موقوفون بذهبان يتهمون دعاة بدفعهم إلى الضلال

على مدار 4 ساعات تحدث موقوفون في سجن ذهبان لـ»مكة» عن تجربتهم إبان كانوا من أصحاب الفكر الضال، فكانت لغة الندم طاغية على أحاديثهم عن الفترة التي اعتنقوا فيها

على مدار 4 ساعات تحدث موقوفون في سجن ذهبان لـ»مكة» عن تجربتهم إبان كانوا من أصحاب الفكر الضال، فكانت لغة الندم طاغية على أحاديثهم عن الفترة التي اعتنقوا فيها

الأربعاء - 08 أكتوبر 2014

Wed - 08 Oct 2014



موقوفون في ذهبان: نستحق عقابا أكبر ودعاة غرروا بنا



هيفاء الزهراني - جدة



على مدار 4 ساعات تحدث موقوفون في سجن ذهبان لـ»مكة» عن تجربتهم إبان كانوا من أصحاب الفكر الضال، فكانت لغة الندم طاغية على أحاديثهم عن الفترة التي اعتنقوا فيها الفكر وانخرطوا خلالها في التنظيمات الإرهابية.

وكان تحريض الدعاة وخطبهم القاسم المشترك بين الموقوفين العشرين إذ أرجعوا أسباب انجرافهم وراء تيارات إرهابية إلى الدعوات التحريضية التي يتبناها بعض الدعاة، وحملوهم تأجيج الرأي وتبني الأفكار المعادية والداعية للخروج لمواطن الفتن والقتال كما لم يجدوا حرجا في الإفصاح عن أسمائهم.





أستحق أكثر



وذكر أحد الموقوفين لـ»مكة« أنه كان يعيش مع أسرته مستقرا، ثم تغير الحال وتعرف إلى أشخاص غيروا بوصلة أفكاره فأصبح معاديا للدولة متبنيا للفكر الضال، مضيفا: أحمل شهادة الخامس الابتدائي وكنت أعمل عسكريا وأعيش في سلام مع أسرتي، إلا أن الحال تغير رأسا على عقب بعد أن ذهبت إلى أحد المشايخ المحرضين واستفتيته في حكم عملي، فأفادني بوجوب تركه ومن هنا بدأت في لقاء أشخاص أدخلوني في النفق المظلم.

ويستطرد: بعد القبض علي حكم علي بـ10 سنوات إلا أني أستحق أكثر من ذلك، وأحمد الله على يقظتي بعد الغفلة وقبل أن ارتكب خطأ أكبر وأتعمق في هذه التنظيمات.

وخلال الجولة وقفت «مكة» على مرافق السجن كمغاسل ملابس الموقوفين والمستشفى وشعبة المناصحة ومقار للأحوال المدنية والجوازات ووزارة العدل وهيئة حقوق الإنسان وجمعية حقوق الإنسان.

وبالرغم من تصنيف أكثر السجناء بالخطرين بحسب ما أكده مسؤول أمني، فإن المباحث العامة والتي كانت على درجة عالية من الشفافية، اعتمدت في تعاملها معهم على توفير كثير من المميزات للموقوفين وذويهم، في سبيل إرجاعهم إلى جادة الصواب.





تعاطف التنظيمات



وعلى نقيض العائدين التقت «مكة» سجناء أعلنوا تعاطفهم علنا مع التنظيمات الإرهابية، والأحداث الجارية في مواقع القتال في البلدان المجاورة، في حين أكد مسؤولو السجن أن مثل هؤلاء يخضعون لخطة علاجية فكرية بالتنسيق مع المناصحة بالإضافة إلى عزلهم عن بقية السجناء.





تأهيل العاملين



وأكد مسؤولو السجن أن التأهيل المستمر الذي يخضع له العاملون في السجن يضاف إليه 40 ساعة تدريبية سنويا، بخلاف التدريب والتأهيل في مراكز الأمن الوطني وبرامج التدريب أثناء العمل ودورات أسبوعية.





مضاعفة الحكم



وذكر مسؤول أمني أنه عند قرب انتهاء فترة محكومية الموقوف، تتابع لجنة شرعية مع المناصحة وضعه، وإذا رأت تمسكه بفكره الضال وكان إطلاق سراحه يشكل خطرا على المجتمع يصدر بحقه تمديد للإيقاف.





السوار الالكتروني



وأشار مسؤول أمني إلى أن أحد الموقوفين خرج قبيل جولة «مكة»، إذ إنه حصل على إذن إطلاق سراح موقت لمدة 24 ساعة بوجود السوار الالكتروني لزيارة والدته، لافتا إلى أن السوار يمنح للموقوفين الذين لا يشكلون خطرا على الأمن في المناسبات الاجتماعية.





تهريب العقاقير



وقال مسؤولو السجن لـ»مكة»: إن قسم الزيارة مراقب بالأشعة السينية، وبالرغم من ذلك يحاول بعض ذوي الموقوفين تهريب العقاقير والأدوية النفسية وهي أكثر الحالات المضبوطة، إضافة إلى قصاصات ورقية ورسائل مكتوبة بخط اليد تتضمن بعض أخبار الموقوف وأحواله وأحيانا أخبار لأشخاص وتنظيمات إرهابية.





الأسلحة



ونفى ضباط السجن أن تكون هناك أي حالات لتهريب أي نوع من الأسلحة، إذ إن إجراءات التفتيش شديدة جدا، غير أنهم أكدوا أن هناك بعض الحالات الفردية والتي قد تصل إلى 4 حالات، لمحاولة تصنيع آلات حادة ذاتية داخل السجن ويتم التدخل واتخاذ الإجراءات اللازمة بشكل سريع.





الأسرة شريك



ونوه مسؤولو ذهبان إلى أن بعض الأسر تشترك في الجريمة عبر نقلها لأخبار الموقوفين أو تمرير معلومات في سجون المباحث البالغ عددها خمسة سجون، كما حصل في أحداث ذهبان بالتزامن مع الحاير، ولكن الأغلبية منهم واعون ومتقيدون بالتعليمات، كما أن بعض الأسر تبادر بالإشعار عن أي تغيرات سلبية تلاحظ على الموقوف.





مدة الزيارة



وأشار مسؤولو السجن إلى أن مدة الزيارة الرسمية ساعة واحدة فقط، ولكن في كثير من الأوقات تمدد تقديرا واحتراما لذوي الموقوف وخاصة القادمين من خارج مدينة جدة.





الخلوة الشرعية



وبين المسؤولون في السجن أن عدد غرف الخلوة الشرعية تبلغ 31 غرفة، والحد الأدنى لوجود السجين برفقة زوجته 3 ساعات، وتستمر إلى بضعة ساعات أخرى، وذلك بواقع زيارتين لكل نزيل في الشهر، مشيرا إلى أنه في بعض الأحيان تتعرض الغرف للعبث ظنا من بعض السجناء بوجود كاميرات أو أجهزة تنصت.





البيت العائلي



وكشف مسؤول أمني أنه من المقرر إنشاء البيت العائلي مع بداية العام الجديد، وسيعمم على جميع سجون المباحث العامة.





مستشفى الأمن



وأوضح مسؤول في السجن أن مستشفى الأمن المركزي داخل السجن تبلغ سعته 30 سريرا وجاري توسعته، ويرقد فيه حاليا 7 منومين 3 منهم في قسم الباطنية و4 في النفسية، لافتا إلى أن أكثر الأدوية صرفا الأدوية النفسية، في حين أكدت مصادر لـ»مكة» أن هناك بعض السجناء لديهم سوابق في سوء استخدام العقاقير الطبية.





عدد الموقوفين:




  • - 614 موقوفا، بينهم امرأة واحدة ما زالت قيد إجراءات التحقيق على محاولتها للهروب بمعية أشخاص أجانب خارج السعودية للالتحاق بتنظيم إرهابي.


  • - 10 موقوفين يمتنعون عن مقابلة ذويهم.


  • - خلال 5 سنوات سجلت 4 محاولات فاشلة للاعتداء على رجال الأمن في السجن.


  • إيقاف بعض السجناء في ذهبان على خلفية القضايا الخطرة من تجار مخدرات أو الجنائية في أماكن خاصة داخل السجن وتعالج قضاياهم من قبل الجهات المعنية بهم لحين صدور الحكم القضائي بحقهم.


  • - 30 نزيلا مثاليا تراجعوا عن الفكر الضال.


  • - كل غرفة تتضمن من 4 إلى 5 أشخاص في ذات الجناح.


  • - يطلب بعض الموقوفين سجنهم في الانفرادي وذلك بناء على رغبته وغالبا ما يتم ذلك وفق الإمكانات المتاحة.





مشاهدات:




  • - أطول فترة قضاها أحد السجناء في ذهبان كانت 8 سنوات.


  • - تكفيريون توعدوا بحمل السلاح والانضمام إلى التنظيمات الإرهابية فور خروجهم من السجن.


  • - »مكة« حاولت التحدث مع 3 موقوفين تكفيريين إلا أنهم رفضوا.


  • - أحد الموقوفين كفر والدته ورفض مقابلتها أو زيارتها.


  • - كل موقوف من النزلاء المثاليين يجمع أفضل مقال أو خبر أو تقرير صحفي يوميا عن مكافحة الإرهاب من الصحف الورقية كنوع من تعزيز قناعاتهم باعتدال فكرهم.


  • - أجمع موقوفون على ثلاثة من المشايخ (تحتفظ الصحيفة بأسمائهم) الذين تأثروا بهم وانساقوا خلف دعواتهم للجهاد.


  • - جميع القنوات التلفزيونية متوفرة للنزلاء.


  • - منعت القنوات التي تتيح خدمة المحادثات الفورية عبر الرسائل النصية، إذ ثبت تمرير بعض المعلومات للسجناء من خلالها.





أقوال موقوفين:




  • - »ما أجمل أن نخطئ أنفسنا بأنفسنا«.


  • - »أنا أستحق كل ما تعرضت له من سجن«.


  • - »لم نتعرض لأي تعذيب من قبل جهات التحقيق أو المباحث العامة«.


  • - »قابلنا إحسان الداخلية بالإساءة«.





المساعدات المالية:




  • - يصرف للموقوف 2000 ريال للأعزب كحد أدنى


  • - يصرف للوالدين والزوجة مساعدة شهرية، وأخرى مقطوعة في المناسبات.


  • - تسديد إيجارات المنازل عن الموقوفين ودفع الرسوم الدراسية الخاصة لذوي الموقوف والغرامات المالية.


  • - فتح حسابات بنكية للموقوف وذويه.


  • - تشكيل لجان للتسويات للنظر في تسديد الديون والالتزامات والتعويضات عن الخسائر التي يتعرض لها الموقوف بسبب السجن.


  • - الإفراج الموقت عن الموقوف الذي لا يشكل خطرا على الأمن العام لعدة أيام بالكفالة في الحالات الخاصة كحضور زواج أحد ذويه مع إعطائه مبلغ 10 ألاف ريال لتقديمها كهدية، أو في حالة الوفاة، وعقد قرانه أو زواجه وقضاء عدة أيام مع زوجته.





يعتمد التصنيف الداخلي في سجن ذهبان على:




  • - نوع القضايا.


  • - درجة الخطورة «منخفضة – متوسطة - عالية».


  • - معتنقي الأفكار التكفيرية المتمسكين بمواقفهم.