المطبقية وماكينة الآيس كريم من المقتنيات المكية ( 4 - 10 )

 

 

الخميس - 01 يناير 2015

Thu - 01 Jan 2015



من الملامح التاريخية والحضارية التي نقلها لنا حمزة بوقري ضمن سرده لرواية سقيفة الصفا، ما كان يعرف محليا بصندوق الغناء أو شنطة الغناء وأصله gramophone، والذي دخل إلى مكة المكرمة حسب المصادر التاريخية للمرة الأولى في 1316هـ - 1899م على يد رجل من أهالي بيروت، وعرف وقتها باسم حابس الأصوات، وقد قوبل في البداية بالرفض حتى إنه لا يباع إلا سرا.

لذلك نجد بوقري يقول بعد أن اقتنت والدة بطل الرواية واحدا من تلك الأجهزة «ولكن السر الذي لا أريد أن أبوح به هو أنها اشترت يوما من تلك الأيام الموغلة في القدم واحدا من تلك الصناديق التي عرفت آنذاك بصناديق الغناء، أما كيف اشترته وممن فذلك سرا لم تبح به أبدا لأحد، وحشت جوانبه ببعض الخروق حتى لا يرتفع صوته، فيعرف الجيران أن لدينا ما لا ينبغي اقتناؤه» كما يشير إلى خوف البطل في القصة من توابع امتلاك الأسرة لهذا الصندوق.

كما ذكر الروائي خلال الرواية ما يعرف السجاني مفردها سجنية وهي قماش من القطيفة السميكة أو الأطلس «الساتان»، أو غيرهما من الأقمشة المحلاة بنقوش، تفرش على ما يعرف بالطراحات «المراتب» الموضوعة على الكرويتات «نوع من المقاعد الخشبية» وقد يكون أصل الكلمة من سجى بمعنى غطى، ثم حرفت إلى سجنية بدلا من سجية أو سجايا، وكان أفضل أنواعها يأتي من بلاد الشام، كما تستخدم زينة وغطاء لشقادف «هوادج» الأسر الثرية.

ويذكر لنا بوقري ضمن أحداث الرواية المفتة، التي تناول عليها العشاء مع شيخه، وهي نوع من الحصير المنسوج على شكل دائري، يتجاوز قطرها المتر بقليل، وكانت تستخدم لفت الخبز وتجفيفه، أو تجفيف بعض أنواع الخضروات الورقية، كما تستخدم كسفرة للطعام.

ومن المقتنيات الخاصة بالمطبخ المكي القديم يذكر المطبقية التي كان يأتيه فيها الطعام محمولا من بيت جارهم إلى بيته بعد وفاة والدته، وهي عبارة عن مجموعة من الأواني المسطحة القاعدة، والمتساوية في الحجم، يكون عددها ثلاثة أو أربعة، ترص فوق بعضها وتشد بحزام من الجلد أو الحديد، توضع فيها أنواع مختلفة من الطعام، وتستخدم لإرسال الوجبات إلى أرباب البيوت في أعمالهم، حيث كان من المألوف أن يتم تناول وجبة الطعام في مكان العمل.

كما يشير بوقري إلى بعض المخترعات الحديثة التي وصلت إلى البيت المكي، ومن ذلك آلة صنع الآيس كريم والتي يقول عنها «والآلة التي أدخلت كثيرا من السرور إلى نفسي لسنوات طويلة كانت آلة صنع الآيس الكريم المنزلي، وهي آلة مفيدة جدا، كانت تدار باليد بعد أن توضع كمية من قطع الثلج في الجزء الخارجي منها، وكاس أو اثنين من عصير الليمون المحلى في الجزء الداخلي، وعندما يتجمد ذلك العصير أو يوشك يصبح الآيس كريم معدا للالتهام»، وهذه الآلة كانت تسمى محليا مكينة الآيس كريم، وهي عبارة عن جردل من الخشب، بداخله جردل آخر من المعدن وبينهما يوضع الثلج وبعض الملح حتى يمنع ذوبان الثلج بسرعة، وللجردل الداخلي يوضع به الماء مع النكهات، كالليمون أو التوت غطاء به ما يشبه خفاقة البيض الآلية تدار باليد، وكلما زادت البرودة وزاد الدوران أصبح السائل أكثر كثافة إلى ان يتثلج تدريجيا، ثم يوضع في الكاسات ويقدم.





 [email protected]



 



ملامح مكة التاريخية من خلال رواية سقيفة الصفا (1 - 10)



أسرار البيت المكي ومكوناته لدى بوقري (2- 10)



 الرواشين من جماليات العمارة المكية ( 3 - 10 )



المطبقية وماكينة الآيس كريم من المقتنيات المكية ( 4 - 10 )



نصبة الشاي ضيافة السيدة المكية ( 5 - 10 )



كوفية جملون والسديري.. اللباس المكي قديما ( 6 - 10 )



المدورة والمحرمة لباس المكيات قديما ( 7 - 10 )



المزهد من شخصيات الشارع المكي ( 8 - 10 )



الشطار والرقيق في الحارة المكية قديما ( 9 - 10 )



الفرمسوني.. المثقف الذي يخافه المجتمع المكي ( 10 - 10 )