علم الأنثروبولوجيا النسوي "السعودي"
لم تحفل الدراسات الأنثروبولوجية العربية بخوضها في غمار الأنثروبولوجيا النسوية حتى اللحظة حسبما تبين لي والله أعلم من خلال
لم تحفل الدراسات الأنثروبولوجية العربية بخوضها في غمار الأنثروبولوجيا النسوية حتى اللحظة حسبما تبين لي والله أعلم من خلال
الأحد - 22 فبراير 2015
Sun - 22 Feb 2015
لم تحفل الدراسات الأنثروبولوجية العربية بخوضها في غمار الأنثروبولوجيا النسوية حتى اللحظة حسبما تبين لي والله أعلم من خلال مسح بعض محركات البحث الأنثروبولوجية. ولم أسمع أحدا من المهتمين بالدراسات الاجتماعية وعلم الإنسان يتحدث عن وجود لهذا العلم في سائر أرجاء عالمنا العربي إلا أن ظهوره بالولايات المتحدة الأمريكية في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات الميلادية كان بمثابة الثورة للحد من تحيز الذكور في النتائج البحثية لهذا العلم، وقد جعلت الجمعية الأمريكية الأنثروبولوجية هذا الفرع من العلم كرابط من أحد أربعة حقول فرعية وهي: الآثار، والبيولوجي، والثقافي، واللغوي.
حركة التحرر النسائي السعودي ضد بعض المعوقات التقليدية الاجتماعية الثقافية التي نشطت في السنوات الأخيرة تفوق قيمتها حقل بترول، فهي تشعب إلى أعمق أعماق التاريخ الثقافي الاجتماعي السلوكي، وتحمل حيزا من الأهمية التي تؤهلها لجعلها على منصات الأنثروبولوجي النسوي لأنها ستساعد في توثيق التاريخ الثقافي الاجتماعي وستعين في فهم وتحليل حياة النساء ولأن الاهتمام سيعمل على إضافة المنظورات الجديدة.
عدم اهتمام علم الأنثروبولوجيا الحالي في العالم العربي بالنساء يشكل نقصا حقيقيا في الصورة الجوهرية لهذا العلم، فالمفاهيم عن الحياة الاجتماعية الإنسانية ستتسع عندما تولي اهتماها بحياة النساء وفنونهن الاستراتيجية. البحث الواعي في مجال علم الإنسان النسوي في العالم العربي سيفتح الأفق للبحث عن إجابات شافية تساعد على تحديد خصائص النساء في حقول تحكمها تقاليد عريقة وثقافات مشوبة بسوء فهم واستيعاب مع الأخذ في الحسبان تأثير مكان الرجل في المجتمع، كما أن وجود علم أنثروبولوجي نسوي سيمكننا من تقييم التنوع الكبير في نشاطات المرأة وأدوارها وسلطاتها في الجماعات الإنسانية المختلفة. وستظهر للسطح العديد من العوامل القابلة ربما للنقاش بحسب وعي المجتمع، تلك العوامل التي تلعب دورا في إعطاء النساء منزلة دونية تعامل المرأة من خلالها وبحسبها على أنها مخلوق أقل شأنا ثقافيا واجتماعيا في مختلف المجتمعات العربية، وهو ما قد يفضي إلى الحاجة لتفحص أساليب التفكير نحو ذواتنا.
فقد كتبت الباحثة مارجريت ميد عن هذا الشأن بقولها: في كل مجتمع معروف يعترف بحاجة الذكر للإنجاز، قد يقوم الرجل بالطبخ والحياكة وصيد الطيور المغردة ولكن إذا كانت هذه أعمالا مناسبة للرجال، فإن المجتمع بكامله رجالا ونساء على حد سواء سينادي بأهميتها، ولكن إذا قامت النساء بنفس الأعمال فإنها تعتبر أقل أهمية. إن تفهم النساء لحقيقة الصورة الدونية التي وضعن بها في المجتمع والثقافة الرائجة يجب أن يؤدي إلى تصحيحها، كما أن التصحيح سيعمل على توضيح طرق جديدة للباحثين في علم الأنثروبولوجي ليستعملوها للبدء في التفكير بالنساء إذا أرادوا فهم المجتمع البشري.
هنا لدينا حالة فريدة من نوعها تكمن في بعض النساء الفاقدات للأهلية الفكرية إن صح التعبير، وهي استعداء بنات بني جنسها كنوع من الإسقاط، والاستعداء بحد ذاته ليس بقضية إنما القضية هي الوصول إلى نوعية من الذكور تحمل تفكيرا مقاوما للمرأة، الصحيح أن المتأمل فيه لا يراه إلا مسترفدا من معاطن الإبل ومرابض الحمير ولا يمت للحياة الإنسانية بأية صلة!
هذا الصنف النسوي المستنجد بأقسى الرجال ذكورة ضد الأنوثة يجعل من الرجل نصلا هيافا جدا بنعومة السكين وبحذاقة السم يستعملنه كحربة قاتلة ضد بنات جنسهن كضريبة لاستماتة الآمال في بسط النفوذ على ذات الجنس النسوي! ربما أنها حالة سلوكية لم تعرفها المجتمعات البشرية على مدى تاريخ الأنثروبولوجيا التي لا تزال تشكك في المجتمعات الأمومية التي سادت ثم بادت ولم يبق من الإثباتات إلا آثار بعض المدافن النسائية والأحفورات القديمة!
ففي الصراع السيادي بين الرجل والمرأة تذكر القصص التاريخية أن الصراع بلغ أوجه في الدموية إلى درجة قيام بعض الحضارات النسائية الخالصة التي كانت تقتل فيها الولدان الذكور وإذا ما أرادت التزاوج والتناسل أغارت على القبائل وسرقت رجالها للتزاوج بهم ثم قتلهم وإبادتهم بوحشية! أترككم مع موقع الجمعية الانثروبولوجية النسوية الأمريكية:
http://www.aaanet.org/sections/afa