تبنّي الحيوانات

عند سماع مفردة «تبنّي» فإنه لا يخطر ببال أحد أن يكون المقصد منها حيوان ما، وإنما ارتبطت منذ زمن بالأطفال في دور الرعاية الاجتماعية، غير أنها امتدت الآن لتصل إلى الحيوانات الأليفة أيضاً والتي يتم عرضها للتبنّي دون مقابل مادي

عند سماع مفردة «تبنّي» فإنه لا يخطر ببال أحد أن يكون المقصد منها حيوان ما، وإنما ارتبطت منذ زمن بالأطفال في دور الرعاية الاجتماعية، غير أنها امتدت الآن لتصل إلى الحيوانات الأليفة أيضاً والتي يتم عرضها للتبنّي دون مقابل مادي

الخميس - 30 يناير 2014

Thu - 30 Jan 2014



عند سماع مفردة «تبنّي» فإنه لا يخطر ببال أحد أن يكون المقصد منها حيوان ما، وإنما ارتبطت منذ زمن بالأطفال في دور الرعاية الاجتماعية، غير أنها امتدت الآن لتصل إلى الحيوانات الأليفة أيضاً والتي يتم عرضها للتبنّي دون مقابل مادي

ثقافة تبنّي الحيوانات الأليفة بدأت مؤخراً في الانتشار بين أوساط المجتمع السعودي ممن يهوون تربية القطط أو الكلاب أو غيرها في منازلهم، وذلك بعد أن أنشئت قنوات خاصة بجهود فردية لتوفير حيوانات تعرضها للتبنّي أمام من يرغب في ذلك، ضمن إطار محاولات إيقاف المتاجرة بالحيوانات وبيعها بأسعار مبالغ بها من قبل أصحاب المحلات المخصصة للوازم الحيوانات وبعض العيادات البيطرية

وحتى عملية تبنّي الحيوانات ليست مفتوحة على مصراعيها، وإنما مقيدة بشروط معينة تفرضها الجهة «صاحبة الحيوانات» على الراغبين في تبنّيها، تتضمن السيرة الذاتية للشخص وتاريخه في هذا المجال وعدد أفراد الأسرة، فضلاً عن تعهده بعدم التخلص منها تحت أي ظرف من الظروف إلا بإعادتها إلى أصحابها الحقيقيين

مراد بابصيل، أحد طلاب سنة الامتياز في مجال الطب البشري، يؤكد أنه لو عاد به الزمن إلى الوراء لم يكن ليختار سوى الطب البيطري، حيث إنه بدأ في التعرف على عالم الحيوانات قبل نحو خمسة أعوام حينما أعطاه صديقه قطة ليربيها

ويقول مراد : في ذلك الوقت لم أصدق أن عائلتي ستوافق على تربيتي لهذه القطة، وبعد أن وافقوا بدأت في التوسع وخصصت شقة لتربية الحيوانات الأليفة، ثم بعد ذلك انضممت لمجموعة عبر برنامج «واتس أب» متخصصة بأفراد يعرضون حيواناتهم للتبنّي، ولم أكن متوقعاً وجود مثل ذلك الأمر في السعودية

ويشير إلى أنه أطلق مطلع العام الحالي حسابا عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» يحمل اسم «تربية القطط»، والذي من خلاله يلعب دور الوسيط بين أصحاب الحيوانات والراغبين في التبنّي

ويضيف: ما يحدث في محلات بيع الحيوانات كارثة، فلا اهتمام بتلك المخلوقات، إلى جانب المتاجرة ببيعها بشكل مبالغ فيه، وهي منافية لمعنى الرفق بالحيوان الذي حث عليه ديننا الإسلامي، وهو ما جعلني أبدأ في نشر ثقافة التبنّي بين أفراد المجتمع لمكافحة مثل تلك السلوكيات الخاطئة التي يمارسها البعض ضد الحيوانات

مراد ينفي معظم المعلومات الخاطئة التي ترسخت في عقول الكثيرين من أفراد المجتمع بشأن تسبب القطط في أمراض خطيرة للإنسان، ولا سيما أنه متخصص بالطب وعلى دراية كافية بمثل تلك الأمور –على حد قوله-

مؤكدا أنه من الطبيعي إصابة الإنسان بعدوى من إنسان مثله إذا لم يتم أخذ الاحتياطات اللازمة في حال مخالطة المريض، كذلك هي الحيوانات التي ينبغي الاهتمام بمعالجتها وإعطائها اللقاحات التي تقيها من الإصابة بالأمراض

أما أمل الحمدي التي تملك ما يقارب 21 قطة في منزلها وتعرضها للتبني، فهي تشدد على ضرورة تعهد المتبنّي لقططها بالرعاية والاهتمام، إضافة إلى ألا يكون الهدف من اقتنائه لأي حيوان أليف مجرد الوجاهة أمام المجتمع

كما أنها تشترط على المتبني إعادة القطة لها في حال لم يرغب ببقائها، لأنها تعتبر تلك القطط بمثابة أبنائها، ويؤلمها كثيرا أن تهمل وتساء معاملتها من قبل المتبني