إيران وأمريكا وجموح الدواعش
إن بقاء نظام حكم الأسد، هو الضمانة الوحيدة والأخيرة لـ”محور المقاومة والممانعة”. وحيال مثل هذا المنطق، أفضى مسؤول إيراني، هو حسين أمير “عبداللهيان” بحديث ذي وجهة أخرى. فقد نقلت وكالة الأنباء الإيرانية “فارس” عن “اللهيان” قوله: “إذا أراد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، تغيير النظام السوري، فإن أمن إسرائيل سينتهي” وشرح بعبارة أخرى في حديث لوكالة “اسوشيتد برس” قائلاً: “حذرت إيران أمريكا وسائر الدول المتحالفة معها، من أنّ السعي لإسقاط نظام بشار الأسد، خلال المواجهة القائمة مع داعش، سيعرض أمن إسرائيل للخطر”!
إن بقاء نظام حكم الأسد، هو الضمانة الوحيدة والأخيرة لـ”محور المقاومة والممانعة”. وحيال مثل هذا المنطق، أفضى مسؤول إيراني، هو حسين أمير “عبداللهيان” بحديث ذي وجهة أخرى. فقد نقلت وكالة الأنباء الإيرانية “فارس” عن “اللهيان” قوله: “إذا أراد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، تغيير النظام السوري، فإن أمن إسرائيل سينتهي” وشرح بعبارة أخرى في حديث لوكالة “اسوشيتد برس” قائلاً: “حذرت إيران أمريكا وسائر الدول المتحالفة معها، من أنّ السعي لإسقاط نظام بشار الأسد، خلال المواجهة القائمة مع داعش، سيعرض أمن إسرائيل للخطر”!
الأحد - 19 أكتوبر 2014
Sun - 19 Oct 2014
إن بقاء نظام حكم الأسد، هو الضمانة الوحيدة والأخيرة لـ”محور المقاومة والممانعة”. وحيال مثل هذا المنطق، أفضى مسؤول إيراني، هو حسين أمير “عبداللهيان” بحديث ذي وجهة أخرى. فقد نقلت وكالة الأنباء الإيرانية “فارس” عن “اللهيان” قوله: “إذا أراد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، تغيير النظام السوري، فإن أمن إسرائيل سينتهي” وشرح بعبارة أخرى في حديث لوكالة “اسوشيتد برس” قائلاً: “حذرت إيران أمريكا وسائر الدول المتحالفة معها، من أنّ السعي لإسقاط نظام بشار الأسد، خلال المواجهة القائمة مع داعش، سيعرض أمن إسرائيل للخطر”!
لا شأن لنا باسم الرجل، الذي لا ينم اسمه عن صفة ليس لها وجود في أسماء الله الحسنى وحسب؛ وإنما عن صفة نقيضة فيها ازدراء وتجديف. شأننا هنا هو السؤال: أي سياق من الكلام نصدّق أو نعتمد: إن خصام نظام الأسد وعدم احتماله، هو المعادل للخيانة خدمة للصهيونية والإمبريالية، أم أن بقاءه هو ضمانة ألا تصبح إسرائيل في خطر وألا ينتهي الأمن الإسرائيلي؟
نحن هنا، بصدد احتمالين ملفقين. فلا الأسد هو ضمانة شيء مقاوم، يتعلق بفلسطين، ولا “داعش” في حال غياب هذه الضمانة، هو من يجعل إسرائيل في خطر. فالطرفان انشغلا في كل شيء صادم وجارح للفطرة الإنسانية، باستثناء ما يزعمانه من أحاديث مضللة، عن فلسطين.
إن منطق السياسة، يأخذنا إلى أمر مجاور، وهو واقع انخراط الإيرانيين المسكوت عنه، في التحالف مع الأمريكيين. تماماً مثلما اتفق الطرفان، على إدارة العراق وضمان كلٍ منهما لمصالح الآخر. فمنذ أن حلّت القوات الأمريكية في العراق، وتسلم “برايمر” مقاليد السلطة، كانت كل القرارات الأمريكية تلائم الإيرانيين، من حلّ الجيش العراقي، وإقصاء السنة، ووضع محددات الدستور وغير ذلك من التوجهات الرئيسة. وإن كان في مثل هذا الحديث شُبهة الفرضيّة الظنيّة، فإن أحاديث أساطين وعتاقي السياسة الأمريكية لم يكتموا على كل شيء. فعلى سبيل المثال، قال جيمس بيكر في حديث لقناة NBC الأمريكية، إن السبب الوحيد الذي يُحرج واشنطن، من ضم طهران إلى التحالف الدولي، هو الحذر من خطر ظهور واشنطن في موقف الحليف للشيعة ضد السُنة. وأردف الرجل قائلا: “إن إيران حليف طبيعي للولايات المتحدة” وزاد مستذكراً ومفسراً إحجام واشنطن عن ضم النظام السوري إلى تحالفها ضد “داعش” مثلما فعلت في حرب تحرير الكويت عندما كان هو نفسه وزير خارجية الولايات المتحدة: “جاء اشتراك نظام الأسد، في عاصفة الصحراء، وإسهام قواته في بعض العمليات العسكرية، ثمناً لإطلاق يده في لبنان”!
أما هنري كيسنجر، فقد أكد للقناة نفسها على كون إيران حليفاً طبيعياً للولايات المتحدة، معللاً مظهر “العداء” الظاهر، بأنه يقوم على مستوى الأيديولوجيا وحسب، ووصف هذا العداء النظري، باعتباره أدنى أهمية على صعيد العلاقات بين الدول. وربما كان يقصد مستوى الخطابة المنبرية في أيام الجُمعة!
ما يؤسف له، في أحاديث الأساطين العتاقي، وفي تعليلهم للإحجام عن ضم طهران علناً إلى تحالفهم ضد “داعش”؛ هو جعل هذه الأخيرة الآثمة المعتوهة، وكأنها ممثلة السُنة. وبالطبع هي فكرة مخادعة وفيها استهبال، وسرعان ما تنفضح، حين يتذكرون إن دولاً عربية ذات شعوب من المسلمين السُنة، التحقت بحماسة في التحالف نفسه، بل كانت سباقة إلى الدعوة لاجتثاث “داعش”. فكيف ستظهر واشنطن أنها منحازة للشيعة ضد السُنة، في حال وافقت على إلحاق طهران بالتحالف؟
أغلب الظن، أن واشنطن معنية باعتماد سياسة فرّق تسُد في المنطقة، وأن طهران تتجمل بكلام العداء للأمريكيين. بل إن المشروع النووي الإيراني نفسه، بدأ أمريكياً في عهد الشاه. والسياسة هنا يحكمها موروث من الدهاء والخديعة!