأقطار العربية.
ومضيت تحت عيون صالح كامل في تكوين أكبر أسرة إعلام عربية عرفتها الساحة الإعلامية من مختلف الدول العربية، وبقدر ما كان في هذه التجربة من حرية بقدر ما كان فيها من مسؤولية".
مهنة المذيع كما رآها داود أو ربما كما كانت في ذلك الوقت "ليس هناك مهنة على سطح هذا الكوكب تدفع صاحبها للبحث عن سعادة الناس سوى مهنة المذيع"، مرجعا ذلك لأن سعادة الناس هي معيار نجاح المذيع وعليه وحده أن يؤمن أن رضا الناس غاية لا بد أن تدرك".
ولم يقف الأمر عند هذا الحد مع المذيع علي داود بل يجد أن أمتع ما في عمل المذيع، هو التفكير بصوت مسموع، وهو ما يتعارض مع عمل المعلق الرياضي الذي يراه داود "أخطر ما في عمل المعلق الرياضي مقاومته لعاطفته على الهواء".