الإرهاب.. عابر للحدود أم مدمر للحدود؟
حالة من التشاؤم والترقب الحذر من شيء ما سيحدث، تذكرنا بالمرحلة التي سبقت الثورة الفرنسية عام 1789 والثورة الأمريكية في 1860 والإحباط العام الذي سبق الحرب العالمية الأولى في أوروبا عام 1914، أو العالم في 1939
حالة من التشاؤم والترقب الحذر من شيء ما سيحدث، تذكرنا بالمرحلة التي سبقت الثورة الفرنسية عام 1789 والثورة الأمريكية في 1860 والإحباط العام الذي سبق الحرب العالمية الأولى في أوروبا عام 1914، أو العالم في 1939
الثلاثاء - 24 فبراير 2015
Tue - 24 Feb 2015
حالة من التشاؤم والترقب الحذر من شيء ما سيحدث، تذكرنا بالمرحلة التي سبقت الثورة الفرنسية عام 1789 والثورة الأمريكية في 1860 والإحباط العام الذي سبق الحرب العالمية الأولى في أوروبا عام 1914، أو العالم في 1939.
شعور مختلط ينتظر في صمت الهاوية المقبلة.
يقول جون مايكل جرير في دراسته كرنفال المناسبات المنشورة في الموقع الإخباري انفورميشن هاوس كليرنج “في كل الحروب المقدسة يظهر التاريخ جيدا أنه عند خلط السياسة بالعنف الديني فإن محتوى الدين الحقيقي يختفي تماما، ومن ثم يصاب الناس بالدوار”.
ويضيف “خلط السياسة بالدين أو قل توظيف كل منهما للآخر يلغي حدود كل منهما أيضا” والحدود مصطلح جغرافي بامتياز لكنه يضرب بجذوره في كل ما يتعلق بحياة الإنسان على الأرض.
كان أول ظهور علمي لمصطلح الجغرافيا السياسية في عام 1897 مع عالم الجغرافيا البشرية الألماني فريدريك راتزل الذي صك مصطلح الجيوستراتيجيا أو الجغرافية الاستراتيجية التي تعنى بدراسة الموقع الاستراتيجي للدول ومدى تأثيره على السلم والحرب، ويمكن تعريف الجغرافيا الاستراتيجية على أنها عبارة عن دمج الاعتبارات الاستراتيجية مع عناصر الجغرافية السياسية أو التوجه الجغرافي لسياسة الدولة الخارجية.
لكن يبدو أن الجغرافيا الثقافية هي أقدم وأعمق وأكثر ثباتا من الجغرافيا السياسية، وربما هي التي تعيد باستمرار رسم حدود الجغرافيا السياسية وتغيرها.
1 - في دراسة صامويل هنتنجتون الشهيرة “صدام الحضارات” عام 1993 في مجلة شؤون خارجية والتي طورها في كتاب يحمل نفس الاسم فيما بعد، أكد على أن الثقافة وليست السياسة أو الاقتصاد هي التي سوف تحكم العالم، والعالم ليس واحدا.
الحضارات توحد العالم وتقسمه..الدم والإيمان: هذا ما يؤمن به الناس ويقاتلون ويموتون من أجله.
2 - ارتبط ظهور العولمة التي ألغت – إلى حد ما - الحدود بين الدول بانتعاش الأصوليات وانفجار الهويات الثقافية، وحسب “ فيليب مورو ديفارج في كتابه العولمة: العولمة تستثير ردود أفعال الثقافات الأخرى التي تشعر أنها مهددة بالزوال بسبب العقلانية والعلمنة الغربية، وهو ما يؤدي إلى تفكيك حدود الدول القومية التي ظهرت بموجب معاهدة ويست فاليا عام 1648 وينهي بالتالي فكرة الوطن والمواطنة السياسية لصالح الأخوة في الدين.
وعلى سبيل المثال فإن نظرة الأصوليين الدينيين، لأنفسهم دوما كامتداد للخارج، للعالم الذي ينتمون إليه باللسان والوجدان، ولد عند أكثرهم إحساسا غريبا بأنهم إلى ذلك الخارج أقرب منهم إلى مواطنيهم الذين يشاركونهم الأرض، وهو ما أنتج كوارث في بلاد تموج بمختلف الإثنيات والهويات المتعددة، فضلا عن الدول الغربية.
3 - أهم دراسة فلسفية صدرت في اللغة العربية لامست العصب العاري لإشكالية الحدود هي: د.
أمّ الزّين بنشيخة المسكيني: كانط راهنا، أو الإنسان في حدود مجرّد العقل، الصادرة عن المركز الثّقافي العربي بالدّار البيضاء.
فقد أكدت أن أسئلة الفلسفة اليوم أسئلة الحدود وهي في جوهرها أسئلة العقل والجغرافيا معا.
الأسئلة الّتي تسطّر جغرافيّة العقل وترسم خرائطه وحدود صلاحيته بالمعنى الكانطي.
تقول المسكيني: إن الحدود الّتي يتنزّل فيها الإنسان المعاصر، هي حدود استعمالات العقل.
وهي استعمالات تمثّل مشروع كانط النّقديّ برمّته.
وقد صاغها في الأسئلة الثّلاثة الشّهيرة الّتي طرحها في كتابه “نقد العقل المحض” ماذا يمكنني أن أعرف؟ ..ماذا يجب عليّ أن آمل؟ ..ماذا يمكنني أن آمل؟”.
بالعودة إلى دراسة جون مايكل جرير فإن خلط السياسة بالعنف الديني يدمر الحدود الجغرافية ويهدمها بعد أن ينتهك سيادتها، في العراق وسوريا وليبيا واليمن ولبنان وبعض دول أفريقيا، ربما كمقدمة لإعادة ترتيب الحدود الجغرافية من جديد.